واشنطن تنتقد تهديدات بارزاني ضد أنقرة
أربيل : الأتراك يرفضون رغبتنا في لقاءات مباشرة

واشنطن تنتقد تصريحات البرزاني

الأكراد يتهمون المالكي بعرقلة تطبيع أوضاع كركوك

أسامة مهدي من لندن: أكدت رئاسة إقليم كردستان أن الأكراد لا يتدخلون في شؤون الدول الأقليمية ويرفضون تدخل هذه في شؤونهم، وقالت إنها عرضت على السلطات التركية لقاءات مباشرة لمناقشة الخلافات بين الجانبين حول قضيتي كركوك وقواعد حزب العمال الكردستاني التركي لكنها رفضت ذلك... بينما إنتقد المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك مسعود بارزاني رئيس الإقليم لما وصفه بالتهديدات التي أطلقها الأخير حول دعم مقاتلي حزب العمال ضد حكومة أنقرة.

الأكراد لا يهددون ويرفضون تهديدهم

وقال رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان فؤاد حسين ردًا على هجوم تركي ضد تصريحات لرئيس الإقليم مسعود بارزاني هدد بها بالدخول إلى الأراضي التركية إذا إجتاحت تركيا أراضي الإقليم أن الأكراد لا يتدخلون في شؤون الدول الإقليمية ويطلبون منها ألا تتدخل في شؤونهم. وأضاف في تصريحات نقلتها وسائل إعلام كردية الليلة الماضية من مدينة أربيل الشمالية عاصمة الإقليم أن مسألة كركوك عراقية داخلية تخص العرب والأكراد والتركمان والكلدان والآشوريين سكان المدينة الشمالية كما أنها مسألة دستورية. وأوضح أن هناك مادة واضحة في الدستور هي المادة 140 وقال: quot;نحن نعتبر هذه إعادة خارطة الطريق لحل مسألة كركوك، فأي تدخل بشؤون كركوك نعتبره تدخلاً في الشؤون الداخلية للدولة العراقية ولإقليم كردستانquot;.
وأضاف قائلاً: quot;نحن نسعى إلى توطيد وتطوير العلاقات مع دول الجوار لأننا نؤمن بعلاقات حسن الجوار وبالإحترام المتبادل وعلى أساس المصلحة المشتركة والإحترام المتبادل من الجانبينquot;.

وكان بارزاني قد قال في لقاء مع قناة العربية الجمعة الماضي إن كركوك مدينة عراقية بهوية كردستانية وإن كافة الحقائق التاريخية والجغرافية تثبت أن كركوك جزء من كردستان العراق. وأكد: quot;إذا ما سمحت تركيا لنفسها التدخل في كركوك سوف نسمح لأنفسنا بالتدخل في ديار بكر والمدن الأخرى في تركياquot;.

وأضاف فؤاد جسين حول ما وصفها المسؤولون الإتراك بتهديدات كردية أطلقها بارزاني قائلاً: quot;نحن لا نستعمل في قاموسنا السياسي لغة التهديد... لغتنا وعلى مر الزمن كانت لغة الدفاع عن النفسعن الأرض، عن المجتمع الكردستاني، ولكن في الوقت نفسه لا نقبل ولا نسمح للآخرين أن يستعملوا لغة التهديد تجاه الشعب العراقي وتجاه الشعب الكردستانيquot;.

رغبة كردية ورفض تركي للقاءات مباشرة

وأكد رغبة رئاسة الإقليم بعقد لقاءات مباشرة مع الأتراك وقال: quot;نحن نسعى إلى اللقاء المباشر لتوضيح الأمور فيما بين الطرفين لأن هذه المسائل تحل باللقاءات المباشرة والجلوس حول الطاولة... لقد مد القادة الأكراد في العديد من المرات أياديهم إلى القادة السياسيين في تركيا وكانت هناك محاولات عديدة للجلوس والتفاوض والنقاش، ولكن مع الأسف كانت جميع ردود الفعل من أنقرة سلبيةquot;. وأشار إلى أنه إذا وجه الإتراك دعوة إلى أي مسؤول في كردستان، وإذا كانت الدعوة والأجندة واضحة فسوف يكون الجواب بنعم، وقال: quot;كانت هناك محاولات وتم تحديد موعد لرئيس وزراء حكومة الإقليم نجيرفان بارزاني مع المسؤولين الأتراك ولكنهم في اللحظة الأخيرة ألغوا ذلك اللقاء.وبرر حسين تصريحات بارزاني التي إعتبرت تهديدًا قائلاً: quot;هناك تصعيد إعلامي وسياسي من قبل الإعلام التركي والسياسيين والقادة الأتراك وتم الإشارة إلى تصريحات الرئيس البارزاني لقناة العربية، وأود أن أذكر أن هذه التصرحيات قد سجلت في 26 شباط (فبراير)، وهي تصريحات قديمة وكانت هناك في تلك الفترة تصريحات من قبل الساسة الأتراك ومقالات إعلامية ضد الحالة الكردستانية في العراق والتهديد بالتدخل فتصريحات رئيس الإقليم كانت في الواقع رد فعل للقادة الإتراكquot;.

وفيما يتعلق بالقضية الكردية في الأجزاء الأخرى من كردستان، قال حسين: quot;بالنسبة إلى القضية الكردية من المعلوم أن هناك أكرادًا في دول مختلفة ونحن مبدئيًا نؤمن بالقضية الكردية، ونسعى إلى حل القضية الكردية في كردستان العراق أما في بقية الأجزاء الأخرى من كردستان فالسياسة والإستراتيجية تخص أكراد تلك المناطق فالأكراد هم الذين يحددون سياستهم وإستراتيجيتهم ونحن لا نتدخل في شؤونهم فهي مسألة تخصهمquot;.

