ضبط 600 كلغ من المخدرات في مطار دولي

فضيحة مخدرات تهز موريتانيا

سكينة اصنيب من نواكشوط: تواجه الحكومة الموريتانية المعينة مؤخرا أول محك حقيقي بعد تفجر فضيحة شحنة المخدرات التي اكتشفت قبل يومين، ويترقب الشارع الموريتاني بفارغ الصبر الطريقة التي ستتعامل بها السلطات الجديدة مع القضية في مواجهة سلطة ونفوذ المتورطين في الفضيحة، لاسيما بعد الاشتباه في تورط مسؤولين سياسيين في الملف.

وقد تفجرت القضية بعد أن ضبطت مصالح الأمن في مدينة نواذيبو (العاصمة الاقتصادية) 600 كلغ من المخدرات كانت تقلها طائرة خفيفة هبطت اضطراريا على بعد 100 كلم من المدينة. وتفيد المعلومات الأولية أن الطائرة نفد وقودها في الجو، مما اضطرها إلى الهبوط قرب الطريق الرابط بين نواكشوط ونواذيبو على بعد أكثر من 100 كلم من نواذيبو.

وتمكن طاقم الطائرة من الهروب بعد أن شعر بمراقبة الشرطة، وتشير مصادر أمنية أن شبكة تهريب المخدرات تم اختراقها من طرف رجال الأمن، مما مكنهم من مصادرة الطائرة وكميات المخدرات التي قدرت قيمتها بـ20 مليار أوقية واعتقال ثلاثة من أعضاء العصابة. وبدأت العملية حين حطت طائرة مجهولة الهوية في مطار نواذيبو شمال البلاد وأفرغت حمولتها من المخدرات، وقبل أن تتزود بالوقود اضطر طاقمها الى الاقلاع بعد أن لاحظ اقتربت فرق من الشرطة والجمارك منها، والتي اكتشفت الحمولة وهي عبارة عن 625 كلغ من الحشيش والهروين، وبعد ساعات من البحث وجدت الطائرة رابضة في الصحراء المجاورة لمدينة نواذيبو، فيما تمكن طاقمها من الفرار الى جهة مجهولة.

وتتلخص خطة المهربين حسب مصادر أمنية مطلعة في تفريغ شحنة المخدرات بمطار نواذيبو الذي لا يخضع لمراقبة أمنية مشددة ثم التزود بالوقود والاقلاع الى جهة آمنة، بينما تتكفل باقي عناصر الشبكة بنقل الحمولة الى خارج المطار من خلال تقديم رشاو للحيولة دون تفتيشها.وأفاد المصادر الأمنية أن هذه الكمية قادمة من فنزويلا، وأن أعضاء العصابة الذين كانوا في انتظارها ينتمون الى موريتانيا وفنزويلا والمغرب، من بين الموريتانيين المبحوث عنهم نجل الرئيس السابق محمد خونه ولد هيداله.

وتداول الشارع الموريتاني على نطاق واسع أنباء عن اعتقال شخصيات سياسية شهيرة متورطة في هذه القضية من ضمنها رئيس حزب سياسي بارز ومرشح سابق للانتخابات الرئاسية، لكن تحقيقات الشرطة لم تجد صلة بينه وبين بقية أعضاء المجموعة المعتقلة باستثناء أنه كان يظهر برفقتهم في سهرات ليلية وقد تم الافراج عنه بدون ضمان، ولا يزال التحقيق جار للكشف عن كل ملابسات القضية، والعلاقة المفترضة لهذه الشبكة بشخصيات سياسية بارزة.

وكانت شائعات وأخبار تم تداولها على نطاق واسع في الساحة الموريتانية تفيد بأن شخصيات بارزة قد تم اعتقالها، ويجري التحقيق معها حول شحنة المخدرات. وكانت مصادر إعلامية قد أكدت أن من أبرز المستجوبين في القضية أشبيه ولد الشيخ ماء العينين رئيس حزب الجبهة الشعبية (حزب معارض).

وترك هذا الحادث علامات استفهام حول قدرة الأمن الموريتاني على ضبط حدوده الشمالية على وجه الخصوص والتي تعتبر مركزا لعصابات تهريب البشر (الهجرة السرية) والمخدرات كما تعتبر ملاذا آمنا للمبحوث عنهم في قضايا الارهاب وتتركز بها أيضا نشاطات جبهة البوليساريو التي تنادي باستقلال الصحراء عن المغرب. وإذا كانت هذه العملية تعتبر سابقة من نوعها في البلاد إلا الطريقة التي نفذت بها تؤكد أن شبكات التهريب اعتادت على اختراق الحدود الموريتانية وتنفيذ مخططاتها بسهولة ويسر مستغلة تهاون الأمن الموريتاني في التفتيش والضبط وهي نفس الأسباب التي أدت الى اختطاف طائرة موريتانية قبل شهرين.