محمد العلي من الدمام: أجلت إحدى المحاكم السعودية الحكم الصادر بحق عدد من رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي الجهة التي تقوم بمهام السلطة الدينية في السعودية ، وذلك بعد ان مثل أربعة من رجالها أمام المحكمة صباح السبت بتهمة وفاة مواطنين تحت التعذيب في مقر الهيئة.

وكان أبرز القضايا المتعلقة بهذه المحاكمة هي موت أحمد البلوي، 50 عاما، أثناء احتجازه قيد التحقيق في مدينة تبوك شمال غرب المملكة في شهر مايو/آيار الماضي بعد اتهامه بتهمة الاختلاء بامرأة اجنبية، حيث تحفظت أجهزة الشرطة على أعضاء الهيئة المتهمين وأحالت أوراق القضية إلى هيئة التحقيق والادعاء العام للتحقيق في ملابسات القضية ومعرفة أسباب الوفاة.

وكانت عائلة المتوفى قد نفت هذا الأمر حيث طالبوا بتسجيل إفادة شقيق المرأة التي كانت برفقته ، و التي أكدوا من خلالها ان المتوفى كان يقوم بتوصيل هذه المرأة بصورة مستمرة بمعرفة شقيقها وذلك ضمن نطاق عمله كسائق أجرة ، وساهم هذا الأمر في طلب ذويه بتشريح جثته للكشف عن أي أعمال عنيفة خلال فترة احتجازه في مقر الهيئة . فيما أكد مصدر مسؤول في هيئة الأمر بالمعروف في فرع مدينة تبوك إن سبب وفاة هذا الشخص أثناء التحقيق كانت بصورة طبيعية.

وكانت وفاة البلوي قد أثارت جدلاً صاخباً داخل الأروقة السعودية حيث اعتبره البعض تجاوزًا على الحدود العامة المتعارف عليها فيما اعتبره البعض الآخر امراً لا يخرج عن نطاق الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و هو الأمر الذي ربما يساهم في رفع درجة الغليان ضد رجال الهيئة خصوصاً في ظل الكثير من المشاكل التي حدثت في الفترة الأخيرة و التي ابرزها وفاة الشاب سلمان الحريصي 28 عاماً بعددهم رجال الهيئة لمنزله غرب العاصمة السعودية الرياض حيث اكد شقيقه لصحيفة الوطن السعودية أن أخاه تعرض لضرب شديد خلالدهم أعضاء الهيئة لمنزله حيث ضبطت كمية من الخمور والحبوب المخدرة فيه. و تم نقله وهو ينزف إلى مركز الهيئة لكنه لفظ أنفاسه هناك.

بالإضافة إلى ملابسات سقوط آسيوية من الطابق الرابع في مبنى دهمه رجال الهيئة،وفق ما نقلته صحيفة الحياة في وقت سابق. وينتظر المراقبون لهذه القضية الحكم الصادر على رجال الهيئة المتهمين بمقتل البلوي و التي يتوقع مراقبون ان يتغير الرأي العام السعودي تجاه الهيئة .

الجدير بالذكر ان القضية الأخيرة المرفوعة ضد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كانت من المواطن السعودي سلطان الردادي و الذي تقدم بشكوى رسمية إلى امارة المدينة المنورة يتهم فيها الهيئة باقتحام منزله واقتياده بالقوة بسبب بلاغ كاذب عن وجود امرأة في بيته اتضح فيما بعد ان الأمر غير صحيح على حد قوله. وأكد الردادي لصحيفة عكاظ السعودية انه تفاجأ بشخص مجهول يتسلق جدار منزله ويفتح الباب من داخل المنزل لزملائه الثمانية الذين قاموا بالدخول الى المنزل ومنعوه من الحركة رغم انه كان بملابسه الداخلية ، إلا ان رجال الهيئة اعترفوا له بعد اقتياده إلى مركز الهيئة الرئيس في المدينة المنورة بأن البلاغ كان كاذباً ، مما اثار سخط الردادي و الذي رفع شكوى رسمية إلى امارة المدينة المنورة وهيئة حقوق الإنسان على حد قوله .