وأكد رئيس ديوان رئاسة الإقليم أن القيادات الكردية لا تدعم عناصر الحزب العمال الكردستاني، وأضاف: quot; قلنا مرارًا وتكرارًا نحن لا نتدخل في شؤون تركيا وإيران ولا ندعم العنف ولا ندعم عناصر حزب العمال الكردستاني في تركيا، أما تواجد بعض الوحدات من قوات حزب العمال الكردستاني على الشريط الحدودي بين تركيا والعراق أوعلى الشريط الحدودي بين تركيا وإيران، فهي تتواجد منذ قديم الزمان والحكومات العراقية السابقة والإيرانية والتركية كلها حاولت محاربة هذه الفئات في تلك المناطق النائية ولكنها لم تستطع، فهم متواجدون في مناطق لا يصلها الكثير من قوات الدول فكيف بنا أن نصل إلى هناكquot;.

تحذير اردوغان للأكراد

وتأتي تصريحات المسؤول الكردي هذه إثر تحذير أطلقه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لأكراد العراق من quot;الثمن الباهظquot; عقب تصريحات بارزاني الذي هدد بحسب الإعلام التركي بالتدخل في الشؤون الداخلية التركية، إذا عارضت أنقرة المطالب الكردية بخصوص كركوك.وقال اردوغان: quot;هناك شمال عراقي محاذ لتركيا يرتكب خطأ جسيمًا في طريقة تصرفه، وهذا قد يرتب عليهم ثمنًا باهظًا، وبارزاني تخطى الحدود، أنصحهم بإلاّ يتفوهوا بكلام لا يستطيعون تحمل عواقبه، وأن يدركوا حجمهم لأنهم قد يسحقون جراء هذا الكلامquot;.ونقلت الصحف التركية عن بارزاني قوله quot;في حال تدخلت تركيا في كركوك لدعم بضعة آلاف من التركمان فإننا سنتحرك لمساندة 30 مليون كردي في تركياquot;.

يشار إلى أن الأكراد يطالبون بإلحاق كركوك، المدينة الغنية بالنفط، بإقليم كردستان في حين يعارض التركمان والعرب ذلك.كما طالبت تركيا تأجيل إستفتاء حول وضع كركوك مقرر بحلول أواخر السنة الحالية، مؤكدة أن آلاف الأكراد إنتقلوا للعيش في المدينة بغية أحداث خلل في توازنها الإسكاني.وتنص المادة 140 من الدستور العراقي على تطبيع الأوضاع في كركوك بنهاية آذار (مارس) الماضي لكن هذا لم يتم وإجراء إحصاء سكاني وسط العام الحالي وإستفتاء في كركوك وأراض أخرى متنازع عليها لتحديد ما يريده سكانها وذلك قبل 31 كانون الأول (ديسمبر) المقبل .

إنتقاد أميركي وتركي لتصريحات بارزاني

ومن جانب آخر، إنتقد المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك مسعود بارزاني لما وصفه بالتهديدات التي أطلقها الأخير حول دعم مقاتلي حزب العمال الكردستاني ضد حكومة أنقرة. وقال ماكورماك إن الإدارة الأميركية تعتقد أن هذا النوع من التصريحات لا يفيد الهدف المنشود من التعاون بين الحكومتين العراقية والتركية، وإن على القادة العراقيين التركيز حول كيفية العمل مع الحكومة التركية لتعزيز المصالح المشتركة بين البلدين لرؤية عراق آمن ومستقر.
وأكد ماكورماك أن وزيرة الخارجية كوندوليسا رايس قد تحدثت مع نظيرها التركي عبد الله غول في نهاية الأسبوع، إثر التصريحات التي أطلقها البارزاني وأثارت إنزعاج أنقرة الشديد. وأوضح أن رايس هدأت وزير الخارجية التركي وشكرته على جهود حكومته لعقد مؤتمر إقليمي يشارك فيه وزراء من دول الجوار وشخصيات عالمية لمناقشة الملف العراقي الشهر المقبل .

وقد حاولت واشنطن عقد المؤتمر في مدينة إسطنبول، ولكن معارضة الحكومة العراقية وإصرارها أدى إلى قرار عقده في منتجع شرم الشيخ المصري. وكانت رايس قد عينت الجنرال الأميركي المتقاعد جوزيف رالستون كمبعوث خاص للعمل على تخفيف التوتر بين حكومة أنقرة والقادة الأكراد في العراق.
وفي أنقرة طالبت الحكومة التركية نظيرتها العراقية في مذكرة رسمية تحمل مسؤوليتها في مكافحة الإرهاب وذلك في إطار ردود الفعل الكردية على تصريحات بارزاني الذي هدد فيها بالتدخل لصالح الإنفصاليين الأكراد في تركيا في حال تدخلت الأخيرة لصالح تركمان العراق.

وكان مسؤولون أتراك قد قالوا أمس إن أنقرة شكت لدى واشنطن من مسعود بارزاني بعد أن هدد بالتدخل في شؤون تركيا في حال عارضت أنقرة مطالب الأكراد بشأن مدينة كركوك. وقال دبلوماسي تركي كبير أن وزير الخارجية التركي عبدالله غول quot;نقل قلقناquot; إلى وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في إتصال هاتفي أجراه معها في نهاية الأسبوع الماضي. وأضاف: quot;على أي مسؤول في موقع بارزاني أو أي شخص عاقل أن يتجنب التصريحات التي من شأنها إحداث هوة بين الجانبينquot;. وقال غول ردًا على سؤال للصحافيين، حول الرد التركي على تصريحات بارزاني: quot;سترونquot;.