أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: خيمت على المغرب، في الآونة الأخيرة، ظاهرة انفجار قنينات الغاز في ظروف غامضة، إذ في أقل من أسبوع، اهتزت ثلاث مدن على وقع انفجار أكثر منألفي قنينة غاز، ما أدى إلى مصرع أكثر منثلاثة أشخاص وإصابةستة عشربجروح متفاوتة الخطورة.

وألقت هذه الانفجارات بظلالها المرعبة للحظة على نفوس سكان هذه المدن، اعتقادا منهم أنها ذات دوافع إٍرهابية، خاصة مع ما تشهده مدن المملكة من حالة تأهب أمني رفعت فيها اليقظة والحذر إلى الدرجة المتوسطة، بعد ورود تقارير استخباراتية تفيد تسلل عناصر إرهابية مرتبطة بالقاعدة إلى المملكة بهدف تنفيذ اعتداءات إرهابية.كما صدرت تعليمات بالتحقق، بشكل دقيق، من هوية كل من يلج الدوائر الأمنية مع المطالبة بمنع وقوف أي سيارة مدنية بجانب هذه المرافق.

وكانت أقوى هذه الانفجارات من حيث العدد، شهدتها قلعة السراغنة، حيث أكدت السلطات المحلية أن ألفي قنينة غاز من حجم 13 كيلوغراما، انفجرت في مستودع للغاز quot;غير مرخص له quot; يقع على بعد كيلومترين من الجماعة القروية العرارشة، و30 كيلومترا عن قلعة السراغنة دون وقوع ضحايا أو خسائر.

وشب الحريق في المستودع، حسب المصادر نفسها، بسبب قنينة غاز كانت تستخدم في الإضاءة، في الوقت الذي كان فيه مستخدمون وعددهم سبعة ورئيسهم، يفرغون شحنة من القنينات.

وحاول المستخدمون إطفاء الحريق، لكن بدون جدوى فابتعدوا بعدها عن مكانه، ما أدى إلى انتشار النيران بسرعة في المستودع الذي كان يضم 7000 قنينة غاز من حجم 13 كيلوغراما، و500 قنينة من حجم ثلاثة كيلوغرامات. وبلغ مجموع القنينات التي انفجرت ألفي قنينة من حجم 13 كيلوغراما، فيما أتلف باقي المخزون.وتمكنت مصالح الوقاية المدنية، التي هرعت إلى مكان الحادث، من التحكم بسرعة في الحريق الذي لم يخلف أي خسائر مادية أو بشرية.

وسبب الحريق في انقطاع موقت للتيار الكهربائي في الجماعتين القرويتين العرارشة وامحاصة، كما تضرر عمود للتيار الكهربائي المتوسط.وفي مراكش، أدى انفجار قوي المفعول لقنينة غاز كبيرة في دار الضيافة حدائق المدينة، quot;Les jardins de la medinaquot; في درب اشتوكة في حي القصبة في المدينة القديمة، إلى وفاة أحد المستخدمينفي المكان عينهيدعى محمد باحو (45 سنة) وسجلت 14 حالة لمصابين بحروق متفاوتة وصفت حالة منها ب quot;الخطرةquot;.

وذكرت مصادر من المكان عينه أن الحادث وقع عندما أقدم أحد المستخدمين في مطبخ الإقامة السياحية على صيانة قنينة الغاز الكبيرة من نوع ( propan) تزن 35 كلغ وظيفتها مرتبطة بسخانة الماء الكبيرة.

وأكدت المصادر ذاتها أن الانفجار القوي الأثر الناجم عن تسرب الغاز رمى بالمستخدم من المطبخ إلى خارج الإقامة ليلفظ أنفاسه بعد حين.وخلف الانفجار خسائر مادية ملحوظة تجلت في تصدعات وسقوط أجزاء من جدران بعض غرف دار الضيافة، فضلا عن سقوط الجزء السفلي للحائط الخلفي للإقامة، والذي يشمل باب المستخدمين والمطبخ والمستودع، الذي كان يضم قنينات غاز وخزانا للغازوال كانت ستؤدي إلى كارثة كبيرة لو انفجرت هي الأخرى.

وامتدت قوة الانفجار لتلحق أضرارا بثلاثة منازل، حيث انتزعت أبوابها وأحدثت شقوقا بالجدران الأمامية لهذه المنازل مع كسر كل زجاج النوافذ وغيرها. وخلفت قوة ودوي الانفجار الهلع والخوف في نفوس السياح الأجانب الذين هرعوا نحو الباب للخروج من الإقامة التي بدأ زجاج نوافذها في التناثر.

وأفادت مصادر طبية فيطوارئ مستشفى ابن طفيل أنها استقبلت 14 مصابا بحروق متفاوتة مست جهات مختلفة من الجسم وبخاصة الوجه واليدين والرجلين، إذ تراوحت نسبة الإصابة بالحروق ما بين 20 إلى 60 في المئة.

ووصفت حالة المستخدمة في مقر الإقامة السياحية، وتدعى صفاء تبلغ من العمر (24 سنة)، وهي تعمل لحساب شركة أمن خاصة، بالخطرة نظرا لتواجدها في المطبخ وبالقرب من المستخدم الذي كان يجري عملية الصيانة لقارورة الغاز.

وأكدت المصادر عينها أن المصابة وضعت في قسم الإنعاش لأن حالتها تفرض عناية فائقة، كما وضع 7 مصابين تحت العناية المركزة.وانتقلت عدوى الانفجارات إلى مكناس، حيث اهتزت تجزئة للاساعود في منطقة الزيتون جراء انفجار وقع في محل لإنضاج الموز، خلف قتيلين، وإصابة إثنين آخرين بجروح.

وأكدت مصادر متطابقة أن الانفجار وقع نتيجة تسرب لمادة الغاز وتواجد مادة quot;الكاربونquot; في هذا المحل، مضيفة أن المادتين تعتمدان في تسريع إنضاج فاكهة الموز وطرحها في الأسواق، وأشارت إلى أن صناديق من هذه الفاكهة كانت مخزنة في مكان الواقعة، تداعت من شدة الانفجار، وساهمت في هذه المأساة.وتسبب الانفجار ذاته أيضا، في اندلاع حريق تطلب تدخل رجال الوقاية المدنية للحيلولةدون انتشاره وبلوغه الأماكن المحيطة بمسرح الحادث.

وبخصوص المصابين، قال مسؤول في مستشفى محمد الخامس في مكناس إنهما غادرا المستشفى مباشرة بعد تلقيهما الإسعافات الأولية، وأن حالتهما لاتدعو إلى القلق.وتفيد المعطيات المتوفرة، أن القتيلين والمصابين أشقاء ينحدرون من منطقة تاونات، استغلوا المحل المشار إليه منذ سنوات في إنضاج الموز، كما أن هناك محلات مماثلة في هذه المدينة وأغلب مناطق المغرب، وهو ما يستدعي حسب المهتمين بهذا المجال، تكثيف جهود المراقبة والتوعية لتفادي تكرار مثل هذا الحادث، من خلال ضبط تسليم مادة الكاربون وجعلها خاضعة لمعايير محددة،إلى جانب إعادة النظر في انتشار مثل هذه المحلات العشوائية.