4 سنوات على السقوط ومسيرة مليونية ضد الأميركيين
العراقيون يتطلعون إلى الأمن والمصالحة ورحيل القواتالأجنبية


دبابة أميركية تحترق قرب مطار بغداد الدولي

أسامة مهدي من لندن : بعد أربع سنوات من تحقيق ما كانوا يطالبون به من التخلص من نظام جثم على صدورهم أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، ما زال العراقيون يتطلعون إلى تحقيق الأمن الذي يعصف غيابه بحياتهم، وإلى المصالحة الوطنية التي عطل غيابها تحقيق أمالهم، وإلى رحيل القوات الأجنبية التي يستمر وجودها على أراضيهم، ليؤكد إنتهاكًا للسيادة والإستقلال بالرغم من بعض التحولات الديمقراطية التي شهدت إستفتاء على دستور دائم للبلاد وعمليتي إنتخابات عامة إنبثق عنهما مجلس للنواب.

: بعد أربع سنوات من تحقيق ما كانوا يطالبون به من التخلص من نظام جثم على صدورهم أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، ما زال العراقيون يتطلعون إلى تحقيق الأمن الذي يعصف غيابه بحياتهم، وإلى المصالحة الوطنية التي عطل غيابها تحقيق أمالهم، وإلى رحيل القوات الأجنبية التي يستمر وجودها على أراضيهم، ليؤكد إنتهاكًا للسيادة والإستقلال بالرغم من بعض التحولات الديمقراطية التي شهدت إستفتاء على دستور دائم للبلاد وعمليتي إنتخابات عامة إنبثق عنهما مجلس للنواب.

ففي مثل هذا اليوم من عام 2003 صحي العراقيون على مشهد لم يره الجيل الحالي في حياته، وإن كان قد قرأ عنه في السير التاريخية لبلده، وهو تمركز الدبابات الأميركية في وسط عاصمتهم والجنود الأميركيين ينتشرون في الساحات العامة وعلى جسور بغداد السبعة التي تربط جانبي دجلة في الكرخ والرصافة. وقد توارى عن الإنظار رئيس النظام صدام حسين وقادته العسكريين والرسميين والحزبيين. وفي حين صمتت الإذاعات والتلفزيونات العراقية عن البث، فقد كان العالم يشاهد مشدوهًا عبر الفضائيات الأجنبية إنهيار نظام حكم البلاد لمدة 35 عامًا من دون منازع قضى خلالها على جميع معارضيه بالتغييب والقوة وحتى داخل صفوفه من الذين حاولوا رفع راية الإعتراض على هذا القرار أو ذالك الإجراء .

سقوط تمثال صدام ونهاية عهد وبداية آخر

مئات الآلاف من العراقين يتظاهرون في النجف ضد الإحتلال

رئيس الوزراء العراقي يشكر اليابان على مساعدتها

زيباري: مؤتمر شرم الشيخ سيكرس فقط للعراق

ليفين: الديموقراطيون لن يقطعوا تمويل القوات بالعراق

وحين كان العالم ينتظر لساعات سماع صوت آخر أو صورة تنطق لرئيس العراق الساقط، وقد أصاب المراقبين ذهولاً كان بعضهم يتوقعون أن يفيقوا بعده على نقيض ما كانت شاشات التلفزيون تنقله لهم ... وإذا بهم أمام حقيقة عليهم التعايش معها، وهي أن ما يحصل في ذلك اليوم واقعًا ملموسًا عندما تحول سقوط تمثال صدام حسين في ساحة الفردوس وسط بغداد إلى حد فاصل بين عهد إنتهى وآخر قد بزغ فجره على العراق والمنطة والعالم، وليشكل على غير ما كان يتوقع ويأمل العراقيون بداية تدهور الأوضاع بدل من أن يشكل إنطلاقة جديدة نحو غد أفضل .
وكان منظر الجماهير لا ينتسى أو يمّحى من الذاكرة بعد أن سحبت دبابة أميركية التمثال وأسقطته، وقد تجمع حوله العراقيون وهم يضربونه بأقدامهم مؤكدين للعالم سقوط الإستبداد والظلم، لكنه سرعان ما تحولت الساحة إلى مركز للعنف والصدامات والعمليات الإرهابية التي حصدتحتى الآن مئات الآلاف من أرواح العراقيين .

رموز النظام يتهاون واحدًا بعد الآخر

وأعقب سقوط التمثال إنهيار ما تبقى للنظام السابق ورموزه، حيث بدأ هؤلاء بالتساقط بيد القوات الأميركية أو الجماهير الغاضبة من ممارسات النظام السابق بعد أن وزع الأميركيون55 صورة لشخصيات عراقية مسؤولة مطلوبة حية أو ميتة .

