اباريسيدا (البرازيل): دعا البابا بنديتكوس السادس عشر صباح الأحد في اباريسيدا جنوب شرق البرازيل إلى ديانة تقوم على المحبة ولا تتطرق إلى السياسة، خلال قداس لم يستقطب الحشود التي كانت تتوقعها الكنيسة الكاثوليكية البرازيلية.
وتجمع 150 ألف مصل بحسب الشرطة والمتحدث باسم الفاتيكان الأب فيديريكو لومباردي في الباحة الشاسعة أمام كاتدرائية ماريال اباريسيدا لحضور قداس افتتاح المؤتمر العام الخامس لأساقفة أميركا اللاتينية والكاريبي، فيما كانت الكنيسة البرازيلية تتوقع ما لا يقل عن نصف مليون مصل.
ولم تكن الحشود تملأ الساحة عندما وصل البابا في سيارته البابوية الخاصة quot;باباموبيليquot; فاستقبله المصلون بهتافات quot;يحيا الباباquot;.
وتواصل توافد المصلين أثناء القداس إنما بدون أن يملئوا الباحة.
وقال البابا في عظته أن الإيمان بالله quot;ليس إيديولوجية سياسية ولا حركة اجتماعية ولا نظاما اقتصادياquot;، معتبرا أن الدين المسيحي quot;هو الإيمان بالله المحبةquot; وquot;على الكنيسة أن تشعر بأنها تلميذة هذه المحبة ورسولتهاquot;.
وتضمن هذا الكلام تحذيرا مبطنا إلى إتباع لاهوت التحرير الذي ظهر في السبعينات من القرن الماضي في أميركا اللاتينية حيث بات منتشرا بالرغم من إدانة الفاتيكان له، وهو يشدد على المسيح المخلص وعلى مهمة المسيحيين في مناصرة الفقراء.
لكن البابا تدارك أن الدين quot;ينبغي إلا يكون ذريعة للهروب من الواقع التاريخيquot; وان الكنيسة يجب أن تشاطر شعوب اليوم quot;أفراحها وأمالها وآلامها وقلقها، وعلى الأخص الفقراء والمتألمين منهمquot;.
وكان انتقد الجمعة في ساو باولو quot;الهجمة التبشيرية التي تقوم بها الجماعات الدينيةquot; في الأحياء الفقيرة من مدن أميركا اللاتينية الكبرى، مشددا على أن quot;الكنيسة لا تقوم بالتبشيرquot;.
وتشكل التيارات البروتستانتية الخماسينية مصدر قلق للكنيسة الكاثوليكية إذ تجتذب عددا من إتباعها.
وشدد البابا طوال هذه الرحلة وهي أول جولة له على أميركا اللاتينية منذ بداية عهده البابوي في نيسان/ابريل 2005، على المسائل الأخلاقية فندد بالإجهاض والفساد ودعا إلى العفة.
وانتقد البابا الجمعة quot;هجمات المادية والعلمانيةquot; في المجتمعات المعاصرة.
وكانت جميع دول أميركا اللاتينية تقريبا ممثلة في قداس الأحد وكان من الممكن مشاهدة إعلام من الباراغواي وتشيلي والبيرو مرفوعة فوق الحشود إلى جانب صور لمريم العذراء.
وقال ديفيد دي لا كروز (26 عاما) الذي قدم من جمهورية الدومينيكان quot;ليس من السهل أن نتبع البابا لكن كل شيء ممكن مع المسيحquot;.
وقام البوليفي نلسون غارسيا (32 عاما) مع زوجته وابنهما برحلة طويلة جوا وبرا لرؤية البابا.
كما قدمت مجموعات من مختلف الحركات الكاثوليكية رافعة إعلامها.
وسيعطي بندكتوس السادس عشر لاحقا إرشاداته للأساقفة ال266 من أميركا اللاتينية التي تضم نحو نصف كاثوليك العالم البالغ عددهم 1،1 مليار شخص.