علي الحسن من الرياض:
قصر الملك عبد العزيز للمؤتمرات الذي يحتضن فعاليات القمة العربية التاسعة عشرة هو قصر باذخٌ كبير الحجم تحيط به المروج الخضراء والورود المقلمة، يقع في مكان ليس ببعيد كثيراً عن quot;المنطقة الخضراءquot; في المملكة العربية السعودية، حيث quot;حي السفاراتquot; الذي يعتبر quot;محمية دبلوماسيةquot; تحظى بنسبة أكبر من الحرية المتاحة في المملكة المحافظة، وذلك عزلاً لمظاهر الانفتاح المحتملة التي تجلبها معها عوائل الدبلوماسيين.
وفي هذا القصر الذي كلف بناءه مئات الملايين من الدولارات وصل الصحافيون المنتدبون لتغطية فعاليات القمة ليجدوا أمامهم صدمة كبيرة لم يتوقعوها، إذ وضعوا في قاعة صغيرة الحجم بعيداً عن مقر فعاليات القمة الأصلية، وانتظروا عدة ساعات كي يتم تبديل المشاهد التي تبثها الشاشات المثبتة أمامهم التي لم تكن تنقل سوى صورهم دون صوت، حتى هددوا بمقاطعة فعاليات القمة.
وبعد أن علا الصراخ والاحتجاج وهم الصحافيون بالخروج من القاعة المخصصة لهم، بعيداً عن القاعة الرسمية المخصصة لفعاليات القمة العربية، حاول المنظمون إصلاح الأمر بإظهار بث مباشر للقمة عبر الشاشات المثبتة التي استمرت في الساعة الأولى من النقل بالظهور بصوت متقطع، حتى بلغ اليأس مبلغه وقرر العديد منهم الإسراع في العودة إلى مقر إقامتهم.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد من ارتباكات التنظيم الإعلامي للقمة من قبل الجهاز ذا العلاقة في السعودية، بل أن همسات الصحافيين المشاركين في تغطية أعمال القمة تصاعدت حول تعرضهم لتمييز صحافي عبر إتاحة التصاريح المفتوحة لدخول كافة المواقع الرسمية لجهات إعلامية بعينها دون الأخرى، مما أثار استياء الصحافيين المتواجدين في المركز الإعلامي للقمة في فندق ماريوت الرياض.
وفي ذلك الفندق، الذي أضحى حصنا صحافياً يحوي في جوفه أكثر من ألف صحافي من دول العالم، تفاوتت الاهتمامات الشخصية في أجندات الإعلاميين المنتدبين لتغطية القمة، بين حرصٍ على التعرف على الوجوه النسائية المشاركة، خصوصاً تلك القادمة من دول أوروبا وضواحيها، وبين حرص الصحافيات العربيات على الحصول على أماكن آمنة يمكن لهم فيها تدخين النارجيلة دون التعرض لمضايقات من قبل رجال الدين.
وفي ركن ليس ببعيد عن مسؤولي المركز الإعلامي أنهمك اثنان من الصحافيين في تصفح مواقع الكترونية تحوي صورا لفنانات عربيات على الأجهزة المعدة للعمل الصحافي دون أن يمنعا من الاستمرار في ذلك.صحافي جزائري علق على ذلك ضاحكا: quot; طالما هم المنظمون يحق لهم فعل ما يريدون .. إنه كتف قانوني وجهوه لنا لو تحدثنا على طريقة كرة القدمquot;.
التعليقات