الكويت: قال عضو مجلس الشورى السعودي الدكتور سعد الحربي هنا اليوم ان التنمية هي الروح التي تحرك جسد الشعوب داعيا الى تهيئة المجتمعات العربية للدخول في العولمة والحذر في الوقت ذاته من سلبياتها.
وشدد الحربي في كلمة له باجتماع لجنة محور التنمية في (الندوة البرلمانية حول التنمية والتعليم في البلدان العربية) على ضرورة تهيئة المجتمعات العربية للدخول في العولمة مع الحفاظ على الخصوصية الدينية والثقافية والاجتماعية والحضارية .
واوضح ان العولمة ظاهرة انتقائية اممية بدأت مع نهايات الحرب العالمية الاولى وانشطار العالم الى منتصر ومهزوم وهي نتاج الدول الرأسمالية الكبرى لخدمة اسواق مشاريعها والهيمنة على حكومات العالم.
وقال quot;لا مفر من الاعتراف بان العولمة حقيقة لا يمكن انكارها .. ومن ينكرها يكن كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمالquot;.
واشار الى تعريف بعض الاقتصاديين للعولمة في كونها تستولي على الانتاج والاقتصاد وعلى السلوك البشري وعلى العقل البشري وتسخر لكل ذلك ادواتها الفاعلة.
وقال الدكتور الحربي quot;وحيث لا يمكننا تجنب العولمة فانه يمكننا على الاقل تفادي سلبياتها .. فلا نأخذها بحذافيرها ولا نرفض جميع ما جاءت به فنكون متخلفين والعالم يتقدم من حولناquot;.
واضاف quot; علينا ان نأخذ من العولمة ما يناسب مسيرتنا الاقتصادية ونحتفظ بثقافتنا وخصوصيتنا الحضارية وهويتنا الاسلامية والقوميةquot; مبينا ان من اهداف العولمة تذويب الحضارات في حضارة واحدة وعبور الحدود وجعل الانتاج والاسواق والمال مشتركة quot;والمستفيد هو الدول الكبرى او القطب الأوحد
وقال الحربي ان من اهداف العولمة ايضا العمل على ان تنسى الشعوب لغاتها وعاداتها وتقاليدها وجميع موروثاتها لتصنع وتصطبغ بقيم ومثل ومبادئ لغة الزعيم العالمي الكبير quot;فهي صناعة محكمة ومدبرة بوعي تامquot;.
واشار الدكتور الحربي الى قول الاقتصاديين في ان من يقف بوجه العولمة quot;يتم تدميره كما دمرت اقتصادات دول جنوب شرق اسياquot; بسبب حركة رؤوس الاموال .
واستدرك مخاطبا المجتمعين quot;ينبغي ان نحذر سلبيات العولمة وان ننشط البيئة التحتية ونفعل الانتاج والسوق والمال والقوة العاملة وان نبحث عن الاستخدام الامثل والاكفأ للموارد البشرية والطبيعيةquot;.
وقال quot;ولكن قبل علينا ان نهيىء المجتمع للدخول في العولمة مع الحفاظ على الخصوصية الدينية والثقافية والاجتماعية والحضارية .. والا ضربتنا العولمة بمعولهاquot;.
واكد الدكتور الحربي ان التنمية هي الروح التي تحرك جسد الشعوب وتدفعه الى التقدم والتطور والتحديث لاسيما انها عملية متجددة مستمرة وتنطلق من اسس اجتماعية واقتصادية ثابتة من داخل المجتمع نفسه.
وقال ان هناك علاقة تلازم بين التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية quot;والانسان هو المستهدف من عملية التنمية .. لذا لا بد من توعيته وتعليمه وتدريبه على عدد كبير من المهاراتquot;.
واكد ضرورة ان يكون الانسان العربي واعيا ومستوعبا لمفهوم التنمية ومحتواها ليكون بذلك مشاركا وشريكا فيها .
ودعا الدكتور الحربي حكومات الدول العربية الى استخدام التكنولوجيا في المجالات الاقتصادية والاجتماعية وان تطور وسائل الانتاج وتعمل على تحسين جودته وزيادة التنويع فيه وان تصنع المواد الخام بدلا من تصديرها .
كما شدد على ضرورة عمل الحكومات على ايجاد بدائل ثابتة للموارد الناضبة والمحافظة في الوقت ذاته على المخزون الاستراتيجي quot;لتكون قوة اقتصادية احتياطية في ثرواتهاquot;.
وقال ان التوازن في قطاعات الانتاج وهيكلته امر ضروري بحيث يكون هناك تعادل بين الصناعة والزراعة والخدمات وقطاع النفط quot;والاختلال في اركان الانتاج يؤدي الى ركود الانتاج او موتهquot;.
واكد ضرورة ان تعمل البلدان العربية على انشاء تكامل اقتصادي بينها لاسيما وانها تتمتع بثروات طبيعية وتحتل في خريطة العالم قارتين هما آسيا وافريقيا وتقع على ملتقى حضارات وممرات مائية مهمة .
ودعا في هذا السياق الى نبذ الصراعات والنزاعات بين الدول العربية والعمل على رسم استراتيجية اقتصادية ذات ملامح موحدة وتفعيل السوق العربية المشتركة ومحاربة الفساد الاداري والمالي وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة .(