القاهرة: أكد سكرتير عام الامم المتحدة بان كى مون اليوم أنه يبحث الآن في وسائل مختلفة لتعزيز وجود المنظمة الدولية في العراق وذلك لمساعدة الشعب العراقي على الخروج من الوضع السيء الذي يعاني منه مشيرا إلى أن زيارته بغداد مؤخرا كانت ذات فائدة كبيرة للوقوف على حقيقة الأوضاع هناك.بان كي مون يصل مساء اليوم إلى إسرائيل
واوضح خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى إن وجود المنظمة الدولية في العراق خلال السنوات الماضية كان على أصعدة مختلفة للمساعدة في إعادة البناء والتعمير بالتعاون مع السلطات العراقية مشيرا الى انه quot;نظرا لحساسية وصعوبة الوضع الأمني في العراق فهناك قيود على زيادة وجودنا هناكquot;.
كي مون وأبو الغيط خلال لقائهما في القاهرة اليوم |
وحول سياسة الكيل بمكيالين داخل مؤسسات الأمم المتحدة قال quot;كقاعدة عامة وطبقا لميثاق الأمم المتحدة فإن كافة الدول عليها الالتزام بتطبيق قرارات الأمن وبحكم منصبي كأمين عام للأمم المتحدة سأعمل وأثابر لتحقيق ذلكquot;.
وقال بان كى مون quot;نحن نثمن الشراكة مع الجامعة العربية على جميع الأصعدة في مختلف القضايا المطروحةquot; مؤكدا إيمانه بضرورة التعاون بين منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية الأخرى مشيرا الى إن quot;الجامعة العربية من بين المنظمات الإقليمية التي نتعاون معها في قضايا منطقتهاquot;.
واضاف quot;لقد تحدثنا مع موسى حول موضوعات عديدة وفي تفاصيل حول كافة الصراعات التي تغرق المنطقة ومنها قضايا العراق ولبنان والصومال ودارفورquot;.
من جانبه اكد موسى محورية المبادرة العربية للسلام في التعامل مع مختلف ملفات الصراع العربي الإسرائيلي رافضا المطالب الداعية إلى تعديل بعض بنود تلك المبادرة التي سيواصل العرب تحركاتهم استنادا إلى المباديء التي تنص عليها.
وقال موسى إنه أجرى مباحثات مع بان كى مون تناولت كافة الأوضاع القائمة في المنطقة ومشاكلها والآمال والأبعاد المطروحة للتعامل مع القضايا المختلفة منها قضايا إقليم دارفور والصومال وقضايا منطقة الشرق الأوسط أو شرق البحر المتوسط والأوضاع في العالم العربي من موريتانيا إلى الخليج.
وقد واصل بان كي مون السبت في القاهرة جولته في الشرق الاوسط لبحث الازمات الاقليمية واحياء المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية. ودعا بان كي مون الذي وصل الجمعة الى القاهرة بعد زيارة لبغداد حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية الى الاستجابة لشروط المجتمع الدولي الثلاث وهي الاعتراف باسرائيل والالتزام بالاتفاقات الموقعة معها ونبذ العنف.
وقال في تصريحات للصحافيين بعد لقاء مع الرئيس المصري حسني مبارك quot;اجدد ترحيبي بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية وننتظر ان تستجيب هذه الحكومة لتوقعات المجتمع الدولي من اجل احلال السلام والامن في المنطقةquot;.
واوضح انه سيجتمع خلال هذه الجولة، وهي الاولى التي يقوم بها الى الشرق الاوسط منذ توليه مهام منصبه قبل ثلاثة اشهر، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزيري الخارجية زياد ابو عمرو والمالية سلام فياض المستقلين. لكنه لن يلتقي رئيس الوزراء الذي ينتمي الى حركة المقاومة الاسلامية (حماس) اسماعيل هنية.
وكانت اللجنة الرباعية الدولية (الامم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروربي) شددت الاربعاء على الشروط الثلاثة التي يتعين على الحكومة الفلسطينية الاستجابة لها للتعامل معها واستئناف المساعدات المالية المباشرة لها. ودعا بان الى تعبئة دولية من اجل وضع حد للازمة في اقليم دارفور السوداني الذي يشهد حربا اهلية منذ اربع سنوات. وقال انه ينتظر من الرئيس المصري والقادة العرب الاخرين ان quot;يبحثوا هذه المشكلة بشكل اكثر جدية لمساعدة الامم المتحدة والاتحاد الافريقيquot; على مواجهة الموقف.
وتعارض الخرطوم قرارا اصدره مجلس الامن الدولي يقضي بنشر قوات دولية في دارفور لوضع حد للنزاع الذي أوقع ئمتي الف قتيل على الاقل وادى الى نزوح قرابة 2،5 مليون مواطن من ديارهم. ومن المقرر ان يصل بان مساء اليوم الى الاراضي الفلسطينية قبل ان يزور اسرائيل ثم الاردن. وسيتوجه بعد ذلك الى الرياض لحضور افتتاح القمة العربية قبل ان يزور لبنان.
وتتزامن جولة الامين العام للامم المتحدة مع زيارة تقوم بها وزيرة الخارجية الاميركية للمنطقة في محاولة لاحياء مفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين التي قررت ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش وضعها على راس اولوياتها منذ هزيمة الجمهوريين في انتخابات الكونغرس فس تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وقال مسؤولون اسرائيليون اخيرا ان هذه المبادرة تحوى عناصر quot;ايجابيةquot; ويمكن ان تشكل اساسا للمفاوضات مع الفلسطينيين.
لكنهم طالبوا بان تنص المبادرة على ان يعود اللاجئون الفلسطينيون الى المناطق الخاصغة لسلطة الحكم الذاتي الفلسطينية وليس الى الاراضي التي كانوا يقيمون فيها قبل انشاء دولة اسرائيل عام 1948. وقال الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى اليوم الاحد بعد لقاء مع بان انه ليس هناك سبب يدعو العرب quot;الى تعديل المبادرة العربية لتصبح اقل ايجابية واقل موضوعيةquot; خصوصا انه ليس هناك مؤشرات على quot;توجه جادquot; من الاسرائيليين نحو استئناف عمية السلام. وتابع quot;سنستمر في مد ايدينا ( من اجل مفاوضات سلام) على اساس المبادرة العربيةquot;.
التعليقات