سمية درويش من غزة :هاجم باحث ومحلل سياسي فلسطيني في مقابلة خاصة مع quot;إيلافquot;، حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تترأس حكومة الوحدة الوطنية، واصفًا إياها بالحركة الإنتهازية، بعد أن إعترفت بإسرائيل وسقطت في مستنقع أوسلو. وقال الباحث والمحلل السياسي سميح خلف لـquot;إيلافquot;، بأن البرنامج السياسي الذي أقرته قيادة حماس يعتبر بمثابة رافعة لفكر أوسلو ممارسة وتطبيقًا، ويعتبر نصرًا لخط التسوية في الساحة الفلسطينية.

وأوضح أن تلك الحكومة لم تكن ترجمة للمطلب الوحدوي الفلسطيني بقدر ما هو التقاسم الذي أتى على قاعدة التراجعات لدى قيادة حماس، لافتًا إلى أنه في السابق قيل، إن برنامج حماس ليس فيه من التناقض الكبير بين برنامج أبو مازن، وأتت الصراعات بين كل من الرئاسة وحماس على قاعدة المد والجزر لكي تقسم الكعكة الفلسطينية بما يرضي غرور قيادة حماس على حد قوله.

وأكد على وجود خط أوسلو ممثلاً بقوة في السلطة، وهذا ما أتت به الوزارة الجديدة من تقاسم وإتفاق في البرنامج السياسي بينهما، حيث إعترفت حماس بشكل غير مباشر بإسرائيل وبجميع الإتفاقيات، أي أقرت أوسلو وأطرافها أيضًا، وهذا ما كان يبحث عنه الرئيس أبو مازن.

ولفت إلى أن الضغوط الدولية والحصار حولت حماس من قوة مقاومة على الساحة الفلسطينية إلى قوة إنتهازية تتقاسم السلطة مع المتنفذين في حركة فتح، مضيفًا أن البرنامج السياسي ما هو إلا إنعكاس عن الرغبة في التمسك بالسلطة ولو كانت على حساب الحقوق .

وقال خلف إن هناك من الأولويات كان يجب تحديدها بدلاً من العبارات الفضفاضة والبرامج الواسعة التي تعرفها الحكومة وأبو مازن في أنهما غير قادرين على تحقيقها، وخاصة أن الجانب الإسرائيلي له منظور خاص لتنازلات حماس.
وأشار خلف، إلى أن حماس تسلك الطريق نفسها الذي سارت عليه قيادة فتح المتنفذة سابقا، مبينا بان إسرائيل أمام التنازلات من حماس تريد مزيد من التنازل للوصول إلى البرنامج الإسرائيلي الخاص برؤيته للقضية الفلسطينية .وأوضح الباحث الفلسطيني، أن إسرائيل ستتعامل مع الوزراء غير الحماسويين، وكذلك أميركا والرباعية، وإعطاؤهم المزيد من الدعم أولاً لجعل حماس أكثر تسارعًا في البحث عن تنازلات جديدة، وإذا لم تقدم حماس التنازلات فسيتم من خلال هذا الدعم إحراج ممثلي حماس وحماس نفسها أمام الشعب الفلسطيني.

وتوقع خلف، شلل الوضع السياسي دون تقدم ملموس إلى الفترة الإنتخابية التالية التي تطمع فيها القيادات المتنفذة في حركة فتح إلى حسم الصراع مع حماس، منوهًا إلى أنهم توافقوا في المرحلة، ولن يتوافقوا إستراتيجيًا، ناهيك على أن ما زالت هناك قوى في الساحة الفلسطينية لم تنخرط في هذا البرنامج ولا في هذه الحكومة، وهناك ما يقال مستقبلاً بخصوص التركيبة القاعدية لحماس وكوادرها أيضًا.

ولفت إلى ما ستواجه حماس من مأزق داخلي ستعبث به قوى أخرى لإضعافها وتفكيكها من الداخل، كما حدث لحركة فتح سابقًا، منوها إلى أن مصير الحكومة وعمرها مرتبط بالموقف الإسرائيلي، ومدى استجابته، ورغبة أبي مازن في الإستمرار في برنامجه من حرق لقوى حماس السياسية واستخدامها رافعة لتيار أوسلو الذي كاد أن ينهار لعوامل كثيرة ومختلفة داخلية وإقليمية ودولية. ولم يراهن خلف على إنجازات الحكومة الحادية عشر، حيث قال: quot;لا أعتقد أن الحكومة ستحقق الكثير من المكاسب، وهذا مرهون بمدى تجاوب ما يسمى المعتدلين في حماس مع مطالب إسرائيل والرباعية، وعمليًا حماس لم تعد بالفصيل المقاوم منذ دخولها السلطة وهذا يؤخذ على حماس أيضًاquot;.