أسامة العيسة من القدس، وكالات: بدأ اعضاء حزب العمل الاسرائيلي الشريك الرئيسي لايهود اولمرت في تحالفه الحكومي، الاثنين التصويت لانتخاب رئيس له في اقتراع تمهيدي يمكن ان يقرر مصير الحكومة الحالية. ويفترض ان ينتهي التصويت في حزب العمل الذي يفترض ان يشارك فيه حوالى مئة الف من اعضائه في 313 مركزا للاقتراع، عند الساعة 21:00 بالتوقيت المحلي (19:00 تغ).

وتكاد تنحصر المنافسة على رئاسة الحزب بين أيهود باراك، رئيس الوزراء الأسبق، وعامي أيالون، رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي الأسبق (الشاباك).وستجرى الانتخابات يوم الاثنين، ويتنافس على رئاسة الحزب أيضا عمير بيرتس، وزير الدفاع الحالي، وداني ياتوم الذي تولى مسؤوليات هامة في الموساد ثم اصبح رئيسا للشاباك، والوزير السابق اوفير بينس.

استطلاعات الرأي التي تنشر في وسائل الإعلام العبرية تعطي نسبا متقاربا لكل من باراك وايالون، تصل إلى 36% في المعدل لكل منهما، ومع ذلك فان التوقعات تشير إلى إمكانية أن يحسم أحدهما المعركة على رئاسة الحزب من الجولة الأولى.

ويكتسب الاهتمام الذي توليه وسائل الإعلام العبرية للمعركة الانتخابية في حزب العمل، لأنها ستؤثر على الخارطة السياسية الإسرائيلية، ويمكن أن تدفع إلى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة، أو إعادة تدعيم الائتلاف الحكومي، وهذا سيتوقف على هوية القائد الجديد لحزب العمل.

والملاحظ في هذه المعركة الانتخابية ان حزب العمل يفقد هويته الاجتماعية المفترضة، ويركز المرشحون على تاريخهم الأمني، خصوصا وان الذي سيرأس حزب العمل سيتولى وزارة الدفاع في حكومة الائتلاف، أو سينافس على كرسي رئاسة الوزراء في حالة الانتخابات المبكرة.

ويقدم مؤيدو باراك، زعيمهم المنتظر، بوصفه ليس فقط رئيسا سابقا للحكومة ولكن أيضا، رئيسا سابقا للأركان، وقائدا لدورية الأركان، التي نفذت عمليات خلف خطوط العدو، ومن بينها عمليات اغتيال مدوية، مثل تلك التي قادها باراك عام 1973، في شارع فردان ببيروت، وأودت بحياة ثلاثة من قادة منظمة التحرير الفلسطينية.

باراك

عمير بيرتس

ويؤيد باراك الاستمرار في حكومة الائتلاف، حيث سيتولى وزارة الدفاع، كما يخطط، وسيعمل مع ايهود اولمرت، رئيس الحكومة، على مواجهة مجموعات الناشطين في قطاع غزة، ووضع حد لإطلاق الصواريخ محلية الصنع على المستوطنات الإسرائيلية، والعمل على محو ما يعتبر عارا لحق بالجيش الإسرائيلي خلال حرب لبنان الأخيرة.

ويسعى باراك لكسب ثقة وتأييد 13 ألف عربي في حزب العمل، رغم انه يواجه تحريضا ضده من قبل أوساط عربية داخل إسرائيل، على خلفية سقوط 13 عربيا ممن يحملون الجنسيات الإسرائيلية فيما يسمى هبة أكتوبر، حين انتفض العرب المتبقون في الجليل والمثلث والنقب تضامنا، مع شعبهم في الضفة الغربية وقطاع غزة في بداية انتفاضة الأقصى، حين كان باراك يتولى رئاسة الحكومة.

