الأمم المتحدة: يرى نائب رئيس الوفد الروسي فيكتور فاسيليف أن الملف النووي الإيراني أصبح الموضوع الرئيسي في اجتماع لجنة للأمم المتحدة لنزع السلاح، وأدى إلى انقسام الوفود المشاركة في الاجتماع إلى معسكرين. وقال فاسيليف quot;تشكل معسكران - أحدهما أوروبي يقول بصوت واحد إن على إيران تقديم توضيحات لكل تساؤلات المجتمع الدولي بشأن برامجها النووية. أما المعسكر الثاني الذي يمثل الدول النامية فيؤكد على حق إيران والبلدان الأخرى في امتلاك برامج نووية سلميةquot;. وأضاف: quot;أما بالنسبة للموقف الروسي فليس لدينا معلومات حول موعد دخول إيران مرحلة تخصيب اليورانيوم على المستوى الصناعي، ولكن مثل هذه التصريحات بحد ذاتها تثير الكثير من التساؤلاتquot;.
وكانت تصريحات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بشأن دخول إيران مرحلة تخصيب اليورانيوم على المستوى الصناعي واحتمال خروج بلاده من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية قد تزامنت مع بداية اجتماع لجنة للأمم المتحدة لنزع السلاح الذي يستمر لمدة أسبوع في مقر المنظمة الدولية في نيويورك.
وقال مدير الوكالة الفيدرالية الروسية للطاقة الذرية سيرغي كيريينكو في مؤتمر صحفي عقده في طوكيو التي وصل إليها في زيارة عمل في الثاني عشر من هذا الشهر: quot;نشعر بالقلق من الوضع الناشئ. وتدل تصريحات المسؤولين الإيرانيين على مضاعفة عدد أجهزة الطرد المركزي. فهل يمكن اعتبار ذلك وصولا إلى مستوى الإنتاج الصناعي؟ وبصراحة، ينفي خبراء الوكالة الروسية للطاقة الذرية ذلكquot;. وأضاف أن تخصيب اليورانيوم على نطاق صناعي لا يتطلب بناء العدد اللازم من أجهزة الطرد المركزي فحسب، بل وضبط عملها أيضا مما يعد عملية معقدة.
وشدد كيريينكو على ضرورة انتظار تقييم خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأشار إلى أن هذه المسألة تندرج ضمن صلاحيات مجلس الأمن الدولي مؤكدا ثبات موقف روسيا تجاهها.
ولخص كيريينكو موقف روسيا بقوله: quot;نؤكد أنه لا يجوز السماح بتصنيع أسلحة نووية في إيران، ولكننا نشدد في الوقت ذاته على ضرورة حل هذه المشكلة بالوسائل الدبلوماسيةquot;. كما شكك خبراء من المعهد الروسي لأبحاث المفاعلات النووية في إعلان إيران عن دخول مرحلة الإنتاج الصناعي للوقود النووي.
وقال أحد الخبراء في حديث لوكالة نوفوستي في اليوم الذي أعلن فيه الرئيس الإيراني عن دخول بلاده مرحلة الإنتاج الصناعي للوقود النووي - أي في التاسع من هذا الشهر: quot;تستطيع إيران تخصيب كمية محدودة من اليورانيوم إلى درجة 5ر4 بالمائة. ومن المستحيل الحديث عن قيامها بإنتاج اليورانيوم على المستوى الصناعي لأن هذه العملية تتطلب قدرات كبيرة جداquot;. وبدوره أكد خبير في شركة quot;تيخ سناب اكسبورتquot; الروسية أن إيران غير قادرة على إنتاج الوقود النووي بمفردها.
وقال الخبير الروسي في حديث لوكالة نوفوستي: quot;تشير التقديرات الأولية إلى أن طاقات أجهزة الطرد المركزي الإيراني أقل بآلاف المرات مما موجود لدى أية دولة أخرى تمتلك دورة الوقود النووي. وستكون إيران بحاجة إلى 4 أو 5 سنوات على الأقل لكي تتمكن من خلال هذه الطاقات من تخصيب ما يكفي من الوقود النووي لتشغيل مفاعل واحد. وأضاف أن تخصيب اليورانيوم داخل إيران لإنتاج الوقود النووي لمحطة بوشهر الكهرذرية لن يكون مجديا لطهران من الناحية الاقتصادية نظرا لوجود اتفاقية مع روسيا لتجهيز المحطة بالوقود النووي الروسي.
وشدد الخبير الروسي على أن إيران لا تملك أهم شيء، وهو كيفية التعامل مع اليورانيوم المخصب بعد استخدامه في المحطة الكهرذرية مما يعني بدوره استحالة الحديث عن إنتاج الوقود النووي.
التعليقات