سكينة اصنيب من نواكشوط: زار محمد بن عيسى وزير الخارجية المغربي نواكشوط بعد ساعة من مغادرة وزير الخارجية الاسباني ميغيل أنخل موراتينوس لها، وربط المحللون بين الزيارتين والمغزى منهما لاسيما بعد الأنباء التي تحدثت عن إمكانية إجراء مفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو التي تنادي باستقلال الصحراء الغربية عن المغرب.
وسلم وزير الخارجية المغربي الذي استغرقت زيارته لنواكشوط يومين رسالة خطية من العاهل المغربي الملك محمد السادس الى الرئيس الموريتاني سيدي ولد الشيخ عبد الله، وأكد بن عيسى أن الرسالة تتعلق بتطوير التعاون وترسيخ التشاور بين موريتانيا والمغرب وكذلك بتنشيط اتحاد المغرب العربي. وأشار الوزير المغربي إلى أنه استعرض مع الرئيس الموريتاني تطورات قضية الصحراء وما لقيته مبادرة المغرب الخاصة بالحكم الذاتي الموسع من قبول دولي.
وعقب لقائه الرئيس الموريتاني قال محمد بن عيسىإن quot;المقابلة تناولت بالأساس، العلاقات الثنائية المتميزة والموفقة وسبل تدعيمها وتطويرها والمضي بها قدما لتستجيب لتطلعات القائدين والشعبين الشقيقينquot;. وأضاف quot;أن اللقاء كان فرصة للحديث كذلك عن سبل تدعيم وتفعيل اتحاد المغرب العربي خاصة في هذا الظرف الذي تعرفه المنطقة والتحديات والرهانات الكبيرة، ووجدت لدى فخامة الرئيس الاستعداد الكامل لترسيخ قواعد التعاون الثنائي ورؤى واضحة بشأن سبل تقدم وتطوير منطقتنا المغاربيةquot;.
وأوضح الوزير أن الحديث شمل كذلك quot;التحديات التي تعرفها المنطقة كالهجرة السرية وموضوع المخدرات وتهريب الأسلحة والإرهاب بصفة عامة سواء كان مسلحا أو مخدراتيا كل ذلك من صميم الاهتمامات التي نشارك بعضنا البعض وعلينا ان نكثف الجهود ونقوم بالتنسيق اللازم لمواجهة التحدياتquot;.
بخصوص قضية الصحراء المغربية، وقال بن عيسى، إن الموضوع يوجد حاليا بين أيدي الأمين العام للأمم المتحدة، مذكرا بأن مبادرة الحكم الذاتي لجهة الصحراء، التي قدمها المغرب إلى الهيئة الأممية، نالت تقدير وإشادة مختلف دول العالم.
وتعتبر موريتانيا دولة معنية بقضية الصحراء كما هو الشأن بالنسبة إلى اسبانيا والجزائر، ورغم أن موريتانيا تعترف بجبهة البوليساريو إلا أنها تتخذ موقفا حياديا بخصوص قضية الصحراء الغربية، وتؤكد مرارا أن أي اتفاق يرضي الطرفين سيحظى بموافقتها وترحيبها معتبرة أن النهوض باتحاد المغرب العربي وبالاقتصاد الاقليمي للمنطقة رهن بحل هذا الصراع الذي طال أمده.
وكانت موريتانيا تسيطر على جزء من الصحراء الغربية بعد تقاسمها مع المغرب حسب الاتفاق الثنائي الذي وقع عام 1976، لكن موريتانيا تخلت عن نصيبها من الصحراء الغربية بعد تعرض جيشها الفتي لهجمات متكررة من البوليساريو (اختصار للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب) التي كانت تدعمها الجزائر، وبعد انسحاب موريتانيا سيطر المغرب على المنطقة، وكانت هجمات البوليساريو سببا رئيسا في دخول موريتانيا دوامة الانقلابات حيث أطاح العسكر بحكم أول رئيس للبلاد مختار ولد داداه إثر انقلاب عسكري عام 1978.
ووقعت موريتانيا برئاسة قائد الانقلاب آنذاك محمد خونه ولد هيداله معاهدة سلام مع جبهة البوليساريو عام 1979، مما تسبب في توتر العلاقات بين نواكشوط والرباط لكن تغيير النظام في عام 1985 أدى إلى انفراج العلاقات بين البلدين، وتشهد العلاقات المغربية الموريتانية تحسنا كبيرا منذ اعتلاء الملك محمد السادس عرش المغرب حيث قام بزيارتين لنواكشوط عامي 2001 و2005.
وفي ما يخص زيارة وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس التي قام بها يوم الخميس لموريتانيا أعلن اليوم في نواكشوط أن البلدين سيوقعان قريبا اتفاق تعاون سياسي واقتصادي واجتماعي بحلول نهاية العام.
وأكد موراتينوس أن الاتفاق سيوقع خلال زيارة يقوم بها رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو لنواكشوط قبل نهاية2007، وقال إن quot;الاتفاق سيكون معاهدة صداقة وتعاون وحسن جوار بين اسبانيا وموريتانيا وسيؤسس تعاونا واسع النطاق سيشمل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعيةquot;.
التعليقات