أسامة مهدي من لندن : وقع اثنان من اقوى فصائل الائتلاف العراقي الشيعي الموحد على اتفاق تحالف استراتيجي لمواجهة الضغوط التي تتعرض لها الحكومة واتخاذ اجراءات لحل المشكلات التي تواجه البلاد في خطوة تمهد لاعلان جبهة سياسية تضم ايضا الحزبين الكرديين الرئيسين بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني وربما الحزب الاسلامي السني بزعامة نائب الرئيس طارق الهاشمي .. بينما اتهم وزير الخارجية هوشيار زيباري رئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي بالتآمر على الحكومة العراقية مؤكدا انه يجري حاليا بحث الامر مع واشنطن ولندن. وقال مصدر شيعي اليوم ان حزب الدعوة الاسلامية بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي والمجلس الاعلى الاسلامي في العراق برئاسة عبد العزيز الحكيم قد وقعا اتفاقا استراتيجيا من اجل العمل على تحسين أداء الحكومة ومواجهة المشكلات التي تتعرض لها البلاد . وقال ان الاتفاق ليس موجها ضد احد وهو منفتح على أي قوة عراقية ترغب في الانضمام اليه . واضاف ان الاتفاق يهدف ايضا الى تعزيز قوة الائتلاف وتفعيل اعمال مجلس النواب وانجازه للقوانين المعروضة عليه .

وقد وقع الاتفاق في مقر المجلس الاعلى في بغداد الليلة الماضية عن المجلس عضو قيادته نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي والشيخ همام حمودي القيادي في المجلس رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب وجلال الدين الصغير القيادي في المجلس عضو مجلس النواب .. فيما وقعه عن حزب الدعوة امينه العام رئيس الوزراء نوري المالكي واعضاء قيادة الحزب حيدر العبادي وعلي الديب وحسن السنيد.

وكان حزب الدعوة والمجلس الاعلى قد تنافسا على منصب رئاسة الحكومة في تصويت داخل الائتلاف العام الماضي فاز فيه الاول ممثلا برئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري على الثاني ممثلا بعادل عبد المهدي .

وقد اسفر اتفاق القوتين الشيعيتين عن تشكيل أمانة عامة مشتركة بين القوتين الشيعيتين quot;لمواجهة التحديات ودعم العملية السياسية وحكومة الوحدة الوطنية. وقال بيان حول الاتفاق انه quot;لا يستهدف اي مكون آخر بل العكس فهو يدعم جهود جميع القوى الوطنية المؤمنة بالعراق الجديدquot; . واشار الى ان الاتفاق سيؤدي إلى مزيد من التعاون مع قوى الائتلاف العراقي الذي يشكل اكبر قوة في مجلس النواب .

وتوقع المصدر ان ينضم الحزبان الكرديان الرئيسان الاتحاد الديمقراطي الكردستاني بزعامة طالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة بارزاني الى هذا الاتفاق الاستراتيجي قريبا وامكانية انضمام الحزب الاسلامي بزعامة نائب الرئيس طارق الهاشمي اليه .

وقاد طالباني الاسبوع الماضي مباحثات واتصالات واسعة بين احزاب وقوى سياسية بهدف الاعلان عن تأسيس جبهة سياسية معتدلة يبدو انه سيتم الانتهاء منها خلال ايام قليلة ردا على محاولة قوى معارضة تشكيل جبهة اتهمت بالتعاون مع استخبارات دول عربية واجنبية لتقويض العملية السياسية .

وكانت قوى سياسية عراقية مشاركة في العملية السياسية قد هاجمت الاسبوع الماضي قوى اخرى قالت انها شكلت جبهة سياسية جديدة تضم قوى شوفينية تعاونت مع نظام الرئيس السابق صدام حسين مؤكدين ان مخابرات اجنبية معادية تقف وراءها . واشارت الى انها تضم quot;اسماء خونة للشعب الكردي من ايتام صدامquot; في اشارة الى مايبدو انه الاعلان عن تشكيل حزب كردي جديدة تحت اسم quot;حزب العدالة والحريةquot; بزعامة وزير الدولة الكردي السابق في عهد صدام ارشد الزيباري . واضافت ان الاجتماع الذي تمخضت عنه الجبهة قد دبرته استخبارات دول اجنبية تمخضت عنه هذه الجبهة المعادية للمسيرة الديمقراطية للشعب العراقي والساعية الى نسف منجزاته الدستورية. وعبرا عن الأسف و الاستغراب الشديدين لقبول قوى وطنية عراقية صديقة الاذعان لمشيئة استخبارات دول اجنبية وعقد الاجتماع واعلان جبهة سياسية تحت اشرافها .

