سياسيون لـ quot;إيلافquot; عن النائب أنطوان غانم
حواري... يحترم الآخر وثابت على مواقفه

ريما زهار من بيروت: عندما يتذكر أصحاب النائب انطوان غانم الذي اغتيل أمس سيرته، يقولون إنه كان حواريًا يحترم الآخرين ويبقى على مبادئه، ويصفونه بالخلوق والمحب والذي تسهل معه الحوارات، كما يطيب التعامل معه، إغتيال النائب أنطوان غانم أتى عشية الإستحقاق الرئاسي، حتى وصفه بعضهم بشهيد الإستحقاق، فما هي الرسالة الموجهة من هذا الإغتيال، ومن المستفيد من مقتله، وإلى متى تتوالى مسلسلات الإغتيالات بعدما لامست الرقم 15 من سياسيين وصحافيين، وهل نسفت الإيجابية التي كانت قائمة في لبنان قبل اغتياله؟

يقول النائب الدكتور سليم سلهب لـ quot;إيلافquot; إن لديه قناعة بأن الرسالة من اغتيال الزميل انطوان غانم هي اغتيال للحق المعتدل والخط الحواري والمعتدل والتوافقي، واعتقد أن هذا الأمر حدث لأن الأجواء في البلد، بعد مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، والاتصالات مع النائب سعد الحريري، توحي بأنه كان هناك جو حواري وتلاق بين البطريرك وبري وكان من الممكن أن نصل الى الاستحقاق الرئاسي بموعده بجو توافقي والانتخابات الرئاسية بغالبية محترمة من المجلس النيابي.

عن الأجواء الإيجابية وهل نسفت اليوم يجيب سلهب: quot;اعتقد ان ردة الفعل التي كان يجب القيام بها أن نبقى بالمسار الايجابي وتكون ردة فعل ضد كل الذين يطمحون بخربطة هذه اللعبة، وتكون ردة فعلنا باستشهاد النائب انطوان منحى لنستفيد منها لنتضامن جميعًا بالخط الحواري والوصول الى الاستحقاق الرئاسي ونكمل بالخط الايجابي نفسه الذي كان موجودًا بالامس.
وعن خوف اللبنانيين من هذه الاغتيالات، يقول سلهب ان ردة الفعل الوحيدة للبنانيين يجب ان تكون بالتضامن والوحدة الوطنية والحوار، وكلما تحاورنا بطريقة حضارية للوصول الى نقطة ايجابية، نصل الى الحل الوحيد للطمأنينة.
اما هل ستجري الانتخابات الرئاسية في موعدها؟ يجيب سلهب: quot;اعتقد انها قد تتأخر عن موعدها ولكن كما قلت يجب ان نذهب باتجاه تسريع الانتخابات الرئاسية ونظهر للعالم اننا نستطيع ان نتفق على رئيس للجمهورية ولدينا النية لذلك.

اما من المستفيد من هذا الاغتيال؟ يقول سلهب كل من لا يريد الحوار ويرفض التعددية الفكرية والسياسية في البلد، هو المستفيد من الامر، وانطوان رمز للمسار الديمقراطي والتعامل والنضال، يجب ان نحافظ على هذا الرمز ونظهر للبنانيين ضرورة حماية هذا الرمز بانتخابات رئاسة جمهورية.
ويتذكر سلهب النائب انطوان غانم، فيقول عنه إنه كانت تربطه به صداقة، وكان هناك حوار دائم معه، حوارات بآراء مختلفة، وفي بعض النقاط كنا نصل لنتيجة وتأثرت بمقتله لأنه كان شخصًا حواريًا بالدرجة الاولى ويحترم الآخر ويبقى على مبادئه، ولم يكن من الراديكاليين، وكان منفتحًا، خسرنا نائبًا في البرلمان له دوره في الوقت الحاضر خصوصًا في منحاه الحواري.
اما هل اصبح لبنان عراق ثان مع هذه الاغتيالات التي تحث في وضح النهار، يقول سلهب هناك منحى قد يوصلنا الى عراق ثان لكن للآن اغلبية السياسيين يرفضون هذا المنحى واعتقد انه لا يكفي أن نرفضها لكن يجب ان نعمل ونجهز كي نرفض هذا المنحى ونفكر بلبنان الواحد، ونصل إلى الدولة اللبنانية القوية وليس الدولة اللبنانية المبعثرة.

حنين

بدوره تحدث النائب السابق الدكتور صلاح حنين لـ quot;إيلافquot; معتبرًا ان الرسالة الموجهة من الاغتيال هي نفسها التي ارسلت من ايام مقتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومقتل الحريري كان الذروة، وتوالت الامور، وكان الاعتقاد ان الرسالة بمقتل الحريري تكفي انما تبين ان الشعب اللبناني يريد ان يستمر ويعيش، ولا يخاف ويريد ان يستعيد استقلاله وسيادته، وآخر الرسائل انطوان غانم.
والرسالة هي للتخويف، وبالعكس الشعب اللبناني متمسك اكثر بسيادته واستقلاله والامثلة كثيرة منها نهر البارد.
ويتحدث حنين عن النائب انطوان غانم فيقول انه كان صديقه، وكان معه من ساحل قضاء بعبدا، ومن المنطقة الانتخابية نفسها، وكان معه من الـ 2000 حتى الـ 2005، وكان هناك صداقة تربطه به وكانا ينسقان في مختلف الامور، وكان معه في قرنة شهوان واللقاء الديمقراطي، وانطوان كان خلوقًا ومحبًا وكل هذه الفترة لم يصدر عنه شيئًا الا امورًا مريحة، والمعرفة التي تربطه به تعود الى العام 1992...الله يرحمه.
اما هل اصبح لبنان عراق ثانيًا فيرفض حنين هذه المقولة، لأن لكل بلد خصوصياته، ولبنان على الرغم من كل ما يحصل لا يزال آمنًا اكثر من العراق.