ولم يكن شهر نيسان (أبريل)قد مضى حتى تم خلال الأسابيع الثلاثة التي أعقبت سقوط بغداد وإختفاء رئيس النظام صدام حسين حتى تم إعتقال وطبان ابراهيم الحسن الأخ غير الشقيق لصدام، وهو يحاول الهرب إلى سوريا، وسمير عزيز النجم عضو القيادة القطرية لحزب البعث وزير النفط بالوكالة أثناء وجوده في الموصل، وحكمت ابراهيم العزاوي نائب رئيس الوزراء ووزير المالية، وجمال مصطفى سلطان زوج حلا ابنة صدام حسين... وكذلك الإعلان عن إعتقال همام عبد الخالق وزير التعليم العالي وإعتقال قوات التحالف لمحمد محسن الزبيدي الذي نصب نفسه حاكمًا على بغداد عقب السقوط، إضافة إلى إعتقال محمد حمزة الزبيدي عضو مجلس قيادة الثورة وعضو القيادة القطرية لحزب البعث ومزاحم صعب الحسن قائد القوة الجوية العراقية الأسبق وابن عم برزان ابراهيم الحسن ومحمد مهدي صالح وسالم سعيد خلف الجميلي رئيس قسم الولايات المتحدة في المخابرات العراقية وزهير طالب عبد الستار النقيب مدير الإستخبارات العسكرية وطارق عزيز نائب رئيس الوزراء.

وخلال الشهر نفسه إعتقل ضابط المخابرات فاروق حجازي سفير العراق لدى تونس وحسام محمد أمين رئيس الرقابة الوطنية على الأسلحة... كما سلم نفسه إلى القوات الأميركية عامر رشيد وزير النفط الأسبق وخبير أسلحة الدمار الشامل ووليد حميد التكريتي محافظ البصرة وطه محي الدين معروف نائب رئيس الجمهورية وكذلك إعتقال مزبان خضر هادي عضو القيادة القطرية لحزب البعث وإعتقال عبد التواب الملا حويش وزير التصنيع العسكري وهدى صالح مهدي عماش عضو القيادة القطرية لحزب البعث.وظل أركان النظام السابق يتساقطون بيد القوات الأميركية واحدًا بعد الآخر حتى أعلن في أواخر عام 233 وفي الثالث عشر من شهره الأخير كانون الأول (ديسمبر) عن إعتقال صدام حسين ليشكل ذلك ضربة لآمال أنصاره في عودته مجددًا إلى السلطة وهي الآمال التي تلاشت تمامًا بتنفيذ حكم الإعدام به شنقًا حتى الموت بعد ثلاث سنوات من هذا التاريخ في الثلاثين من كانون الأول عام 2006 .

آمال العراقيين وخيباتهم

كانت آمال العراقيين عريضة في غد أفضل ظلوا يتطلعون إليه سنوات طوال، قدموا خلالها الكثير من التضحيات نتيجة ممارسات غير مسؤولة لنظام إرتكز على حكم الحزب الواحد والحاكم الأوحد فكانت أخطاؤه كارثية تفوق تحمل أي شعب آخر .

فبعد أشهر من بداية عهد جديد باشر العراقيون فيه حقبة مختلفة سعت لإرساء أسس الديمقراطية المفقودة حيث إستطاعوا فيها إجراء عمليتي إنتخابات عامة أوصلت إلى مجلس للنواب وإنجاز عملية إستفتاء على دستور جديد. لكن هذه المنجزات شوهتها الخطوات التي رافقتها وقامت على أسس من المحاصصة الطائفية والعرقية التي أرست قواعد لا خلاف على خطورتها على مستقبل العراق، إضافة إلى حاضره الذي تعمقت فيه النزعات بين الطوائف والأعراق... وهي محاصصة كان من أخطر نتائجها بناء قوات مسلحة إرتقى فيها الولاء للطائفة والحزب على الولاء للوطن.

وبدلاً من أن يتمتع العراقيون بثروات بلدهم، فإن الفساد الإداري نهب هذه الثروات التي ذهبت إلى جيوب حكام ومسؤولين جدد، كان الشعب يأمل فيهم خيرًا له ولبلده حتى تجاوز النهب 8 مليارات دولار خلال السنوات الأربع الماضية وحدها. فقد أفقد هذا الفساد الإداري العراقيين الخدمات الأساسية لحياتهم اليومية التي أصبحت تعاني مصاعب جمة، تبدأ بغياب التيار الكهربائي إلى إنقطاع الماء الصالح للشرب ثم إلى سوء الإدارات والرشوة التي تضرب في عمق أدائها.
أما الأمن فقد أصبح حلمًا يتطلع إلى تحقيقه العراقيون خاصة، وإن آخر إحصائية عن عدد صرعى الإرهاب وعمليات العنف التي تضرب البلاد تشير إلى مقتل عراقي واحد من بين كل 16 عراقيًا. فبعد أربع سنوات من التغيير تبدو مسيرة العراقيين نحو الأمن والإستقرار متعثرة بفعل تداخلات داخلية وخارجية صعبة وقد تحول العراق إلى ساحة صراع بين القوى الدولية المتنافسة على النفوذ والقوة، لعل أخطرها هو الصراع الإيراني الأميركي الذي تشهده الساحة العراقية والذي ستكون له أثار كارثية جديدة تضاف إلى التحديات التي تواجه العراق والعراقيين إذا ما استمر بوتيرته الحالية.

