خلف خلف من رام الله، وكالات: توقع الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الأربعاء إتمام صفقة التبادل بين جندي إسرائيلي محتجز في قطاع غزة وأسرى فلسطينيين لدى القوات الإسرائيلية quot;خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيعquot;.

وقال عباس للصحافيين في رام الله اثر استقباله زعيم حزب ميريتس اليساري الإسرائيلي يوسي بيلين quot;هناك صفقة تبادل أسرى فلسطينيين مع الجندي (جلعاد) شاليت يديرها الإخوة المصريون بين حركة حماس وإسرائيل، وبحسب ما علمت وأبلغت أخيرا فان الصفقة على وشك الانتهاء واعتقد أن إبرامها سيتم خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيعquot;.

وتلقت إسرائيل في بداية نيسان/ابريل قائمة بأسماء الأسرى الذين يطالب الفلسطينيون بالإفراج عنهم مقابل إطلاق سراح شاليت الذي أسرته مجموعات مسلحة فلسطينية بينها حماس في 25 حزيران/يونيو 2006 على مشارف قطاع غزة.

وكان مصدر حكومي فلسطيني ابلغ وكالة فرانس برس أن هذه القائمة تتضمن أسماء 450 شخصا، بينهم العديد من قادة الفصائل الفلسطينية وأسرى يمضون عقوبات مشددة.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت أكد في منتصف نيسان/ابريل انه غير مستعد لquot;دفع أي ثمنquot; بهدف الإفراج عن الجندي الإسرائيلي.

عباس يؤكد أن السلطة الفلسطينية تعرف مكان احتجاز مراسل البي بي سي

من جهة ثانية أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الأربعاء أن السلطة الفلسطينية تعرف مكان احتجاز مراسل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الان جونستون في قطاع غزة، لكنها تريد الحفاظ على حياته.

وقال عباس في رام الله اثر لقائه رئيس حزب ميريتس اليساري الإسرائيلي يوسي بيلين إن quot;السلطة تعرف أين مكان (جونستون)، ولكن نريد أن نحافظ على حياته وان نخلصه سالماquot;.

وأضاف quot;سنواصل جهودنا لإطلاق سراحه في اقرب وقت ممكنquot;.
وصرح اللواء رشيد ابو شباك مدير عام الأمن الداخلي الفلسطيني الثلاثاء أن quot;الحكومة البريطانية طلبت من الرئيس محمود عباس عدم استخدام العنف في عملية إطلاق سراح (جونستون) كي لا تتعرض حياته لأي تهديدquot;.
وكان نائب رئيس الوزراء الفلسطيني عزام الأحمد قال الاثنين إن السلطات الفلسطينية أجرت اتصالا بخاطفي جونستون وأرسلت إليهم رسالة حازمة بوجوب إطلاق سراحه.

وجونستون (44 عاما) مراسل البي بي سي في غزة منذ نيسان/ابريل 2004، وكان خطف في 12 آذار/مارس على يد مسلحين فيما كان متوجها في سيارته إلى منزله.
وهو الرهينة الغربي الذي يحتجز لأطول فترة في قطاع غزة.

البرغوثي: إما رفع الحصار أو انهيار السلطة الفلسطينية

وفي سياق آخر لوح وزير الإعلام الفلسطيني مصطفى البرغوثي اليوم بأن عدم رفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني سيؤدي في نهاية المطاف لانهيار السلطة برمتها، وأكد البرغوثي خلال استقباله وفدا برلمانيا أوروبيا أنه يجب على المجتمع الدولي الإجابة بأسرع وقت فيما إذا كان يريد بقاء السلطة أم لا.

وشدد البرغوثي على أنه في حال ذهبت حكومة الوحدة الفلسطينية لن يكون هناك أي حكومة بديلة، داعياً الاتحاد الأوروبي إلى الإسراع في إعادة تدفق المساعدات ورفع الحصار الظالم المفروض على السلطة الفلسطينية. وقال البرغوثي: quot;لم يعد هناك أي مبرر لاستمرار الحصار على الشعب الفلسطيني الذي يعاني كل موظف فيه من انقطاع الرواتب والدخل مثلما يعاني كل مريض من عدم قدرته على الحصول على العلاج .

وتابع الوزير الفلسطيني: quot;الحكومة الاسرائيلية ما زالت ترفض التعاطي مع المبادرات التي قدمها الجانب الفلسطيني خاصة مبادرة التهدئة الشاملة والمتبادلة والمتزامنة ومبادرة تبادل الأسرى والمبادرة العربية للسلام بل وقابلت كل ذلك بمزيد من التصعيد والعدوان على الشعب الفلسطيني ما يؤكد ضعف حكومة اولمرت الذي تلاحقه الفضائح والفشل، وعدم وجود شريك إسرائيلي في السلامquot;.

وطالب البرغوثي العالم الغربي والعربي بالضغط على حكومة الاحتلال من أجل الإفراج عن أموال الضرائب الفلسطينية المحتجزة لدى الجانب الإسرائيلي منذ أكثر من عام ونصف، وتقدر هذه الأموال بـ 600 مليون دولار وهو ما يشكل 70% من دخل السلطة الفلسطينية.

كما تحدث البرغوثي عن الإجراءات التصعيدية الإسرائيلية والمتمثلة في الاستمرار في الاعتقالات وبناء الجدار وتهويد القدس، وعرض خرائط ورسومات تبين أن الحواجز الإسرائيلية بين المدن والقرى الفلسطينية يصل عددها إلى أكثر من 535 حاجزا ثابتا و600 حاجز متنقل، وهو ما يقطع أوصال الضفة الغربية ويشل الحياة اليومية للفلسطينيين ويؤثر بشكل سلبيفي القطاعات الصحية والتعليمية والاقتصادية.

كما عرض الوزير البرغوثي شريط فيديو يكشف ممارسات جنود الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين، والتنكيل بهم على الحواجز العسكرية واستخدام الأطفال دروعا بشرية وإطلاق الكلاب على النساء بشكل مخالف لأبسط حقوق الإنسان والقانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة وقرار محكمة العدل الاسرائيلية الذي يمنع استخدام المدنيين دروعا بشرية وفي أغراض عسكرية.

وأعرب وزير الإعلام الفلسطيني عن استغرابه من صمت المجتمع الدولي إزاء تلك الانتهاكات الاسرائيلية التي تمارس على مرأى ومسمع العالم ومعاقبة الضحية بدل الجلاد. وجدد الوزير البرغوثي رفض الشعب الفلسطيني قيادة وشعباً لفكرة الدولة ذات الحدود الموقتة التي تسعى إسرائيل إلى ترويجها للالتفاف على إنهاء الاحتلال الذي أكمل عامه الأربعين وإقامة الدولة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.