سيول: إنتهت آخر جولة من المفاوضات السداسية بشأن تفكيك البرنامج النووي لبيونغ يانغ بعد فشلها في تحقيق أي تقدم بين الطرفين وذلك بسبب عودة كبير المفاوضين الكوريين الشماليين إلى بلاده إثر خلاف مالي مع المفاوضين الآخرين. وكانت المحادثات في العاصمة الصينية بكين قد وصلت إلى طريق مسدود بعد رفض بيونغ يانغ الدخول في أي نقاشات حتى تتسلم مبلغ 25 مليون دولار أميركي من أموالها المجمدة في بنك ماكاو.

مشاكل في النظام المصرفي

وكانت الولايات المتحدة الأميركية قد أجرت ترتيبات لتحويل الأموال المذكورة إلى كوريا الشمالية، لكن المبالغ لم تُحول بعد بسبب وجود مشاكل في النظام المصرفي. وقال كبير المفاوضين الأميركيين إنه من المحتمل أن يحل الخلاف بشأن تحويل الأموال المذكورة في غضون أيام. فقد قال كريستوفر هيل، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية: quot;نحن لا نتحدث عن أسابيع، بل عن أيام فقطquot;.

وكانت كل من الولايات المتحدة واليابان قد عبرتا عن إحباطهما بسبب فشل المفاوضات مع كوريا الشمالية في تحقيق أي تقدم.

بيان صيني

أما الدولة المضيفة، الصين، فقد قالت في بيان أصدرته يوم الخميس إنه جرى تعليق المفاوضات السداسية دون تحديد تاريخ لاستئنافها. إلاّ أنها أعربت عن أملها باستئناف المفاوضات في أقرب فرصة ممكنة. وأضاف البيان أن الأطراف وافقت على توقف المفاوضات التي ستستأنف في أقرب فرصة ممكنة. وكان كبير مفاوضي كوريا الشمالية، كيم كاي-جوان، قد عاد إلى بلاده ولم يدل لدى وصوله إلى مطار بكين بأي تصريحات.

أرصدة مجمدة

ولم يحدث أي تقدم في مباحثات بكين التي بدأت يوم الإثنين وجرى تمديدها حتى يوم الخميس إذ أصرت كوريا الشمالية على استعادة 25 مليون دولار من أرصدتها المجمدة قبل أن تبدأ مناقشة الخطوات التالية في خطة نزع سلاحها النووي.

ويقول المراسلون إن عدم إحراز تقدم في الجولة الأخيرة من المفاوضات السداسية يعتبر نكسة كبيرة، لكن لا يزال هناك وقت كافٍ أمام كوريا الشمالية للإيفاء بتعهداتها التي نصّ عليها الاتفاق.

ومن المفترض أن تغلق بيونغ يانغ مفاعل يونغبيون مقابل حصولها على مساعدات في مجال الطاقة بعد ما لا يزيد عن 60 يومًا على الإتفاق الذي تم في أواسط شهر فبراير (شباط) الماضي، وذلك تطبيقًا لبنود الاتفاق.

مساعدات عاجلة

وكانت كوريا الجنوبية قد أعلنت قبيل فشل محادثات بكين أنها ستستأنف منح المساعدات العاجلة إلى ضحايا الفيضانات في كوريا الشمالية في ما يبدو أنه مكافأة على تعهد بيونغ يانغ إغلاق مواقعها النووية. وأعلنت سيول يوم الخميس أنها سوف تفي بتعهدها إيصال مساعدات إلى بيونغ يانغ بما فيها الأزر ومواد البناء.

وقد بدأت سيول بإرسال المساعدات بعد أن أدى تساقط كثيف للأمطار في شهر يوليو (تموز) من العام الماضي إلى فيضانات يعتقد أنها أدت إلى مقتل مئات الكوريين الشماليين وأدت إلى تشريد الآلاف. لكنها قطعت المساعدات عن ضحايا الفيضانات بعد أن أجرت بيونغ يانغ اختبارًا نوويًا. ويتوقع وصول أول شحنات من المساعدات الجديدة الأسبوع القادم.

غير أن علاقات البلدين أخذت بالتحسن بعد الإتفاق حول منشآت الشمال النووية الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي