بهية مارديني من دمشق: ركزت سوريا مؤخرا على قضية هضبة الجولان المحتل، وصدرت توجيهات للاهتمام بهذه القضية التي اعتبرتها دمشق جزءا اساسيا لايمكن التنازل عنه في الصراع العربي الاسرائيلي، ولكن بالرغم من ان الاعلام السوري كثف من تقاريره عن هذه القضية، واصبحت افتتاحية شبه دائمة مؤخرا في الصحف السورية الرسمية الثلاث تشرين والثورة والبعث، وخصصت احداها صفحة دائمة مرتين اسبوعيا عن الجولان ، وصدرت جريدة خاصة للجولان.
ونظمت وزارة الاعلام مؤتمرا ناقش قضايا الجولان في اطار دعم الشعب الفلسطيني ، واكد وزير الإعلام السوري محسن بلال في مناسبات عدة quot;إن كل الخيارات متاحة لاستعادة الجولان، وفي حال استمرت إسرائيل بتعنتها وعدم انصياعها للقرارات الشرعية الدولية وعدم تجاوبها مع المبادرة العربية ، ولم ترد على الخيارات السلمية ، فان المقاومة هي الطريق لاستعادة الأراضي السورية quot;، اضافة الى تشديده إن سوريةquot; مازالت مؤمنة بأن السلام خيار استراتيجي إلا أن إسرائيل ترفض استئناف المفاوضاتquot;.
ويرى مراقبون سياسيون سوريون انه رغم الاهتمام والرعاية فشل الاعلام السوري في ايصال الرسالة التي يريدها quot;حول تفاصيل قضية الجولان العادلة لرجل الشارع السوري العادي على الاقل، وظل وعي هذه القضية محصور بالنخبة والطلاب والمواطنين السوريين القادمين من الجولان quot;، وعزا البعض الاسباب الى عدم نجاح الاعلام السوري في ان يكون معاصرا ومتابعا وذلك لمباشرته ورتابته وتخوفه الدائم من الرقابة وعدم الشفافية. وقد التقت ايلاف بعضا من المواطنين والطلاب ابناء الجولان ممن لديهم معلومات عن الجولان غابت عن الاشخاص السوريين العاديين من المناطق الاخرى:
أكدت مي أبو خسروف (طالبة جامعية من الجولان) quot;ان مساحة الجولان تبلغ نحو 1860كم2 ويقدر عدد سكانها 40 ألف نسمة، وقد رفض معظمهم إلا القلة القليلة حمل الهوية الإسرائيلية، حيث صدرت فتوى من مشايخ الدروز تحرم الجنسية الإسرائيلية ونحمل معظمنا أوراق (مقيم دائم) في إسرائيل وليس هوية إسرائيلية وما زلنا نرفض الهوية والجنسية الإسرائيلية، إذ لم نتمكن من رؤية أهلنا هنا، طبعاً أنا هنا في بلدي سوريا بحكم التعلم في الجامعة لكن ممن لا يستطيعون المجيء في الوقت القصير المسموح به خلال السنة للقاء أهلهم في سوريا يذهبون إلى الأردن للقاء أهلهم، فالأهل في الجولان والأهل في سوريا روح في جسدين، ونحن نعيش تحت رحمة الاحتلال الإسرائيلي المجرم فهو يمارس بحق الشعب السوري في الجولان أبشع أشكال التعذيب والمضايقات والاستيلاء على الأراضي والتمييز في المعاملة كل ذلك لطرد أبناء الجولان والاستيلاء عليها؟quot;.
اما سلمان (طالب جامعي من الجولان) فقال quot;الجولان هضبة تقع غربي مدينة دمشق بين نهر اليرموك من الجنوب وجبل الشيخ من الشمال وتطل على بحيرة طبرية وسهل حوله من الغرب كما تطل شرقاً على سهول حوران مساحتها حوالي 1860كم2 وتمتد على مساحة 74 كم من الشمال إلى الجنوب، ضمها الاحتلال الإسرائيلي إلى أراضيه 1981 ويعتبرها الآن محافظة إسرائيلية رغم اعتراف العالم بأسره بأنها أرض سورية محتلة ورغم رفض أهله بالتجنس بالجنسية الإسرائيلية ورغم الممارسات الإجرامية بحقهم من تعذيب وقهر وحرمان واعتقالات وسجن واستخدام كل وسائل التعذيب داخل السجون وأكبر مثال على ذلك هو الشهيد هايل أبو زيد وكل العالم رأى صورته على التلفاز بعد إخراجه من السجن أي بعد أن عرفوا بأن أيامه معدودة فآثار التعذيب كانت بادية على شكله، وكان هناك إهمال متعمد بحقه وتركوه يقارع المرض داخل السجن دون أن ينظروا لحاله هنا أمريكا لا ترى انتهاك حقوق الإنسان أما إذا جرح عندهم كلب يبدؤون بالمناداة بشعارات هم أبعد الناس عنها، ليس فقط التعذيب والاعتقالات بل هناك الاستيلاء على الأراضي وإعطائها للمستوطنين عبر تزوير الوثائق وحرمان السكان من المياه وتحويلها ليستفيدوا منها هم وبما يفرضونه من ضرائب عالية على الإنتاج الزراعي وعند بيع المحصول يخفضون الأسعار لإجبار الأهالي على بيع أراضيهم وتوطين اليهود فيهاquot;.
واكد quot;معلوماتي هذه هي معلومات كل مواطن سوري في الجولان يرزح تحت نير الاحتلال الإسرائيلي ولم نحتفظ بها فقط لأنفسنا بل هناك المواقع إلكترونية كثيرة تعطي معلومات دقيقة ويتم استحداثها كل فترة فيها معلومات كاملة عن الجولان السوري المحتل وتفضح ممارسات العدو الإسرائيلي وانتهاك لحقوق المواطنين السوريين في الجولانquot;.
وقال راجح معروف (مدرس)quot; اعتقد أن المواطنين السوريين في الجولان المحتل يعانون من ظروف صعبة للغاية فهم بين نارين ما يعانون منه من استغلال وتعذيب ومضايقات وبين تمسكهم بالانتماء إلى وطنهم الأم سوريا والذين يفضلونه على أي شيء آخر، وهذا ما نراه من مواقفهم وتضحياتهم رغم كل ما يتعرضون له من تنكيل وطرد لزيادة عدد اليهود المستوطنين في الجولان ومن فرض المناهج الإسرائيلية واللغة العبرية أيضاً حرمانهم من مصادر المياه كما أنها تدفن النفايات النووية في الأراضي الجولانية وأنا لا أرى بداً من المقاومة فهي وحدها التي ستحرر الجولان وتعيد الحرية لأبنائه وتصبح شوكة في حلق هذا الكيان الغاصبquot;.
التعليقات