دمشق: راجعوا السعوديين في شأن الأصوليين
حوار أميركي ndash; سوري بلا نتيجة فوق لبنان

تجاهل الدور السوري لا يترك مكانًا للتفاؤل
مضيعة لبنانية للوقت في باريس

طلائع الجنود الكوريين الجنوبيين انضمت الى اليونيفيل
اشتباكات وقصف متقطع على محاور نهر البارد

قرار بنقل الطلاب السوريين من لبنان الى الجامعات السورية

سورية لا تستبعد حربًا شاملة في وقت ليس ببعيد

موسى في دمشق الأحد لبحث الأزمة اللبنانية

حزب الله يعلن مشاركته في لقاء باريس

عون يطالب فرنسا بدور نزيه في لقاء الأطراف اللبنانيين

كوسران في بيروت للتحضير لإجتماع الفرقاء اللبنانيين

إيلي الحاج من بيروت: توافرت معلومات في بيروت عن حوارات غير علنية بين واشنطن ودمشق في الشأن اللبناني، أرسل خلالها الأميركيون إلى السوريين أسئلة عن إتهامات الحكومة اللبنانية إلى دمشق بإرسال شبكات إرهابية أصولية إلى الأراضي اللبنانية. وكان الجواب السوري هو نفسه: هل تعتقدون فعلاً اننا وراء ذلك؟ نحن نظام علماني قاتل بشراسة وقوة ضد كل أشكال الأصوليات منذ الثمانينات، فكيف لنا أن نتعاون مع هؤلاء؟ وحيال عدم اقتناع الاميركين تابع المسؤولون السوريون: ألا ترون هذا العدد الوفير من السعوديين في التنظيمات الأصولية، وهل تعتقدون اننا قادرون على التحكم بهؤلاء؟ لماذا لا تسألون المسؤولين الأمنيين السعوديين الذين أنشأوا ورعوا تنظيم quot; القاعدةquot; في أفغانستان؟ ثم اذا كانت هناك اعترافات صحيحة حول علاقة هؤلاء بسورية، فلماذا لا يجري تقديمهم الى العدالة علنًا والتحقق من حقيقة اعترافاتهم ؟

وتابع مسؤولون سوريون خلال حوارهم مع الأميركيين: الأفضل ان تتعاطوا مع هذه المسألة من زاوية أخرى . فلماذا لا تدققون فعليًا في السبب الذي أدى الى تفشي هذه الشبكات الأصولية في لبنان؟ لماذا لا تدققون في الجهات الرسمية اللبنانية التي رعت هذه التيارات لأسباب عدة؟

لكن الدبلوماسيين الاميركيين لوّحوا ، بحسب المعلومات، بوجوب ضبط الحدود اللبنانية -السورية لمنع تسلل الارهابيين من خلال نشر قوة دولية على طول الحدود، وكان الجواب السوري: تستطيعون مراقبة الحدود من الجو عبر الأقمار الإصطناعية . وفي أي حال، إن معظم هؤلاء الأصوليين انتقلوا الى لبنان عبر مطار بيروت الدولي . أما وضع قوات فصل على الحدود اللبنانية - السورية، فيعني ان البلدين في حالة حرب، وهو ما سيؤدي فورًا الى اغلاق كل المعابر بين البلدين، وهذا قرار لا عودة عنه.

ويشار في هذا السياق إلى ما تردد عن وصول بعض الخليجيين المتشددين إلى لبنان من خلال إيران- العراق- سورية فلبنان . وكذلك إلى ما ذكره مصدر في الجمعية العربية لحقوق الإنسان في السعودية، عن وجود نحو 300 معتقل سعودي في سورية. وقد صرح لصحيفة laquo;الوطنraquo;، في عددها الصادر امس، ان السعوديين موزعون على ثمانية سجون تابعة للاستخبارات، منها، سجن دير الزور، سجن منطقة البوكمال، سجن 235 فرع المخابرات (فرع فلسطين)، سجن 248 فرع المخابرات (فرع التحقيق)، وسجن فرع مخابرات دمشق.

