الياس يوسف من بيروت، باريس: سقطت خمسة صواريخ كاتيوشا من عيار 107 ملليمترات مجهولة المصدر على منطقة سهل عرقة وسهل بيت حدارة في منطقة عكار شمال لبنان ، وذلك على ثلاث دفعات: اثنان عند الساعة 6,50 صباحا بالتوقيت المحلي ، واثنان عند الساعة 7,50 وصاروخ عند الساعة 9,20، مما أدى إلى أضرار في مشاريع خيم زراعية بلاستيكية وبساتين ليمون وعنب. وسجلت حركة ناشطة لجرافات ضخمة تابعة للجيش اللبناني إلى محاور القتال في مخيم نهر البارد، في حين كانت مدفعية الجيش من عياري 130 و155 ملم تستهدف الجهة الجنوبية الغربية للمخيم القديم حيث يتحصن من تبقوا من مسلحي quot;فتح الإسلامquot;. ومشط سلاح الدبابات مجرى نهر البارد منعاً لأي تسلل أو هرب أي من المسلحين.
وأكدت مصادر أمنية لبنانية، أن الجيش نشر فرقاً من القناصة للإمساك بعدد من الأحياء داخل المخيم، كما دفع بجنود متخصصين بعملية تنظيف الألغام، خاصة بعدما تبين أن عناصر quot;فتح الاسلامquot; قاموا بتفخيخ معظم الأبنية بعبوات متطورة جداً واخرى من النوع التقليدي، فضلاً عن تدعيمها بقذائف وقوارير غاز ومحروقات بغية إيقاع أكبر ضرر بالعسكريين اللبنانيين. ولاحظت المصادر أن عناصر quot;فتح الاسلامquot; المتبقين والذين يقدر عددهم بنحو مئة وخمسين يساندهم العشرات من عناصر بعض التنظيمات الفلسطينية، اتبعوا تكتيكاً قتالياً جديداً وهم يقومون طوال الليل بأعمال حفر خنادق وتشبيك الأبنية بوساطة أنفاق، فضلاً عن نشر عناصر قناصة في عدد من النقاط الحساسة، بالإضافة الى محاولة نقل النار بوساطة بعض المدافع الى أبعد نقطة جغرافية لإيقاع أكبر نسبة خسائر في صفوف الجيش والمدنيين.
إلى ذلك أوضحت مصادر فلسطينية أن فشل الفصائل الفلسطينية في الاتفاق على تشكيل قوة أمنية مشتركة لضبط الوضع في المخيم يعود في الدرجة الأولى إلى خلاف بين حركتي quot;فتح quot; وquot;حماسquot;. ويضاف إلى ذلك عدم احترام الفصائل التعهدات التي قطعتها بشأن المربع الأمني وعدم دخول مسلحي quot;فتح الاسلامquot; اليه، ولجوء منظمة quot;فتح الاسلامquot; الى تفخيخ المخيم على نطاق واسع ما يؤدي الى خسائر في صفوف الجيش اللبناني الذي سقط له أمس ٦ قتلى بينهم ضابط .
وأضافت أن خروج المدنيين الفلسطينيين من المخيم اضافة الى شباب مقاتلين غير منتمين الى quot;فتح الاسلامquot; كلها عوامل تدفع بقيادة الجيش الى التشدد في التعامل مع الوضع العسكري عبر قصف مركّز وعنيف ومدمّر، في اطار خطة خنق وحصر هذه المنظمة الارهابية ووضعها أمام مسارين: الموت او الاستسلام. أما quot;عملية الحسمquot;، بمعنى دخول المخيم القديم وتنظيفه، فإنها ستكون الخطوة التالية والأخيرة.
وزير الدفاع الفرنسي يلتقي الأحد السنيورة
من جهة ثانية اعلنت وزارة الدفاع الفرنسية اليوم الجمعة ان وزير الدفاع ايرفيه موران سيلتقي الاحد في بيروت رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة في الوقت الذي سيعقد فيه قرب باريس لقاء يضم 14 حزبا لبنانيا بينها حزب الله الشيعي. وسيجري موران في اطار زيارة الى لبنان تستمر اربعا وعشرين ساعة، محادثات ايضا مع نظيره اللبناني الياس المر. كما سيتفقد الاحد ايضا القوات الفرنسية العاملة في اطار قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) المنتشرة في جنوب لبنان وسيجتمع مع القائد الايطالي لليونيفيل الجنرال كلاوديو غراتسيانو.
وتأمل فرنسا من خلال قيامها بالمبادرة لعقد هذا اللقاء بين الافرقاء اللبنانيين، ان يؤدي الاجتماع الى بدء حوار بين الاحزاب المشاركة فيه وبينها حزب الله الذي يحظى بدعم سوريا وايران ويشكل القوة الرئيسية في المعارضة لحكومة فؤاد السنيورة. وتعتزم باريس اطلاق المحادثات حول موضوع quot;تعزيز الدولة اللبنانيةquot; الحساس والذي هو في صلب الازمة التي تشل البلاد منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2006، بعد استقالة الوزراء الموالين لسوريا والمعارضين للسنيورة المدعوم من الغربيين ومعظم الدول العربية.