عبرت عن امتعاضها للمالكي بمنع تحليق طائرته في أجوائها
ايران تعتبر الخطة الامنية استهدافا لوجودها في العراق

المالكي يترجل من الطائرة عقب وصوله الى اليابان

أسامة مهدي من لندن : عبر قيادي في حزب الدعوة الاسلامية العراقي عن قناعته بأن ايران ارادت من منع تحليق طائرة رئيس الوزراء نوري المالكي فوق اجوائها متوجهة الى اليابان توجيه رسالة امتعاض لما تراه بان خطة امن بغداد المطبقة حاليا تستهدف وجودها وانصارها وكذلك استياءها من استمرار اعتقال الايرانيين الخمسة الذين اعتقلوا في بغداد واربيل منذ اشهر متوقعا ان تخلق طهران مشكلات للمالكي عن طريق حلفائها من الاحزاب السياسية في العراق .

: عبر قيادي في حزب الدعوة الاسلامية العراقي عن قناعته بأن ايران ارادت من منع تحليق طائرة رئيس الوزراء نوري المالكي فوق اجوائها متوجهة الى اليابان توجيه رسالة امتعاض لما تراه بان خطة امن بغداد المطبقة حاليا تستهدف وجودها وانصارها وكذلك استياءها من استمرار اعتقال الايرانيين الخمسة الذين اعتقلوا في بغداد واربيل منذ اشهر متوقعا ان تخلق طهران مشكلات للمالكي عن طريق حلفائها من الاحزاب السياسية في العراق .

رسالة عدم رضى ايرانية للمالكي

وقال القيادي الذي كان يتحدث مع quot;إيلافquot; اليوم مفضلا عدم ذكر اسمه ان الايرانيين قد اوصلوا رسالة عدم رضى للمالكي عما يعتقدونه باستهداف الخطة الامنية الحالية المطبقة في بغداد والتي بدأت تنتقل الى المحافظات الاخرى للوجود الايراني في العراق واعتقادهم انها ليست لضبط الامن بقدر ماهي لتحجيم دورهم في هذا البلد . واشار الى ان السلطات العراقية كانت قد ابلغت الجهات الايرانية المختصة بان الطائرة ستعبر اجواء بلادها في طريقها الى اليابان لكن طهران تعمدت منع الطائرة بهدف ايصال رسالتها الى رئيس الوزراء .
وقال ان الايرانيين كانوا طلبوا عبر سفارتهم في بغداد من المالكي مؤخرا ايضاحات عن اهداف الخطة الامنية وطبيعتها وفي ما اذا كانوا هم المستهدفين منها اضافة الى طلبهم منه اطلاق سراح الايرانيين الخمسة الذين تعتقلهم القوات الاميركية منذ اشهر.. لكن المالكي لم يرد عليهم فارادوا التعبير عن انزعاجهم منه بهذه الطريقة . وتوقع ان يشرح المالكي بعد انتهاء زيارته الحالية الى اليابان التي انتهت اليوم وكوريا الجنوبية التي حل بها اليوم وعودته الى بغداد ملابسات هذا الحادث .

وحول ما اذا كان لرجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر الموجود في ايران حاليا دور في التصرف الايراني هذا نتيجة الملاحقات التي يواجهها انصاره في مختلف المدن العراقية استبعد القيادي ان يكون للصدر دور في ذلك مشيرا الى ان الايرانيين معروفون بممارسة هذه التصرفات وغالبا ما يعمدون الى تاخير مقابلات وفود اجنبية لمسؤولين ايرانيين او تاخير مغادرتهم لطهران عند انتهاء زياراتهم لايران في حالة عدم اتفاقهم معهم حول الموضوعات التي تم البحث فيها خلال الزيارة .

واشار الى ان ايران غاضبة ايضا من استهداف الخطة الامنية للتيار الصدري لمقتدى الصدر وجيش المهدي التابع له وحليف ايران حيث تم قتل العشرات من افراده اضافة الى اعتقال حوالى الف اخرين . وقال ان الايرانيين يشعرون ان الخطة الامنية تشدد اجراءاتها العسكرية في المناطق التي يتواجد فيها انصار الصدر وتتراخى في المناطق السنية .

