النتائج تنكأ الجراح المواجهة الساخنة على الأبواب
الحروب الإنتخابية بين حماس وفتح متواصلة

سمية درويش من غزة: تعيش الساحة الفلسطينية حروبًا إنتخابية متواصلة، منذ أن إكتسحت الحركة الإسلامية مقاعد المجلس التشريعي في كانون ثاني (يناير) العام الماضي، وما زالت تتصدر حركة حماس بعض نتائج الإنتخابات في النقابات ومجالس الطلاب، غير أن المواجهة الحقيقة ما زالت بانتظار نتائج بيرزيت الجامعة التي تخرج إستطلاعات الرأي للشارع الفلسطيني.

وقد تفاجأت حركة حماس قبل أن يبدي الغرب إندهاشه من نتائج الإنتخابات التشريعية، حيث توقعت حماس عشية الإنتخابات أن تحصل على 50% من أصوات الناخبين، غير أن النتائج كانت بمثابة تسونامي، كما وصفها خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس حينها.

جانب من بعض الدعايات الانتخابية قبل عملية الاقتراع

ورغم ما يقال في الصالونات السياسية، بان حماس خسرت من رصيدها الشعبي، بعد إشتداد الحصار على الأراضي الفلسطينية وزيادة نسبة الفقر، وتواصل حدة الإقتتال في الشارع، وعدم تمكنها من صرف رواتب الموظفين، إلا أنها ربحت في أول إنتخابات لنقابة المعلمين في قطاع غزة والضفة الغربية.

ويعيش قطاع التعليم كبقية موظفي السلطة، وضعًا معيشيًا مأسويًا بسبب عدم إنتظام رواتبه، منذ صعود حركة حماس إلى سلم الحكم مع نهاية آذار (مارس) العام الماضي، إلا أن التبرعات الأوروبية وبعض الدول العربية ركزت دعمها الأخير على هذا القطاع الذي أضرب عن العمل لأشهر.

وأظهرت نتائج الإنتخابات التي جرت للمعلمين، فوز قائمة حماس بنسبة 75%، من نسبة المقترعين في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث فازت في قطاع غزة بنسبة 90% وفي الضفة الغربية بنسبة 65%.

وقد فازت حركة حماس، في إنتخابات إتحاد مجلس طلبة جامعة الخليل، حيث حازت على 21 مقعدًا، فيما حصلت حركة فتح على 19 مقعدًا. واعتبرت حماس، هذا الفوز يمثل إصرار الشعب الفلسطيني على خياره الديمقراطي الذي تمثل بإحتضان quot;المقاومةquot; والحفاظ على الثوابت بالتغيير والإصلاح، موضحة أنها رسالة واضحة المعالم لكل المزاودين والذين يحاولون زرع بذور اليأس في الشارع الفلسطيني. ورغم تراجع نسبة حماس في الجامعة ذاتها، حيث حصلت العام الماضي على خمسة وثلاثين مقعدًا، إلا أنها سجلت نجاحًا على منافستها حركة فتح.

وتنشغل جامعة بيرزيت في الضفة الغربية التي تستحوذ نتائجها عقول الساسة، بدعايتها الإنتخابية التحضيرية لخوض إنتخابات مجلس الطلبة التي تجري عادة كل عام عقب حل المجلس. وسارعت الكتل المتصارعة على مقاعد المجلس الطلابي، لا سيما حماس وفتح بعقد المؤتمرات وتبادل الإتهامات، حيث إتهمت حركة حماس منافستها حركة فتح بالإعتراف بإسرائيل، ما دفع حركة فتح للرد بالتذكير بإعتراف حماس الضمني بإسرائيل، عندما قال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس: quot;نحن نحترم الإتفاقيات الدولية وإسرائيل أمر واقعquot;.

ورغم ما تعكسه المناكفات والحروب اليومية بين فتح وحماس على نفسية بعض الفلسطينيين الذين بات مطلوب منهم التأقلم مع هذه الأجواء الصاخبة، يتساءل بعضهم الأخر: quot;ألا يمكن أن نعيش بسلام دون مصارعة بين فتح وحماس؟quot;