زيباري يتهم علاوي بالتآمر على المالكي

من جهة اخرى، وصف هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقية علاقة رئيس الوزراء نوري المالكي بقائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفد بيتريوس بالصعبة بسبب عدم الوضوح في عملية صنع القرار وعدم معرفة من هو المسؤول النهائي عما يجري وقال ان رئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي يتآمر ضد المالكي وهو امر يتم بحثه مع واشنطن ولندن .

وأضاف الوزير في تصريحات نشرتها مجلة quot;نيوزويكquot; الاميركية اليوم أنه يتعاطف مع المالكي لأن الأمور غير واضحة وهناك ضبابية في العديد من القضايا وقال إنه لا يستطيع رفع سماعة الهاتف ويأمر أي فرقة في الجيش العراقي ودعا الى منح المالكي مزيدا من النفوذ والقوة.

وأكد زيباري أن المالكي يدرك ضرورة الاستعجال في تحقيق منجزات سياسية ينتظرها الأميركيون بفارغ الصبر موضحا ان التغييرات التي حدثت في المشهد السياسي مؤخرا ستجعل مهمته أكثر صعوبة خصوصا بعد الانشقاقات التي شهدها الائتلاف العراقي الموحد والوتيرة غير المرضية التي تسير بها أعمال مجلس النواب.

وأضاف زيباري أن المالكي أصبح يتحدث عن وجود إنقلاب يتم التحضير له وهو يشير بذلك إلى أياد علاوي الذي يقوم بزيارات دورية إلى دول المنطقة والمالكي مصر على وجود جماعات تحاول النيل من حكومته ويحاول التحقق من هذا الامر باتصالاته الدائمة مع واشنطن ولندن، وجوابهم الدائم هو أنهم ليسوا طرفا في هذه التحركات وأنهم يدعمون الحكومة الشرعية. وأشار زيباري إلى أنه إذا كانت هناك أي تغييرات مثيرة، فإنها لن تؤدي سوى إلى تعليق العملية السياسية مؤكدا أن ما يطمح إلى تحقيقه علاوي لن يحصل لأنه يعني فشلا ذريعا للولايات المتحدة.

وشدد زيباري على وجود quot;مؤامرة جديةquot; ضد حكومة المالكي عندما شجع رؤساء أجهزة الاستخبارات في دول ما تسمى بـ quot;مجموعة الستة زائد إثنينquot; التي تضم الكويت والسعودية والامارات ومصر والاردن وتركيا فضلا عن الولايات المتحدة وبريطانيا .. شجعوا العرب السنة على المشاركة في الانتخابات العامة لاحتواء إيران. واوضح ان هؤلاء وضعوا جميع إمكانياتهم المالية والاستخباراتية لتحقيق هذا الهدف وهذا كله لم ينظر اليه المالكي بشكل إيجابي الا أن الحكومة تعاملت مع هذا الأمر بهدوء وكتمان بدون إثارة أي ضجيج وبعد إعلان نتائج الانتخابات الاخيرة إستمرت إجتماعات مسؤولي دول quot;مجموعة الستة زائد إثنينquot; بدون أي مشاركة عراقية.

وأشار زيباري إلى أن اجتماعات رؤساء استخبارات مجلس التعاون الخليجي بمشاركة تركيا والولايات المتحدة أصبحت تعقد مرة كل شهرين أو ثلاثة أشهر وقد وصلت تقارير الى الحكومة العراقية تؤكد أن علاوي شارك شخصيا في إجتماع الشهر الماضي أو أنه أرسل أحد مساعديه quot;أرشد زيباريquot; وزير الدولة في عهد النظام السابق للمشاركة في الاجتماع. وأكد أن هذا الأمر أثار غضب الطالباني والبارزاني والمالكي ما وجه ضربة كبيرة لعلاوي، مشيرا إلى أن الحكومة العراقية تحققت من الامر مع واشنطن ولندن لمعرفة دورهما في هذا المخطط.

لكن زيباري عبر عن اعتقاده بأن واشنطن لا تدعم تحركات علاوي قائلا quot;إنه من غير المعقول أن تقدم الإدارة الأميركية دعمها لحكومة المالكي وتقوم بالتنسيق في الوقت نفسه مع هؤلاء الأشخاصquot;.