محمد الخامري من صنعاء : في الوقت الذي بدأ المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن بإجراء حوار وصف قبل أسبوعين بالجاد، وتعرضه لهزة خفيفة إثر خلافات بين قيادات الحزب الحاكم، قيل فيما بعد أنها كانت مقدمة لإقالة باجمّال من الحكومة إثر إنتصار الجناح الآخر quot;الرافض للحوارquot; بإعتبار قربه quot;الشخصيquot; الشديد من الرئيس علي عبدالله صالح quot;حسب مصادر المعارضةquot;، رفعت جلسة الحوار المقرر إستكمالها بين أحزاب المعارضة quot;اللقاء المشتركquot; والمؤتمر الحاكم دون التوصل إلى أي تقدم أو نتائج بعد إنسحاب المعارضة من جلسة أمس الأول بسبب إعتراض الحاكم على مشروع اللقاء المشترك للإصلاح السياسي والوطني الشامل، وهو ما إعتبرته المعارضة معيبًا في حقها ومفاجأة غير محسوبة من قبل الحاكم.
وكانت المعارضة قد تحينت فرصة سير الحوار بعد إقالة باجمّال وتفرغه للأمانة العامة للحزب الحاكم وحوار المعارضة ومناقشة قضايا وضوابط الحوار بين الطرفين، فتقدمت بمشروع خاص للإصلاح السياسي والوطني الشامل تضمن مطالبتها بمعالجة آثار الصراعات السياسية وفي المقدمة منها إزالة آثار حرب 94 ، الأمر الذي رفضه الحزب الحاكم ، معتبرًا ذلك إعادة الزمن إلى الوراء ومناقشة قضايا قديمة وتصفية حسابات لا تمت إلى قضايا الساعة بصلة.
وفي أول تصريح رسمي للمعارضة، عقب الإنسحاب من جلسة الحوار، قال القيادي المعارض محمد الصبري في تصريحات رسمية نشرها موقع الصحوة التابع لأكبر أحزابها: quot;ما زلنا نعتقد في المشترك أن هناك في المؤتمر وفي السلطة من لا يريد أن تسود لغة الحوار على الصعيد الوطني وإنما يريدون لغة الصراعات أن تكون هي السائدة، مشيرًا إلى أن المشترك سيقرر لاحقًا الإستمرار في الحوار من عدمه بعد دراسة جدوى الحوار بعد أربع جلسات على طاولة الحوار مع الحزب الحاكمquot;. وردًا على تلك التصريحات، قال مصدر في الدائرة الإعلامية للمؤتمر الشعبي الحاكم أن تصريحات الصبري مؤسفة وإن لغته تفتقر إلى الكياسة وتنضح بالغرائز، منوهًا إلى أهمية أن يغادر مأزومو المشترك تلك المفردات النابية المشحونة بالسوقية والإنفعالية والتي لا تخدم فرص نجاح الحوار القائم بين المؤتمر وأحزاب اللقاء. وطالب المصدر في تصريحات رسمية نشرها الموقع الرسمي للحزب ، محمد الصبري ومن ورائه بالتروي كثيرًا قبل إطلاق العنان للبذاءات والشتائم لأن السباب يعكس حالة الإنفعال والغياب المطلق للعقل .
التعليقات