أسامة العيسة من القدس: حسم زكريا الزبيدي، أحد ابرز قادة كتائب شهداء الأقصى، تردده بشان الموقف من وجود حركة المقاومة (حماس) في الضفة الغربية، وأعلن أمس، عبر الإذاعة الإسرائيلية، بان كتائبه ستلاحق كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في الضفة الغربية، وستسند قوات الأمن النظامية في هذا الشان.

وكان الزبيدي، آخر شخص يمكن أن يمد يديه لقوات محمود عباس (أبو مازن)، رئيس السلطة الفلسطينية، التي طالما اقتحم مؤسساتها وحرق مقراتها، ولكن وجود ما يعتبر بأنه عدوا مشتركا، جعل ليس فقط الزبيدي، ولكن التيارات المختلفة في حركة فتح تتحد لمواجهة ما تعتبره الخطر الحمساوي القادم في الضفة الغربية، ان لم يتم التحرك سريعا، لاستئصال كتائب القسام في الضفة الغربية.

وحتى وقت قريب، كان الاعتقاد بان كتائب القسام في الضفة الغربية، ضعيفة إلى حد كبير، بعد الضربات القاسمة التي وجهتها لها إسرائيل، خلال انتفاضة الأقصى، والتي أدت إلى مقتل اغلب قادتها، واعتقال رؤوسها الكبار مثل إبراهيم حامد، وجمال أبو الهيجاء، ونائل البرغوثي وغيرهم، ولكن مصادر في حركة فتح تضحد هذا الاعتقاد الان.

وقال جمال أبو الرب، النائب عن حركة فتح في المجلس التشريعي الفلسطيني، والذي كان أحد قادة كتائب الأقصى ويحمل لقب (هتلر)، بان كتائب القسام تتسلح بشكل كبير في الضفة الغربية، وان ذلك أدى إلى ارتفاع جنوني في سوق السلاح غير الشرعي. ودعا هتلر الى ضرب مسلحي حماس بيد من حديد، وعدم التهاون ابدا معهم، كي لا يتكرر في الضفة ما حدث في غزة.

وقدر مصدر مقرب من حركة فتح، بان حركة حماس صرفت ملايين الدولارات في الضفة الغربية من اجل إعادة تسليح نفسها. وحسب هذه المصدر، فان حركة حماس بدأت بهدوء وروية شراء السلاح، بعد نجاحها في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني، والخلافات التي اندلعت بينها وبين حركة فتح، والتي أدت إلى اعتداءات نفذتها عناصر من فتح على مؤسساتها في الضفة الغربية، واختطاف رموز منها.

وكشفت هذه الأحداث، على ضعف حماس عسكريا في الضفة الغربية، وجعلت الأصوات تتعالى داخل الحركة، مطالبة بالتسلح. ومصدر الأسلحة الموجودة بيد العناصر الفلسطينية في الضفة الغربية، هو إسرائيل، وتصل عبر قنوات معقدة، من خلال شبكات إسرائيلية فلسطينية، ولكن يعتقد بان أجهزة الأمن الإسرائيلية غير بعيدة كثيرا عن ما يعتبر سوقا سوداء للسلاح تتعاظم في الضفة الغربية.

وقال عزام الاحمد رئيس كتلة حركة فتح البرلمانية، بان شاؤول موفار، وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق ابلغ المنسق الأميركي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، عندما طلب هذا تسليح قوات رئيس السلطة الفلسطينية، بان تتسلح هذه القوات، مثلما تفعل كتائب القسام، بشراء الأسلحة من السوق السوداء.

وبعد أشهر من فوز حركة حماس وتشكيلها الحكومة، وتأسيسها القوة التنفيذية في قطاع غزة، لاحق مسلحو فتح بعض الكوادر الحمساوية متهمينهم بمحاولة تأسيس القوة التنفيذية في الضفة الغربية، وهو ما نفته حماس بشدة، ولكن الان فانه وفقا لبعض المصادر الفلسطينية والإسرائيلية المتطابقة، يقدر عدد أفراد القوة التنفيذية في الضفة الغربية بنحو 4 الاف، جميعهم يعملون سرا.

ومما يثير الخشية في أوساط اجهزة الأمن الفلسطينية، المشاعر الانتقامية التي قد تكون كامنة في نفوس مسلحي القسام، الذين تعرضوا لعمليات قمع شديدة من قبل هذه الأجهزة في السنوات الأولى لتأسيس السلطة الفلسطينية.