واشنطن: أظهرت دراسة اجريت على جنود أميركيين منتشرين ضمن وحدات مقاتلة في العراق، ونشرتأمس أن واحدًا من كل عشرة جنود قال إنهم أساؤوا معاملة مدنيين عراقيين، كما قال أكثر من ثلثهم إنهم يوافقون على استخدام التعذيب للحصول على معلومات من متمرد. وأظهرت الدراسة التي أجراها فريق لمراقبة الصحة العقلية في الجيش الأميركي، وجود مشاكل مستمرة تتعلق بمعنويات الجنود. كما خلص إلى أن مسائل الصحة العقلية الخطرة تنتشر أكثر بين الجنود الذين يبقون لفترة أطول في المهمات القتالية أو ينتشرون للمرة الثانية أو الثالثة في العراق.

وقال وورد كاسيلز مدير الشؤون الصحية في وزارة الدفاع الأميركية إن الفريق قام بدراسة دقيقة، وتوصل إلى نتائج صعبة. وتعد هذه أول دراسة تجرى على عينة من الجنود وقوات المارينز من الوحدات القتالية حول مسائل تتعلق بالشخصية والأخلاقيات. وقد دلت إجاباتهم على تصلب مواقف الجنود العاملين على الجبهة تجاه المدنيين. فقد اعترف نحو 10 في المئة من الجنود الذين شملتهم الدراسة، انهم اساؤوا معاملة مدنيين أو دمروا ممتلكات حتى عندما لم يكن الأمر ضروريًا. كما قال أقل من نصف الجنود والمارينز إنهم سيبلغون عن قيام أحد زملائهم بتصرف غير اخلاقي. وقال اكثر من ثلثهم إنه يجب السماح باستخدام التعذيب لإنقاذ حياة زميل لهم.

وفي تعليق على ذلك، سعت الجنرال غيل بولوك، نائبة رئيس الخدمات الطبية في الجيش الاميركي إلى التمييز بين افكار الجنود حول التعذيب وتصرفاتهم.
وأوضحت أن هؤلاء الرجال والنساء يشاهدون أصدقاءهم يصابون، وان يكون لهم هذا التفكير طبيعي. وأضافت: quot;لكنهم لا يطبقون هذه الأفكار. ولا يقومون بتعذيب الناسquot;. وقد طلب الجنرال جورج كايسي قائد القوات الاميركية في العراق سابقًا من الفريق الذي أجرى الدراسة تضمينها أسئلة عن النواحي الأخلاقية. واجريت الدراسة عندما كان الجيش الأميركي يواجه سلسلة من القضايا تشمل قتل مدنيين من قبل جنود. وشملت الدراسة 1320 جنديًا و447 من عناصر المارينز وجرت في الفترة بين آب/ (أغسطس) وتشرين الأول (أكتوبر) 2006 في العراق. ولم تنشر الدراسة إلا الجمعة بعد خضوعها للرقابة بعدما تسربت بعض نتائجها إلى وسائل الإعلام.

وردًا على سؤال لمعرفة ما اذا كان التعذيب مسموحًا لانقاذ حياة جندي أو عنصر من المارينز قال 44 من المارينز إن ذلك مسموح في مقابل 41% للجنود.
وحول ما إذا كان ينبغي السماح بالتعذيب لجمع معلومات مهمة حول المتمردين قال 39% من المارينز و36% من الجنود إن ذلك مسموح. فقط 38% من المارينز و47% من الجنود الذين شملتهم الدراسة قالوا إن كل الأشخاص غير المقاتلين يجب أن يعاملوا باحترام وكرامة. وأكد واحد من أصل كل أربعة مارينز أو جنود أنهم مستعدون لتعريض أنفسهم للخطر لمساعدة شخص غير مقاتل في خطر. وعلى صعيد التصرفات في ساحة المعركة أقر 7% من المارينز و4% من الجنود انهم ضربوا أو ركلوا أشخاصًا من غير المقاتلين عندما لم يكن الأمر ضروريًا. وقال 12% من المارينز و9% من الجنود أنهم ألحقوا أضرارًا أو دمروا ممتلكات عراقية عندما لم يكن الأمر ضروريًا. وردًا على سؤال لمعرفة ما إذا كانوا سيبلغون عن عنصر في وحدتهم لأنه ألحق إصابة أو قتل شخص غير مقاتل، قال 40% من المارينز إنهم سيفلعون ذلك في مقابل 55% من الجنود.

وقال ثلث المارينز الذين شملتهم الدراسة إنهم سيبلغون عن عنصر في وحدتهم لإساءة معاملة غير مقاتل أو عدم احترام الأوامر أو انتهاك قواعد القتال أو تدمير ممتلكات خاصة، عندما لا يكون الأمر ضروريا. وقال اقل من 50% من الجنود انهم سيبلغون عنه. واظهرت الدراسة ان معنويات الجنود ادنى من معنويات المارينز مفسرة ذلك بان فترة خدمة المارينز اقل وتقتصر على ستة اشهر. وأوصت الدراسة إما بتقصير فترة خدمة هؤلاء الجنود في العراق والتي تمتد عامًا، أو منحهم فترة تتراوح ما بين 18 و36 شهرًا قبل إعادتهم إلى العراق. لكن الجيش يقوم بعكس ذلك حيث أنه مدد فترة خدمة الجنود في كل مرة إلى 15 شهرًا لتطبيق خطة زيادة عدد القوات الأميركية في العراق. ويجد الجيش صعوبة في السماح للجنود بفترة إستراحة لمدة عام في بلدهم. ونسبة الإنتحار أعلى في صفوف الجنود في الوحدات المقاتلة منها في الجيش بشكل عام.