الياس توما من براغ: قال رئيس الحكومة البولندية ياروسلاف كاتشينسكي بان بلاده ستتفق مع الولايات المتحدة بشان وضع جزء من الدرع الصاروخي الأمريكي في الأراضي البولندية في إشارة إلى القاعدة الصاروخية المضادة التي تريد واشنطن إقامتها في بلاده.
وأكد في حديث أدلى به اليوم للإذاعة البولندية بان الاتفاق مع الأمريكيين أصبح وشيكا بعد المحادثات التي أجراها الرئيس الأمريكي يوم الجمعة الماضي مع شقيقه الرئيس البولندي ليخ كاتشينيكي مشيرا إلى أن المحادثات الخاصة بوضع القاعدة تتواصل رغم الاقتراح الروسي.
ووصف كاتشينسكي اقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام الروس مع الأمريكيين بشكل مشترك قاعدة يستأجرها الروس في أذربيجان بدلا من تشيكيا وبولندا بأنه لعبة دبلوماسية حول أهمية روسيا في العالم.
ورأى أن موقع روسيا سيتعزز لو نجحت في تنفيذ تصوراتها لحل موضوع الدرع الصاروخي الأمريكي وان الخطوة الروسية هي جزء من تكتيكات الكرملين وليست بالشيء الجديد حسب قوله.
ويأتي هذا الموقف لرئيس الحكومة البولندية بعد عدة أيام من دعوة وزير الخارجية الروسي سرغي لافروف إلى تعليق المحادثات بين واشنطن من جهة وبراغ وارسو من جهة أخرى بخصوص الدرع الصاروخي إلى حين الانتهاء من التفاوض بين الأمريكيين والروس بشان الاستخدام المشترك للقاعدة في أذربيجان.
ويرى مراقبون في وارسو بان القرار البولندي النهائي بشان وضع القاعدة الصاروخية المضادة في بولندا يمكن أن يصدر في منتصف الشهر القادم حين يقوم الرئيس البولندي مع المفاوضين البولنديين بزيارة رسمية إلى الولايات المتحدة.
ويتبنى الرأي العام البولندي في اغلبه موقفا رافضا لوضع القاعدة الصاروخية مماثلا للرأي العام التشيكي الذي يرفض وضع القاعدة الرادارية غيران حكومتي البلدين تتجهان للاستجابة للطلب الأمريكي بذريعة أن ذلك سيساهم في تعزيز امنهما وامن الأوربيين وامن الولايات المتحدة وان وجود هذا الدرع حسب قيادات براغ ووارسو سيشكل تتويجا لعملية التخلص من النفوذ الروسي في البلدين التي بدأت مع رحيل القوات السوفيتية بعد سقوط الشيوعية في البلدين.
وعلى خلاف هذا التقييم يرى أغلبية المواطنين التشيك والبولنديين حسب استطلاعات الرأي المختلفة أن وضع الرادار والقاعدة سيزيد المخاطر الأمنية في البلدين لأنه سيجعلهما الهدف الأول للهجمات الصاروخية المحتملة أو لأعمال إرهابية كما أن نشر هذا الدرع سيطلق جولة جديدة من سباق التسلح وسيضعف الثقة بين الولايات المتحدة وروسيا.