اسلام اباد: قتل 36 شخصا على الاقل في عمليتين انتحاريتين استهدفت احداهما قافلة عمال صينيين الخميس في باكستان، ما غذى مخاوف متزايدة من انتشار الفوضى في البلاد.وفتحت السلطات تحقيقا لمعرفة ما اذا كان الانفجاران وقعا في اطار سلسلة الهجمات التي تلت اقتحام القوات الباكستانية الاسبوع الماضي المسجد الاحمر في اسلام اباد حيث كان يتحصن متطرفون اسلاميون.وبلغت حصيلة الضحايا خلال ستة ايام نتيجة العمليات الانتحارية والهجمات في كل انحاء البلاد 180 قتيلا.
وفجر انتحاري نفسه الخميس لدى مرور قافلة عمال صينيين بمواكبة قوات امن باكستانية في مدينة هب في جنوب ولاية بلوشستان (جنوب شرق)، ما ادى الى مقتل ما لا يقل عن 30 باكستانيا، على ما افادت الشرطة.ولم يصب الانفجار الحافلة التي تقل الصينيين، الا ان السيارة انفجرت وسط محطة حافلات مكتظة بالناس. وبين القتلى ثمانية شرطيين. كما ادت العملية ايضا الى اصابة عشرات الاشخاص الآخرين بجروح.
وقبل ساعات من هذه العملية، اقتحم مهاجم بسيارة مفخخة بوابة معهد لتجنيد الشرطة في مدينة هانغو في الولاية الحدودية الشمالية الغربية على بعد اربعين كيلومترا من الحدود الافغانية.وروى قائد الشرطة المحلية ذو الفقار شيما لوكالة فرانس برس ان السيارة انفجرت من دون ان تتمكن من اصابة حوالى 400 طالب كانوا يتدربون في باحة المعهد.وقتل نتيجة الانفجار طفل وعامل تنظيفات في الطريق وشرطي وثلاثة ركاب في حافلة صغيرة، بينما اصيب حوالى عشرين شخصا آخرين بجروح.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية جواد شيما لوكالة فرانس برس ان quot;موجة الهجمات الانتحارية تهدف الى اثارة الفوضى والبلبلة في البلادquot;، من دون ان يوضح ما اذا كانت العمليتان الاخيرتان على صلة بعملية اقتحام المسجد الاحمر التي تلتها تهديدات صدرت عن المتشددين الاسلاميين بالانتقام.وتؤكد الشرطة المحلية ان الاعتداء في بلوشستان كان يستهدف بلا ريب الصينيين، وان المحققين يتابعون امرين، احدهما يقود الى الاسلاميين المرتبطين بحركة طالبان، والثاني يتعلق بقبائل انفصالية في بلوشستان تقاتل منذ ثلاث سنوات من اجل الحصول على حكم ذاتي وتقاسم افضل لموارد الغاز الطبيعي الموجودة بوفرة في الولاية.
وتقول الشرطة ان العمليات الانتحارية ليست اسلوبا تعتمده هذه القبائل. لكن سبق لها ان استهدفت صينيين من قبل.ونفذت معظم العمليات الانتحارية خلال الايام الستة الماضية في المناطق القبلية في شمال شرق باكستان الحدودية مع افغانستان وتسببت خصوصا بمقتل عسكريين وشرطيين.
الا ان عملية انتحارية نفذت الثلاثاء في وسط اسلام اباد وتسببت بمقتل 17 شخصا على الاقل واستهدفت اجتماعا للمعارضة. وقالت السلطات انها مرتبطة بعملية المسجد الاحمر.وادى الهجوم على المسجد الاحمر والحصار الذي سبقه واستمر اسبوعا الى مقتل مئة شخص معظمهم من المتطرفين.ودعا عدد من القادة الاسلاميين بينهم المسؤول الثاني في تنظيم القاعدة ايمن الظواهري الى الثأر.واعلن الرئيس الباكستاني برويز مشرف الاربعاء ان بلاده تخوض مواجهة مفتوحة مع المتطرفين الاسلاميين، متعهدا بمهاجمة مخابئ المتمردين الضالعين في اعمال العنف.
وتجري اعمال العنف هذه في وقت يواجه مشرف ضغوطا متزايدة من واشنطن لحثه على القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق ضد المتطرفين الاسلاميين وتحديدا في المناطق القبلية حيث تؤكد ان حركة طالبان وتنظيم القاعدة اعادا تشكيل صفوفهما بدعم من باكستانيين اسلاميين.
التعليقات