الياس توما من براغ : عبر وزير الخارجية التشيكي كاريل شفارتسينبيرغ عن دعمه لمشاركة تشيكيا في مشروع الدرع الصاروخي الذي يريد الأميركيون إقامته في تشيكيا وبولندا من خلال وضع رادار متطور في الأراضي التشيكية والقاعدة الصاروخية المضادة في الأراضي البولندية .

واعترف في حديث أدلى به لوكالة الأنباء الألمانية quot;د. ب. أ.quot; قبل زيارته إلى ألمانيا يوم الجمعة بأن الصواريخ الإيرانية أو غيرها من الصواريخ لا تشكل تهديدًا لأمن تشيكيا غير انه لم يستبعد حدوث ذلك خلال العشرة أعوام القادمة. وأضاف: quot;إذا كان أحد ما يلعب بالنار في جواركم فإنه من الأفضل أن يكون لديكم جهاز إطفاء الحرائق في إشارة إلى البرنامج النووي الإيراني الذي يشتبه الغرب في أن إيران تطوره لأغراض عسكرية فيما تشدد إيران على الطابع السلمي له .

وأكد شفارتسينبيرغ بأنه يأخذ على محمل الجد الشكوك الألمانية بخصوص الدرع الصاروخ الاميركي لكنه أعرب عن قناعته بإمكانية إيجاد حل مشترك لتبديد هذه الشكوك . ويأتي الموقف التشيكي هذا المؤيد لانخراط براغ في مشروع الدرع الصاروخي قبل يوم واحد من انطلاق الجولة الأولى من المحادثات التشيكية الأميركية المقررة غدا الخميس في براغ بشأن طبيعة الاتفاق الذي سينظم وجود هذه القاعدة الرادارية في تشيكيا .

ووفق المصادر الرسمية الحكومية فإن هذه المحادثات ينتظر أن تستمر عدة اشهر، أما بناء القاعدة في حال التوصل إلى اتفاق ثنائي بهذا الشأن ومصادقة البرلمان التشيكي على هذه الاتفاقية فينتظر أن يتم في وقت أقصاه عام 2011. ولا تسود حالة من التوافق في هذا الأمر بين الأحزاب السياسية التشيكية. فيما اظهر آخر استطلاع للرأي بان عدد المواطنين التشيك الرافضين لوضع القاعدة الرادارية الأميركية في بلادهم، قد ارتفع إلى 68% بعد أن كانت النسبة في شهر شباط (فبراير) الماضي 61%.

كما أشار الإستطلاع الذي أجراه مركز أبحاث الرأي العام إلى أن 77% من التشيك يؤيدون إجراء استفتاء في هذا الشأن، الأمر الذي يعني ارتفاع النسبة بمقدار 4 نقاط مقارنة باستطلاع شباط (فبراير) الماضي. يذكر أن روسيا تعارض بشدة إقامة هذا الردع وقد لمح الرئيس فلاديمير بوتين مؤخرًا وفق ما ذكره رئيس الحكومة السلوفاكية روبرت فيتسو بعد إجرائه محادثات معه في الكرملين الأسبوع الماضي بان روسيا ستوجه صواريخها النووية نحو القاعدة والرادار في حال وضعهما في أراضي تشيكيا وبولندا .