نبيل شرف الدين من القاهرة : تواصلت الحملة الأمنية التي تستهدف قادة ونشطاء جماعة quot;الإخوان المسلمينquot; في مصر، إذ ألقت أجهزة الأمن القبض يوم الاثنين على مجموعة ثانية تضم 14 من الأعضاء والناشطين بها في مداهمات لمنازلهم، ليرتفع بذلك عدد أعضاء الجماعة الذين ألقت الشرطة القبض عليهم منذ مطلع هذا الأسبوع إلى 39 شخصاً .

وقالت الجماعة في موقعها على الانترنت إن الشرطة ألقت القبض على 11 آخرين من أعضائها في مدينة بني سويف جنوب القاهرة حيث كانوا يثبتون لافتات انتخابية تحمل شعارات دينية، أصبحت وفق التعديلات الدستورية الأخيرة محظورة، وتبدو السلطات المصرية جادة في منعها خلال انتخابات مجلس الشورى المقبلة .

ومن بين أبرز التهم التي توجهها السلطات عادة لأعضاء الجماعة : الانتماء إلى جماعة محظورة، وحيازة منشورات تدعو لفكرها، وعقد اجتماعات تنظيمية بهدف إحياء أنشطة الجماعة وغير ذلك .

ويرى مراقبون أن الحكومة تستهدف الحيلولة دون تكرار السيناريو الذي حدث في الانتخابات العامة في عقد الثمانينات عندما تحالف الإخوان مع تلك
الأحزاب السياسية المعترف بها، حتى تجاوز القيود المفروضة على ترشيح المستقلين .

الإخوان والشورى

واتسع نطاق الحملة ضد الإخوان المسلمين حيث لجأت السلطات لتكتيكات جديدة لمنع الجماعة من حصد المزيد من المكاسب على الصعيد السياسي المصري، ويرى مراقبون أن السلطات المصرية تخشى من أنها إذا لم توقف الإخوان الآن، فإنهم ربما يفوزون بنسبة في الانتخابات تكفي لتجاوز القواعد التي تهدف إلى منعهم من القفز على السلطة في نهاية المطاف .

ويقول قادة الإخوان إن هدف السلطات من هذه الحملة هو افساد استعداداتهم لانتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى التي ستجرى في 11 حزيران (يونيو) وتنافس فيها الجماعة بمرشحين يصل عددهم الى 18 مرشحا .

ومن بين الموقوفين كل من : عبد العزيز عبد القادر نائب مسؤول الجماعة في محافظة الشرقية التي تبعد نحو 70 كيلومترا الى الشمال الشرقي من العاصمة والتي ألقت الشرطة فيها القبض على 14 من الاعضاء القياديين في الجماعة يوم السبت.

وقال مصدر في الجماعة إن عدد المرشحين الذين تقدموا بطلبات ترشيح مستوفاة الأوراق غير معروف الى الآن، غير أنه استدرك قائلاً إن 18 من أعضاء الجماعة تمكنوا من التقدم بأوراق ترشيحهم لمجلس الشورى بحلول موعد قفل باب الترشيح مساء يوم الأحد .

وفي كانون الأول (ديسمبر) الماضي نظم طلبة ينتمون للجماعة احتجاجا في جامعة الأزهر حيث ارتدوا زيا موحدا يشبه أزياء الميليشيات وهو ما رأى مراقبون أنه دفع السلطات إلى شن حملة طالت النائب الثاني خيرت الشاطر و139 من القياديين والنشطين في الجماعة، بعد إثارة مخاوف جدية عما إذا كانت لدى الجماعة تشكيلات شبه عسكرية سراً .

ويشغل نواب من جماعة quot;الإخوان المسلمينquot; 88 مقعدا في مجلس الشعب (البرلمان) الذي يتألف من 454 مقعدا بعد الانتخابات التشريعية التي جرت عام 2005 وبعدها برزوا كأكبر جماعة معارضة في مصر منذ نحو نصف قرن، وتتقدم الجماعة بمرشحيها للانتخابات العامة كمستقلين.