القاهرة، عمان: حذر العاهل الأردني عبد الله الثاني من اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط، في حال فشلت مبادرة السلام العربية، ورد ذلكفي مقابلة نشرتها صحيفة الأهرام المصرية الحكومية اليوم الخميس. واستبعد العاهل الأردني انشاء اتحاد quot;فدرالي أو كنفدراليquot; بين الأردن والأراضي الفلسطينية قبل قيام دولة فلسطينية مستقلة. وقال الملك عبد الله الثاني: quot;إذا لم يحصل تقدم في مسار عملية السلام، فإننا نحذر من نشوب حرب في المنطقة... فدعونا ندفع الأمور نحو الأمام حتى نخفف من الضغط ونمنع وقوع مثل هذه الحرب التي ندفع ثمنها جميعًاquot;.

وأكد على أهمية استثمار الوقت في هذه المرحلة، لأن الواقع الجغرافي على الارض وما تقوم به اسرائيل من توسع في بناء المستوطنات والجدار العازل، يهدد بإضاعة الفرصة التاريخية التي تقدمها المبادرة العربية لإحلال السلام. وأضاف: quot;إنني اؤمن بشكل قاطع أن المبادرة فرصة تاريخية يجب عدم اضاعتها، لأن الجميع سيدفع الثمنquot;. وتابع ملك الأردن قائلاً:quot;أخشى إن لم نتحرك سريعًا، ألا نجد ما نتفاوض عليه بعد أن تكمل اسرائيل مخططاتهاquot;.

ونشرت هذه المقابلة في اليوم نفسه الذي تلتقي فيه وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني في القاهرة نظيريها المصري احمد ابو الغيط والاردني عبد الاله الخطيب لبحث مبادرة السلام العربية.

وكانت اسرائيل قد أكدت أن المبادرة العربية تتضمن نقاطًا ايجابية، ولكنها اعلنت رفضها للبنود الواردة فيها المتعلقة بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين. واعتبر العاهل الاردني أن الولايات المتحدة باعتبارها القوة العظمى في العالم تتحمل مسؤولية اخلاقية كبرى تجاه احلال السلام في منطقة الشرق الاوسط . وأكد أنه إذا كانت الولايات المتحدة تبحث عن انتصار لها في المنطقة فهو يكمن في حل جوهر الصراع في المنطقة وهي القضية الفلسطينية.

شخصيات إسرائيلية تزور الأردن لبحث السلام

من جهة ثانية، أكد رئيس الوزراء الأردني السابق عبد السلام المجالي اليوم الخميس أن شخصيات عامة اسرائيلية ستزور الأردن اليوم، بناءً على دعوة منه لبحث جهود السلام في الشرق الأوسط. وقال المجالي لوكالة فرانس برس إن هناك قوى محبة للسلام يجب الاتصال معها لتشجيعها على العمل من أجل السلام والتأثير في السياسة والعودة الى المفاوضات على الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني. وأضاف أن مؤتمر القمة العربية طلب من الاردن ومصر أن يستخدما كل امكاناتهما لدفع عملية السلام الى الامام والترويج للمبادرة العربية للسلام.

ويعد المجالي أحد أبرز المفاوضين في إطار معاهدة السلام التي وقعت عام 1994 بين إسرائيل والأردن، كما أنه عضو في مجلس الاعيان. وقال المجالي: quot;وجهت الدعوة إلى شخصيات عامة إسرائيلية للحضور إلى الأردن، ليحلوا ضيوفًا على مائدة الغداءquot;، موضحًا أن الدعوة ليست بتكليف رسمي. وأضاف: quot;نحن نشجعهم ونقف وراءهم لدفع عملية السلام لاننا يهمنا قيام الدولة الفلسطينية المستقلة التي هي مصلحة اردنية كما هي مصلحة فلسطينية.

وأوضح: quot;الملك (عبد الله الثاني) وقف وصرخ بأعلى صوته داعيًا محبي السلام إلى أن يتحركوا لأجل السلام في المنطقة، ونحن نعمل في هذا الإطارquot;. وتوقع المجالي ان تلبي نحو 30 شخصية اسرائيلية هذه الدعوة الا انه لم يحدد هوياتها كما لم يحدد موقع اللقاء. ورفض تأكيد أو نفي تقارير صحافية اشارت الى احتمال انضمام العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الى اللقاء.

ويأتي هذا اللقاء في حين تلتقي وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني اليوم الخميس في القاهرة الرئيس المصري حسني مبارك فضلاً عن نظيريها المصري والاردني في زيارة ستتمحور حول مبادرة السلام العربية. وقد اقرت القمة العربية الاخيرة نهاية آذار (مارس) في الرياض تفعيل مبادرة السلام العربية التي كانت قدتبنتها قمة بيروت في 2002، بناء على اقتراح سعودي.

وتنص المبادرة على تطبيع علاقات الدول العربية مع اسرائيل مقابل انسحابها من الاراضي المحتلة حتى حدود 1967 وانشاء دولة فلسطينية وحل مسالة اللاجئين. ورأت اسرائيل في المبادرة quot;عناصر ايجابيةquot; لكنها رفضتها في صيغتها الحالية لا سيما لجهة حق عودة اللاجئين الفلسطينيين.

وكلفت جامعة الدول العربية الاردن ومصر بتسهيل المفاوضات المباشرة مع اسرائيل، وإقناعها بالقبول بالمبادرة العربية. وكان وفد اردني برئاسة المجالي قد التقى الجمعة وزير الشؤون الاجتماعية الاسرائيلي اسحق هرتسوغ لبحث عملية السلام مع الفلسطينيين المجمدة حاليًا.