اعتدال سلامه من برلين: في الاشهر السابقة كان كل اجتماع يتعلق بالوضع الامني القومي يعقد في ديوان المستشارية في برلين يتم تفحص التقارير التي تصل الى دوائر الامن والمخابرات السرية الداخلية والخارجية ثم يرفع الاجتماع على اساس ان خطر الارهابيين على الامن الالماني ليس كبيرا لذا لا يوجد ما يستدعي الى رفع درجة الحذر والتأهب. لكن هذه المرة اختلف الامر ، فخلال اجتماع امس الاول في ديوان المستشاريةاشار اوغست هانينغ وزير الدولة للشؤون الداخلية الى وجود معلومات تدعو الى فرض اجراءات امنية عالية لمواجهة عمليات ارهابية من المتوقع ان تحدث في المانيا.

واعتمد في قلقه هذا على تقييم خبراء الامن لشريط فيديو يعتقد بانه صور في منطقة عند الحدود الباكستانية الافغانية وعرضته محطة التلفزيون الاميركية ABC في التاسع من الشهر الحالي. ويظهر الشريط صحفيا باكستانيا دعاه منصور دادوالله شقيق قائد قوات طالبان منلا دودالله الذي قتل في احدى الغارات الاميركية ودع امام الكاميرا أربع مجموعات انتحارية اوكل اليها مهمة القيام بعمليات ارهابية في الولايات المتحدة وكندا والمانيا وبريطانيا.

واعتبر هانينغان الرسالة تلك خطيرة للغاية، علما ان المخابرات السرية الالمانية قللت من تهديدات دادوالله واعتبرتها مجرد دعاية لقوات طالبان،لكنها ابدت قلقها فيما بعد على القوات الالمانية المتواجدة في شمال افغانستان، خاصة بعد العملية الانتحارية التي قتل فيها ثلاثة جنود المان في قندوس الشهر الماضي. وأبدت المخابرات السرية قلقها أيضا من محاولة جخول انتحاريين من باكستان او افغانستان الى المانيا بهدف تنفيذ عمليات ارهابية.

وتوثق هذا الاعتقاد بعد وصول معلومات من المخابرات الالمانية الخارجية تؤكد وجود عشرة المان او من حاملي الجنسية الالمانية على الاقل يتدربون في معسكرات للارهابيين في باكستان وقد ينطلقون من هناك لتنفيذ العمليات الارهابية وهذا ما تضمنه ايضا بحث لاحد دوائر المخابرات السرية الاميركية التي تتنصت منذ اكثر من عامعلى المكالمات الهاتفية وحركة البريد الالكتروني في باكستان.

وزاد الاعتقاد بوجود مخطط لعمليات ارهابية القاء القبض على المانيين وشخص اخر من كرغيستان عند الحدود الباكستانية في العاشر من الشهر الحالي. واتضح ان احد الالمانيين يقيم منذ وقت طويل في افغانستان وحسب تصنيف سلطات الامنفي جنوب المانيا حيث كان يعيش فانه شخص خطير رغم صغر سنه. ولم تتمكن السلطات المختصة الالمانية حتى الان من التحقيق معه وهو متواجد في سجن المخابرات السرية الباكستانية ISI. وبعد فترة قصيرة من اعتقاله القي القبض على الماني ثالث في نفس المنطقة الحدودية.