واضاف المصدر، الذي لم تذكر الصحيفة اسمه، أن قسماً من السعوديين لا يزال في منطقة الجزيرة laquo;قرب الحدود العراقيةraquo;. موضحاً أن المعتقلين السعوديين يتصدرون المعتقلين العرب في السجون السورية، بعدما سلمت دمشق معتقلين قطريين وكويتيين وجزائريين إلى بلدانهم، مشيراً إلى أن العدد الكلي للمعتقلين العرب يراوح بين400 الى 500. وكان بعض الإحصاءات قدر عدد السعوديين الذين شاركوا في أحداث مخيم نهر البارد بـ 23، قتل عدد منهم في حين اعتقل آخرون.

واشنطن- طهران- دمشق- بيروت
ويسود توتر سياسي بين سورية والولايات المتحدة ينعكس حتماً على لبنان في شكل أو آخر، وذلك في موازاة الاتهامات الاميركية التي تلاحقت أخيراً ضد أدوار إيران حليفة سورية في العراق ، والتي تشير الى اخفاق محاولات التعاون الأمني حول العراق الذي حدد هدفا أول من أهداف الحوار الثنائي المباشر بين واشنطن وطهران . وأبرز مظاهر التوتر الأميركي- السوري رفض واشنطن اجراء اي حوار مع سورية حول العراق على غرار الحوار مع ايران، والضغط الاميركي لمنع استئناف المفاوضات بين اسرائيل وسورية، واتهام واشنطن لدمشق بأنها تقف وراء زعزعة الاستقرار في لبنان في المدة الأخيرة ، من أحداث مخيم نهر البارد إلى اغتيال النائب وليد عيدو والتفجيرات المتنقلة.
وتواصل أميركا سياسة الضغوط على دمشق من خلال لبنان، أي من خلال المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس الحريري، وفي مسألة الحدود بين لبنان وسورية. وفي هذا الإطار جاء قرار منع شخصيات أمنية سورية وسياسية لبنانية حليفة لدمشق من الدخول الى اميركا .
ويرد النظام السوري التوتر المتجدد بين دمشق وواشنطن الى ارتباك وتخبط في السياسة الاميركية نتيجة المأزق العراقي من جهة، والخلافات داخل ادارة الرئيس جورج بوش من جهة ، وتحديدا بين نائب الرئيس ديك تشيني ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس في سعيها الى الانفتاح على سورية وايران.
وأيا تكن أسباب هذا التوتر فإن النتائج والانعكاسات تصيب الوضع اللبناني، تماما كما يحصل مع المبادرة العربية المتعثرة بسبب استمرار الانقطاع بين المملكة العربية السعودية وسورية. والأمر نفسه ينطبق على quot;المبادرةquot; الفرنسية الحذرة بسبب الفيتو الأميركي ضد أي انفتاح فرنسي على سورية في الوقت الراهن، وأيضا التحفظ الاميركي عن دعوةquot; حزب اللهquot; الى طاولة الحوار اللبناني في باريس منتصف هذا الشهر.
وفي وقت توجه فرنسا دعوة رسمية الى quot;حزب اللهquot; وتعتبر العلاقة معه مفيدة على الصعيد السياسي، لتأثيره وحضوره في المعادلة اللبنانية وهو الذي يتولى عمليا قيادة المعارضة، وعلى الصعيد الأمني لحضوره وقوته في الجنوب حيث تنتشر القوة الدولية ، تبدي واشنطن استياء من سياسة فرنسية تعتبر أنها تصب في quot;تعويمquot; الحزب الشيعي وتقوي موقعه، وتمارس ضغوطا متزايدة لإدراجه في اللائحة الاوروبية للتنظيمات الارهابية على غرار quot;حماسquot; . لكن فرنسا لا تزال ترفض وتحول دون تطور الموقف الاوروبي إلى هذا الحد ضد هذا الحزب.