وإذا كانت بعض المنجزات قد تحققت في البلاد ومنها مضاعفة مرتبات الموظفين وصدور قانون الإعانات المالية للعوائل المتعففة وتأسيس أحزاب وظهور صحف ومحطات تلفزيونية خاصة أو مملوكة لأحزاب،إلا أنها إختفت وسط عمليات التهجير الطائفي إلى داخل البلاد وخارجه، والتي تجاوز ضحاياها المليوني عراقي... إضافة إلى جرئم تغييب العلماء وأصحاب الكفاءات والصحافيين الذين زاد عدد المغدورين منهم على الألف ونزوح حوالى 4 آلاف آخرين إلى دول مجاورة وأوروبية.

ووسط هذه الصورة المعتمة، يتطلع العراقيون المخلصون إلى خطوات تتخذ لتحسين الأوضاع، لعل في مقدمتها الجهود المبذولة لتحقيق مصالحة وطنية بين الفرقاء السياسيين، لكن هذه لا تزال تواجه صعوبات غياب رغبات حقيقية في الوصول إليها، نتيجة مواقف متزمتة وأخرى ضيقة لا تنظر إلى المستقبل بعقول متفتحة. ويؤكد العراقيون أن من دون مصالحة حقيقية فلامستقبل للعراق ولا لأبنائه الذين سيظلون متفرقين في وضع تستغله القوى الإقليمية من أجل إستمرار تدخلها في شؤون العراق، ولكل منها مصالحها فيه... وللقوى الدولية ووجودها العسكري على أراضيه ورغباتها في إقامة قواعد عسكرية بين جوانبه ستبقيه أسيرًا لسنوات طوال لرغباتها ومطامعها في العراق والمنطقة كلها معه.

مخاوف أمنية بعد أربع سنوات على السقوط

الصورة التي تحولت إلى رمز لحدث مفصلي
أعلنت الحكومة العراقية أن اليوم الإثنين الذي يصادف الذكرى الرابعة لغزو العراق سيكون دوامًا رسميًا في جميع الوزارات ودوائر الدولة، بعد أن كان مجلس الحكم الإنتقالي الذي شكله بول بريمر الحاكم الأميركي السابق للعراق عام 2003 قد قرر بأن التاسع من نيسان (أبريل)من كل عام هو عطلة رسمية، إلا أن هذا القرار جوبه برفض شعبي مما أدى إلى إلغائه. وعلى عكس ذلك، فإن إدارة إقليم كردستان الشمالي قد أعلنت اليوم عطلة رسمية لمناسبة التخلص من النظام السابق حيث ستعطل الإدارات الرسمية في المحافظات الثلاث التي يتشكل منها الإقليم وهي اربيل والسليمانية ودهوك .

وبدلاً من تحقيق الأمن بعد هذه السنوات الأربع، فإن المخاوف من عمليات إنتقامية يدبرها أنصار النظام السابق قد دفع إلى إتخاذ قرارات رسمية بحظر دخول السيارات إلى العاصمة بغداد أو تجوالها فيها وفي مدن أخرى مثل النجف والموصل اليوم لمدة 24 ساعة .
وقال المتحدث باسم خطة بغداد الأمنية العميد قاسم الموسوي إن الحظر يشمل جميع السيارات المدنية بما فيها الدراجات النارية. ويهدف الحظر الذي بدأ مع الساعات الأولى من صباح اليوم إلى منع حدوث هجمات باستخدام السيارات المفخخة.

وفي هذه الأثناء بدأ الآلاف من أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في التوافد إلى مدينة quot;النجفquot; المقدسة جنوبي بغداد للمشاركة في المسيرة الحاشدة التي دعا إليها الصدر المناهض للوجود الأميركي في العراق. ودعا الصدر، الذي يعتقد أنه موجود في العاصمة الإيرانية طهران، العراقيين إلى الخروج في quot;تظاهرات مليونيةquot; في الذكرى الرابعة لسقوط النظام السابق للمطالبة برحيل القوات الأجنبية من العراق، حيث ستخرجمن مدينة النجف بسبب تعذر قيامها في العاصمة بغداد، لفقدان الأمن. كما طالب الصدر جميع العراقيين برفع العلم العراقي على أسطح المنازل وعلى المحال التجارية، حيث بدأت مدينة الصدر في بغداد ومناطق أخرى بالفعل برفع العلم العراقي في الشوارع والساحات العامة في تحد لوجود العلم الأميركي على عدد من المباني. وامتلأت طريق بغداد النجف منذ أمس الأحد بمئات السيارات المكتظة بمسافرين يلوحون بأعلام عراقية ويرددون شعارات دينية ومناهضة للولايات المتحدة ومؤيدة لمقتدى الصدر.

