الياس توما من براغ : بدأت صباح اليوم في براغ الجولة الأولى من المحادثات التشيكية الأميركية بخصوص إقامة القاعدة الرادارية التابعة للدرع الصاروخي الأميركي في الأراضي التشيكية. وذكرت وزارة الدفاع التشيكية أن المحادثات تتم في وزارة الدفاع، وأنها تتعلق بالوضع القانوني المستقبلي للقاعدة والجنود الأميركيين الذين سيتواجدون فيها، وأن المحادثات ستستمر ليومين .

ويقود الوفد التشيكي المفاوض نائب وزير الخارجية التشيكي توماش بويار وعن الجانب الأميركي السفير في وزارة الخارجية الأميركية روبرت لوفتيس الذي يعمل مستشارًا للقضايا السياسية والعسكرية في الوزارة. كما يشارك في المحادثات عن الجانب التشيكي ممثلونعن وزارات الدفاع والصناعة والتجارة والعدالة والمالية والداخلية، إضافة إلى ممثلين عن الشرطة التشيكية والجمارك... وأشارت الوزارة إلى انه ستبدأ في نهاية أيار (مايو) الحالي، إضافة إلى هذه المحادثات ذات الطابع القانوني محادثات أخرى تتعلق بمضمون الاتفاقية التي ستنظم عمل القاعدة في تشيكيا والقضايا المرتبطة بها.

ويأتي بدء المحادثات اليوم قبل أسابيع قليلة من وصول الرئيس الأميركي جورج بوش إلى براغ في الخامس من حزيران (يونيو) القادم في زيارة رسمية تستهدف بالدرجة الأولى بحث موضوع القاعدة الأميركية والدرع الصاروخي في وسط أوروبا، والتأثير على الرأي العام المحلي الذي يتبنى حتى الآن موقفًارافضًا لوضع القاعدة الرادارية في تشيكيا، كما تتبنى غالبية البولنديين موقفًا مماثلاً بشأن وضع القاعدة الصاروخية الأميركية في الأراضي البولندية .
ولا تسود حالة من التوافق بشأن وضع القاعدة الرادارية بين الأحزاب السياسية التشيكية فالحزب المدني أقوى أحزاب الائتلاف الحاكم يوافق ومن دون شروط على وضعها ومن دون استفتاء بذريعة أن ذلك سيعزز أمن تشيكيا وامن أوروبا، فيمالا يتحمس حزب الخضر المشارك في الإئتلاف الحاكم على وضع القاعدة الرادارية ويربط بين إقامتها وبين ربطها بالنظام الدفاعي الجماعي لحلف الناتو. أما الحزب الشيوعي المعارض فيرفض بقوة وضع القاعدة، فيما يطالب الحزب الاجتماعي أقوى أحزاب المعارضة أيضًا بضرورة الربط بين القاعدة والنظام الدفاعي للحلف كما يطالب مع الحزب الشيوعي وجزء من حزب الخضر بإجراء استفتاء .

وتعارض روسيا بشدة إقامة هذا الدرع الصاروخي، وقد لمح الرئيس فلاديمير بوتين مؤخرًا، وفق ما ذكره رئيس الحكومة السلوفاكية روبرت فيتسو بعد إجرائه محادثات معه في الكرملين الأسبوع الماضي، بأن روسيا ستوجه صواريخها النووية نحو القاعدة والرادار في حال وضعهما في أراضي تشيكيا وبولندا.ويقدر مدير وكالة الدفاع الصاروخية الأميركية الجنرال هنري اوبيرينغ تكاليف بناء القاعدة الصاروخية في بولندا والقاعدة الرادارية التابعة لها في تشيكيا مع نفقات تجهيزاتها بنحو 3.5 مليار دولار منها مليار دولار سيصرف على أعمال البناء للقاعدتين .

وقد أكد في براغ مؤخرًا،أنه في حال عدم توصل المحادثات مع الحكومتين البولندية والتشيكية إلى اتفاق بشأن وضع القاعدة والرادار، فإن الولايات المتحدة تمتلك خطة بديلة تتضمن مناطق أخرى تم اختيارها، غير أنها ليست بالمثالية كالأراضي البولندية والتشيكية، ويرفض الجنرال الأميركي المعلومات التي قالها وزير الخارجية الروسي سرغي لافروف بإمكانية تحويل الصواريخ التي ستوضع في القاعدة البولندية إلى صواريخ هجومية تتضمن رؤوسًا فيها متفجرات، مشددًا على أن الصواريخ التي ستوضع مصممة على الاصطدام بالهدف المتجه إلى أوروبا أو الولايات المتحدة. وأبدى استعداد بلاده للسماح للروس بالإطلاع على القاعدة والرادار بعد انجازهما كي يتأكدوا بأنفسهم من الطابع الدفاعي للدرع ومن عدم إخفاء أي أسرار في هذا المجال .
ويشدد على أن هدف الدرع الصاروخي الأميركي سيكون بالدرجة الأولى الدفاع عن الولايات المتحدة وأوروبا من التهديدات الإيرانية، متهمًا طهران بأنها تعمل على بناء ترسانة من الصواريخ البالستية.