ووزعت في الوسط العربي ملصقات تحذر مما وصفته خطورة باراك وحملت عناوين مثيرة مثل (باراك بلواك) و(باراك سيبلينا جميعا) و(خطر أن يرجع باراك للسلطة) وسرد معدو الملصق الأسباب التي تجعل من باراك بلية وهي quot;بسبب العنف تحت سلطته وبأمره، الذي أدى إلى مقتل شبابا من أبنائناquot; وquot;بسبب آراءه المتطرفة، وافق على زيارة شارون الاستفزازية للمسجد الأقصىquot; وهي التي يؤرخ لها ببداية انتفاضة الأقصى، وquot;بسبب مواقفه القومجية التي تحث على التهجير وسلب المواطنة بإطار تبادل الأراضيquot; وquot;بسبب سياسته الخطرة التي أدت إلى انهيار عملية السلام والمصالحة مع السلطة الفلسطينية وبدا موجة العنفquot;.

ولكن إلى أي مدى يمكن أن تؤثر هذه الأصوات المضادة على حظ باراك من الأصوات العربية في حزب العمل؟ هذا ما سيتم معرفته لدى فرز صناديق الاقتراع.

وفي تجمع انتخابي أقيم السبت في كيبوتس ديغانيا قال باراك بان إسرائيل تواجه أخطارا جمة من غزة إلى إيران، ولا يستطيع مواجهة هذه الأخطار إلا قائد متمرس.

ويظهر ايالون كشخص جدي، يمكن أن يحارب الخطر القادم من قطاع غزة، والكامن في لبنان، متسلحا بتاريخه في محاربة الفلسطينيين ومطاردتهم، ولكن بسبب هذا التاريخ الأمني الاستخباراتي والذي شمل، بحكم مهام الشاباك، المجتمع الإسرائيلي، يتخوف خصومه من ان يحول حزب العمل والدولة في حال نجاحه إلى مجتمع أمني، اكثر مما هو الحال الان، وهذا يعني التضييق على الحريات الداخلية.

ويدافع مؤيدوه بالإشارة إلى خبرته المتراكمة في التعامل مع المنظمات الفلسطينية، وجمع المعلومات الاستخبارية وتفكيك خلايا المقاومة على مدى عمله في الشاباك.

ويقدم ايالون نفسه، كرجل متواضع وعملي، يرتدي الملابس غير الرسمية، والذي يسير ويتحرك مثل رياضي متقاعد، ولكن ما زالت فيه حمية الشباب.

ويحاجج مؤيدوه بان ايالون هو الأكثر شعبية بين الجمهور الإسرائيلي من قيادات حزب العمل، وهو ما يجعله الشخص المناسب ليواجه بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود اليميني في حالة إجراء انتخابات مبكرة.

وتحدثت مصادر صحافية بان ايالون يحاولون إقناع اوفير بينس، الذي يكاد حظه أن يكون معدوما بالفوز، بالتصويت لايالون.

ونقلت صحيفة هارتس ، عن ايالون قوله بأنه في حالة فوزه، فانه سيدعو لعقد اجتماعا للجنة المركزية لحزب العمل، للتصويت على ترك الحكومة الحالية التي يرأسها اولمرت، وإقامة تحالف جديد مع حزب كاديما بدون اولمرت.

وقال ايالون بأنه يعتقد أن الظروف مهيأة لاستبدال اولمرت، وانه يريد أن يكون حافزا لاحلال مرشح آخر من كاديما مكان رئيس الوزراء الحالي.

واضاف بان البقاء في حكومة برئاسة اولمرت انتحار سياسي واخلاقي لا يمكن القبول به، ورغم موقفه هذا الا انه قال بانه لن يتخذ أي قرار فردي، في حالة فوزه برئاسة الحزب، وانما سيكون القرار جماعيا.

وياتي عمير بيرس، حسب الاستطلاعات في المرتبة الثالثة خلف ايالون وباراك، ولكن بفارق كبير جدا عنهما، مما يجعله خارج المنافسة الجدية على رئاسة الحزب.