وقال الصدر في أواخر الشهر الماضي إن العراق عانى من سنوات عصيبة بسبب هذا الإحتلال المستبد الذي يزعم أنه أطاح بصدام حسين ليجلب شبحًا للديمقراطية الزائفة. وفي نداء له أمس دعا الصدر قوات الجيش والشرطة العراقيين إلى وقف التعاون مع الولايات المتحدة فيما حث ميليشيا quot;جيش المهديquot; الموالي له على تركيز هجماتهم ضد الجنود الأميركيين. جاء ذلك في بيان مكتوب وزعه مكتب الصدر بمدينة النجف قال فيه أيضًا: quot;الله يأمرك بأن تكون صبورًا في مواجهة عدوك ثم عليك أن توحد جهودك ضد هذا العدو وليس ضد أبناء الشعب العراقيquot;.

خسائر الأميركيين في العراق وخلافاتهم حوله تتصاعد

وبعد أربع سنوات على غزوها للعراق، فإن القوات الأميركية تواجه حاليًا عدوًا عنيدًا ينزل بها في كل يوم خسائر فادحة أصبح لها صدى مؤثر داخل الولايات المتحدة نفسها التي تتصاعد الأصوات الشعبية والرسمية فيها بالدعوة إلى سحب هذه القوات من العراق بأسرع الوقت. فبعد أن أعلن الجيش الأميركي اليوم مقتل أربعة من جنوده فإن الخسائر البشرية للقوات الأميركية قد إرتفع إلى 3274 قتيلاً منذ بدء الغزو في آذار (مارس) عام 2003.وفيما تتصاعد الخسائر الأميركية في العراق يستعد نحو 13 ألفًا من عناصر الحرس الوطني للمغادرة إلى العراق وسط مخاوف من إعتماد الجيش الأميركي بكثافة على أفراد القوة.

وعلى الصعيد السياسي، يتصاعد الصراع حول العراق بين الإدارة الأميركية والكونغرس الخاضع لسيطرة الديمقراطيين المعارضين للحرب في العراق.
فقد إنتقد الرئيس الأميركي جورج بوش الديمقراطيين لمباشرتهم في عطلة الأعياد دون تقديم قانون موازنة الحرب يخلو من جدول زمني لسحب القوات الأميركية العراق. وقال خلال كلمته الإذاعية الأسبوعية: quot;لاحظت أن الديمقراطيين يسعون لإبداء موقفهم الحالي المعارض للحرب في العراقquot;. وأضاف: quot;إنهم يرون في الفاتورة الطارئة فرصة لإبداء هذا الموقف... إلا أنها لا تمثل موقفًا سياسيًا بالنسبة إلى جنودنا... بل مصدر تمويل ضروري يؤثر بصورة مباشرة على حياتهم اليوميةquot;.

ومن جانبه إنتقد السيناتور هاوارد دين السياسية التي ينتهجها الرئيس بوش في إدارته المتمثلة في quot;طريقتي... أو لا شيءquot;. وتابع إنتقاده قائلاً: quot;حان الوقت ليتوقف الرئيس والجمهوريون عن محاولة شق طريقهم بالقوة في هذا المسار والعمل مع الديمقراطيين لوضع حد للحرب... حان الوقت ليبدي الرئيس إحترامه للشعب الأميركي الذي صوت بأغلبية ساحقة لمغادرة العراقquot;.

وكان بوش قد طلب من الكونغرس إجازة ما يزيد على 100 مليار دولار كتمويل إضافي لحربي العراق وأفغانستان. وقد أجاز الكونغرس التمويل الإضافي إلا أن المجلسين رهنا الفاتورة بجدول زمني مختلف للإنسحاب من العراق. ويتطلب بند مجلس الشيوخ الإضافي سحب القوات الأميركية على مراحل، وخلال 120 يومًا على أن يكتمل إنسحابها في 31 مارس (آذار) العام المقبل. فيما رهن مجلس النواب التمويل الإضافي بسحب جميع القوات المقاتلة من العراق في الأول من أيلول (سبتمبر) من العام المقبل 2008 . ويقف أمام المجلسان تحدي الإتفاق معًا بشأن البند الإضافي للخروج بنسخة نهائية من القرار لإرسالها إلى بوش الذي هدد بإستخدام الفيتو لنقض أي قرار مرهون بجدول للإنسحاب .