علاقات متوترة بين الدعوة وايران

وعن علاقات حزب الدعوة الذي ينتمي اليه رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي وسلفه ابراهيم الجعفري مع ايران اوضح المسؤول ان هذه العلاقات ظلت متوترة منذ تأسيس الحزب عام 1957 من قبل آية الله السيد محمد باقر الصدر الذي نفذ فيه الرئيس السابق صدام حسين الاعدام عام 1980 وذلك لانهم يعتقدون ان له اتجاهات موالية للغرب . وقال ان ايران كان وراء اول انشقاق حدث في الحزب عام 1980 حين دعمت القيادي اللبناني فيه علي الكوراني .
واوضح انه بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران عام 1979 وهروب عدد كبير من اعضاء وانصار الدعوة الى ايران لانها الاقرب الى العراق تفاجأوا من موقف مهدي الهاشمي رئيس مكتب حركات التحرر من حزب الدعوة لانه كان ضد وجود احزاب دينية شيعية تغرد خارج السرب الايراني . واضاف ان الهاشمي حوكم في ايران بعد ذلك بتهمة دعم الارهاب ونفذ فيه الاعدام عام 1987 وكان هذا واحدا من اسباب الخلافات التي نشبت بين اية الله الشيخ حسين علي منتظري وزعيم الثورة الايرانية اية الله الخميني حيث ان هاشمي كان مقربا من منتظري الذي كان يعتبر انذاك خليفة للخميني . واشار الى ان الايرانيين كانوا يريدون انصهار حزب الدعوة الاسلامية في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية الذي تأسس في طهران مطلع الثمانينات لكن الحزب رفض ذلك وان ظل احد تشكيلات المجلس من دون حل تنظيماته فظل الايرانيون ينظرون اليه بعدم ارتياح ويعتقدون ان الحزب ليس طوع ايديهم .

طلبات ايرانية لم يحققها الدعوة

اضاف القيادي ان المضايقات الايرانية ضد الدعوة استمرت حتى سقوط النظام العراقي السابق ربيع عام 2003 حين بدأت ايران تحاول الاستفادة من وجوده في الحكومة ثم رئاسته لها من خلال القيادي فيه ابراهيم الجعفري عام 2005 غير انه استدرك قائلا لكن هذا لم يمنع وجود تقاطع بين الطرفين .
وردا على سؤال حول امكانية ادراج شواهد على هذا التقاطع اشار الى انه خلال زيارة الجعفري لايران عام 2005 بصفته رئيسا للوزراء طلب منه الايرانيون اعادة العمل باتفاقية الجزائر الموقعة بين شاه ايران السابق محمد رضا بهلوي والرئيس العراقي السابق صدام حسين عام 1979 والذي منح هذا الاخير بموجبها ايران نصف شط العرب واراضي في المنطقة الوسطى على الحدود بين البلدين ثم قام بالغائها من جانب واحد عام 1980 وكان هذا من اسباب الحرب الدامية بين البلدين التي استمرت بين عامي 1980 و1988 .. لكن الجعفري رد بانه لايملك حرية اتخاذ قرار بهذا الصدد موضحا ان الامر بيد مجلس النواب العراقي وهو صاحب القرار الوحيد في الامر . واضاف انه عندما انعقد مؤتمر القاهرة للمصالحة الوطنية العراقية برعاية من جامعة الدول العربية عام 2005 طلب وزير خارجية ايران منوشهر متكي خلال اجتماع مع الجعفري الذي حضر المؤتمر اتخاذ اجراءات لتحسين العلاقات مع سوريا لكن الجعفري رد بان ذلك غير ممكن قبل ان تكف دمشق عن دعم الارهابيين في العراق وتمنع تسللهم اليه عبر حدودها .. ووصف لقاء الرجلين انذاك بأنه كان متوترا جدا .

وقال ان هذا الفتور بين حزب الدعوة وايران استمر بعد تولي نوري المالكي رئاسة الحكومة العراقية في ايار (مايو) من العام الماضي متوقعا ان يخلق الايرانيون له مشاكل عدة عن طريق عناصرهم والمتعاونين معهم في العراق وكذلك بوساطة المجلس الاعلى للثورة الاسلامية اضافة الى الدفع بالتيار الصدري لممارسات ضد الحكومة خاصة وان هناك برودا واضحا بين الطرفين على خلفية استهداف القوات العراقية والاميركية لعناصر التيار في بغداد ومحافظات العراق الجنوبية . وتوقع انفصام عرى العلاقات تماما بين التيار الصدري والمالكي في حالة اندلاع مواجهات مسلحة عنيفة جديدة في مدن اخرى على غرار التي شهدتها مدينة الديوانية الجنوبية خلال الايام الاربعة الماضية .

ضغوط اميركية وايرانية على المالكي

واوضح القيادي في حزب الدعوة ان المالكي يتعرض حاليا لضغوط اميركية بضرورة تشديد العمل ضد جيش المهدي التابع للصدر وحل المليشيات .. وكذلك لضغوط اخرى ايرانية تقف ضد هذا التوجه وتعتقد ان الحملة الامنية في بغداد تستهدف الايرانيين والمتعاونين معهم بالدرجة الاولى . وحول موقف المجلس الاعلى من المالكي اشار الى وجود احتمال قوي بتفكك الائتلاف العراقي الشيعي مشيرا بهذا الصدد الى مفاوضات يجريها المجلس الاعلى مع التحالف الكردستاني لانشاء جبهة جديدة بدل الائتلاف من اجل المباشرة بتاسيس الفيدراليات .. اضافة الى انسحاب حزب الفضيلة من الائتلاف اضافة الى الخلاف بين التيار الصدري وحزب الدعوة من جهة والمجلس الاعلى من جهة اخرى حول الفيدراليات التي يعتبرها رئيس المجلس الاعلى خيارا استراتيجيا للمجلس فيما يعارضها الصدر والدعوة .