وانخفضت شعبية بيرتس في الحزب وخارجه بشكل كبير، لانه انتخب في السابق رئيسا للحزب، لطروحاته الاجتماعية، وخلفيته كرئيس لاتحاد النقابات، وكونه قادم من مدينة اسديروت، التي تعتبر نموذجا لمدن التطوير التي يعيش فيها اليهود الشرقيون والطبقات الأقل حظا، ولكن بيرتس وفقا لخصومه لم يف بأي شيء مما طرحه، وانشغل بدلا من ذلك في المسائل الأمنية التي ثبت انه لا يفهم فيها شيئا، وخير دليل على ذلك، هو الفشل في حرب لبنان، وعدم القدرة على وقف صواريخ القسام.

ومع ذلك فان بيرتس، أبدى استعدادا للاعتراف بخطئه، واعلن استعداده للتخلي عن وزارة الدفاع وتولي وزارة المالية، ولكن وفقا للمراقبين، فان أي اعتراف مباشر أو غير مباشر من بيرتس بأخطائه، لن ينجيه من حكم المصوتين الذي يعتقد بأنه سيكون قاسيا ربما بأكثر مما يتوقع.

وزار بيرتس السبت كيبوتس ياغور، في محاولة للحصول على أصوات القرى التعاونية، مثلما فعل باقي المرشحين الذي جالوا على هذه القرى.

وقدم بيرتس نفسه لسكان الكيبوتس كرجل اشتراكي، وقال بان الانتخابات ستحسم إذا كان من يفوز قريبا من أيديولوجية حزب العمل الاجتماعية الاشتراكية أم شخص يمثل الأثرياء اكثر من الفقراء.

ولا يحظى داني ياتوم، أو اوفير بينس، بأية حظوظ في الوصول إلى مقعد رئاسة حزب العمل التي ان لم تحسم من الجولة الأولى بين باراك وايالون، فان الأخير سيفوز في الجولة الثانية بفارق كبير على باراك وفقا لاستطلاعات الرأي.

وهاجم داني ياتوم زملاءه المرشحين الذي تردد انهم يستخدمون طرقا غير قانونية للوصول إلى المنصب وقال quot;اشعر بالخجل لرؤية زملائي المرشحين يفقدون الهدوء الضروري اللازم لزعيمquot;، وذلك في إشارة لما يتردد داخل الحزب عن محاولة مرشحين شراء الأصوات بالأموال.

وكتبت صحيفة معاريف في عنوانها الرئيسي ، عن وجود ادعاءات خطيرة لاعمال غير مشروعة قبيل الانتخابات حول شراء الأصوات مقابل المال.

وأضافت الصحيفة بان المعركة الانتخابية تتحول إلى معركة بشعة للغاية، بعد أن قال أحد المتنافسين يقول أن متنافسا آخر عرض عليه المال مقابل تنحيه عن المنافسة، وتوقعت الصحيفة بان تجري الشرطة تحقيقات في الأمر.

وحاولت صحيفة يديعوت احرنوت أن تعد تقريرا مميزا عن المرشحين للحزب، ونشرت صورا لبيرتس مع ابنته شانيت، ولباراك وابنه ميخال، ولايالون وحفيديه، ولاوفير بينس ونجله، ولداني ياتوم وابنه نير.

واستطلعت الصحيفة آراء الأبناء في الآباء، فقالت ابنة بيرتس أن آباها quot;قائد متواضع ويحب الآخرينquot;، ووصف ابن باراك والده بأنه quot;الأكثر نضجا وصاحب التجربة الأوسعquot; وحثت ابنة ايالون أعضاء حزب العمل انتخاب والدها لنشاطه واستقامته، أما ابن بينس فقال بان والده مستقيم وعادل وطبيعي، ووصف ابن ياتوم والده بأنه quot;ارض إسرائيل الجميلةquot;.