المعارضة وصفتها بالمغامرة السياسية الخطرة

تصريحات اولمرت حول الجولان تثير ردود فعل غاضبة

خلف خلف من رام الله: أثار النبأ الذي نشرته صحيفة يديعوت حول استعداد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت للانسحاب من الجولان مقابل سلام شامل ردود فعل غاضبة لدى أوساط المعارضة في إسرائيل، وقال رئيس حزب المفدال النائب زفولون اورليف إن أولمرت مستعد لبيع الجولان بغية الاحتفاظ بمنصبه، معتبراً هذه الخطوة انها خطوة يائسة وداعيا رئيس الوزراء إلى الاستقالة.

ومن جانبه، دعا رئيس كتلة الليكود المعارضة غدعون ساعار كتلتي إسرائيل بيتنا وشاس إلى الانسحاب من الائتلاف الحكومي قائلا إن رئيس الوزراء لا يحظى بتأييد الجمهور للانسحاب من الجولان، بينما اعتبر النائب ايفي ايتام من كتلة الاتحاد الوطني اليمينية أن رئيس الوزراء يخوض مغامرة سياسية خطرة و يعارض معظم مواطني الدولة من اجل صرف الأنظار عن فشله في إدارة الحرب الأخيرة في لبنان.

وفي الاتجاه المعاكس، رأى الوزير مئير شطريت أن فكرة الحوار مع سوريا اكتسبت المزيد من الديناميكية، مؤخرا معربا عن أمله في أن يؤدي ذلك إلى البدء في مفاوضات سلام، وبدوره دعا الوزير ايلي يشاي من كتلة شاس الرئيس السوري بشار الأسد إلى زيارة إسرائيل إذا أراد تحقيق السلام بحق وحقيق.

من جانبه، أكد وزير المواصلات الاسرائيلي، ورئيس الاركان الاسبق، شاؤول موفاز، بأن الحكومة الاسرائيلية قد ارسلت بالفعل رسائل سرية الى سوريا الا ان السوريين لم يردوا عليها بعد. الا ان موفاز لم يكشف فحوى هذه الرسائل، ولكنه قال إنه من المهم ان تكون هناك قنوات سرية تتبادل بواسطتها الحكومتان الرسائل.

وكانت الصحف الاسرائيلية قد كشفت يوم امس الجمعة عن ان رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت قد بعث برسائل الى الرئيس السوري بشار الاسد عرض عليه فيها الانسحاب من هضبة الجولان المحتلة في نطاق صفقة سلام تتخلي سوريا بموجبها عن علاقاتها الوطيدة بايران وحزب الله وحماس.

وتأتي تعليقات موفاز، الذي اجتمع في وقت سابق بكبار المسؤولين الاميركيين في واشنطن، لتتوج حملة من التكهنات اشغلت وسائل الاعلام الاسرائيلية تركزت على مدى عمق الاتصالات التي اجرتها الحكومة مع دمشق، واحتمالات استئناف مفاوضات السلام بين البلدين. وقال موفاز في تصريحات بثتها الاذاعة الاسرائيلية إن quot;محور ايران-سوريا-حماس-حزب الله هو محور راديكالي يزداد قوة، ولذلك فإن السياسة الامريكية تهدف الى تعزيز محور الاعتدال المكون من السعودية والاردن ومصر وتمكينه من مواجهة المتشددين.quot;

وعلى مستوى آخر، تدرس الحكومة الإسرائيلية إجراء تقليص في ميزانية بعض وزاراتها لعام 2008، وذلك لصالح وزارة الأمن، وحسبما أفادت صحيفة معاريف فأن التقليصات قد تبلغ ما يقارب مليار ونصف المليار دولار، وهو ما قد ينعكس على الوزارات الأخرى، وتقدر ميزانية إسرائيل للعام الحالي 65 مليار دولار، وجاء أن أولمرت والذي يشغل حالياً منصب القائم بأعمال وزير المالية اجتمع قبل يومين مع العديد من مسؤولي الوزارات لدراسة المسألة.

وعلى اثر التلويح بإجراء التقليصات لصالح الأمن، هدد رئيس كتلة المتقاعدين البرلمانية موشيه شاروني بانسحاب الكتلة من الائتلاف الحكومي إذا قررت الحكومة تقليص معاشات الشيخوخة وميزانيات خدمات الصحة المقدمة للمتقاعدين.

وقال النائب شاروني في حديث إذاعي انه يجب على الحكومة إعادة جميع الميزانيات التي تم تقليصها وإلا فسيكون على رئيس الوزراء البحث عن شركاء آخرين للائتلاف. وأضاف شاروني أن غالبية أعضاء كتلة المتقاعدين يشاطرونه هذا الرأي، مشيرا إلى أن الكتلة ستجري قريبا نقاشا حول هذا الموضوع.