القدس، وكالات: يجتمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت، اليوم الثلاثاء، وذلك قبل يوم من زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة، وبعد اجتماع وفدين متفاوضين. و يزور الرئيس جورج بوش يوم الأربعاء إسرائيل، و رام الله بالضفة الغربية. وتستغرق هذه الزيارة ثلاثة أيام، وتهدف إلى تفعيل عملية السلام. وفيما يبدو تمهيدا لهذ الزيارة، التقى المتفاوضون، الفلسطينيون والإسرائيليون، في القدس الاثنين لبحث إطار لمفاوضات السلام. وترأس الوفد الفلسطيني رئيس الوزراء السابق أحمد قريع، بينما قادت الوفد الإسرائيلي وزيرة الخارجية تسيبي ليفني. ويحاول الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي التوصل إلى اتفاق على طريقة للتفاوض على القضايا الهامة المختلف بشأنها.

قضايا حساسة

وقال الطرفان إنهما يأملان في الإعلان عن اتفاق للتفاوض بشأن قضايا حساسة كمسألة الاستيطان في المناطق المحتلة، وضع القدس ومسألة اللاجئين، قبل وصل الرئيس الأميركي. وقد تعهد أولمرت و عباس خلال لقاء أنابوليس في شهر نوفمبر الماضي في الولايات المتحدة، بمحاولة التفاوض على اتفاق لإقامة الدولة الفلسطينية، قبل نهاية ولاية الرئيس بوش في يناير/كانون الثاني 2009. لكن محادثات الوفدين الإسرائيلي والفلسطيني، بدأت متعثرة، بعد أن حُصر قريع عند نقطة تفتيش إسرائيلية قرابة الساعة ، عندما كان في طريقه إلى لقاء القدس.

وجاء في بيان صدر عن مكتب قريع، أن دوافع التأخير الناجم عن التوقف عند نقطة التفتيش، دوافع سياسية. وسبق للسلطات الإسرائيلية أن اعتذرت خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، عن حادث مماثل، أغضب الفلسطينيين إلى درجة أنهم ألغوا لقاء كان مقررا تنظيمه آنذاك.

وأكدت إسرائيل إنها ستبلغ بوش بالتزامها quot;بتسريعquot; تفكيك البؤر الاستيطانية العشوائية، المقامة في الضفة الغربية، وفق ما أكده متحدث باسم أولمرت، الاثنين. من جهته كان بوش قد أعلن أنه يتوقع أن تلتزم الحكومة الإسرائيلية بتعهدها بإزالة هذه البؤر- في إطار قبولها المشروط خريطة الطريق الدولية عام 2003- وهو ما تراه السلطة الوطنية الفلسطينية عائقا أمام التوصل إلى أي تسوية سلمية. يُذكر أن معظم هذه البؤر العشوائية بنيت على تلال الضفة الغربية، من قبل المتطرفين اليهود لمنع إقامة الدولة الفلسطينية.

وترى حركة quot;السلام الآنquot; الإسرائيلية اليسارية أن هناك حاليا أكثر من مائة مستوطنة غير قانونية، فيما تلزم quot;خارطة الطريقquot; إسرائيل بإزالة أكثر من 24 مستوطنة تم إقامتها بعد مارس/آذار 2002، وفق ما نقلته وكالة أسوشيتد برس. ومن أبرز هذه البؤر الاستيطانية على قائمة المستوطنات المتوجب إزالتها مستوطنة quot;ميغرونquot; التي تضم 40 أسرة وكنيس يهودي وحضانة.

يُذكر أن أكثر من 100 من أنصار حركة quot;السلام الآنquot; تظاهروا الاثنين مطالبين بإخلاء مستوطنة quot;ميغرونquot; العشوائية في الضفة. فيما أكد المتحدث باسم أولمرت مارك ريجيف أن الظروف تغيرت بعد مقررات مؤتمر quot;أنابوليسquot; في نوفمبر/تشرين الثاني في ولاية ماريلاند الأمريكية، لتفعيل عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. ولفت المتحدث إلى توقع قيام الطرفين quot;بالتحرك قدما لتنفيذ التزاماتهماquot; قائلا إن أولمرت quot;ملتزم بتسريع الأفعال في هذا الشأنquot; في إشارة إلى إزالة المستوطنات غير القانونية.

بدوره أمل منسق الوفد الفلسطيني المفاوض صائب عريقات أن يلتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بإزالة المستوطنات quot;كي نجعل عام 2008 عام سلام.quot; وأوضح أن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية سيطالب بتفعيل اللجنة الثلاثية، الفلسطينية - الإسرائيلية - الأمريكية والتي quot;إتفق في أنابوليس على تشكيلها للعب دور المراقب والحكم على تطبيق الجانبين التزاماتهما بموجب المرحلة الأولى من خريطة الطريق.quot;

وكان أولمرت أصدر أمراً إلى أعضاء حكومته قبل أكثر من أسبوع بعدم البدء في تنفيذ أية مشروعات إنشائية جديدة في الضفة الغربية، دون موافقته شخصياً على ذلك. وأعلنت رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن أولمرت وجه رسالة إلى وزراء الدفاع والإسكان والزراعة، لمطالبتهم بعدم تنفيذ أي مشروع استيطاني في الضفة الغربية بدون quot;موافقة مسبقةquot; من وزير الدفاع ومن رئيس الوزراء الإسرائيلي.

تواصل العمليات في غزّة

ميدانيا، تواصل العنف في قطاع غزّة الاثنين، حيث قتل الجيش الإسرائيلي ناشطين فلسطينيين أثناء اقترابهما من الحدود مع إسرائيل في شمال غزّة، فيما كان أحدهما يحمل سلاحا، وفق ما قاله الجيش الإسرائيلي. من جهتها زعمت حركة الجهاد الإسلامي أن أحد الناشطين هي في الققاع انتحارية فجرت نفسها عند الحدود.

وكان الجيش الإسرائيلي أصدر صور كاميرا مراقبة أظهرت امرأة ورجلا متشابكا الأيدي خلال اقترابهما فيما فتح الرجل نيران سلاحه، ما دفع بالقوات الإسرائيلية إلى الرد، وإصابة الرجل، لتعود المرأة وتحمل البندقية مواصلة إطلاق النار، ليعود الجيشس الإسرائيلي ويطلق عليها النار أيضا. يُذكر أن مسؤولي الدفاع الإسرائيليين قالوا إن أوامر صدرت للقادة العسكريين بتقليص العمليات ضد الناشطين الفلسطينيين في غزّة خلال زيارة بوش للمنطقة.

وكانت إسرائيل قد صعدت الأسبوع الفائت من عملياتها العسكرية ضد الناشطين الفلسطينيين ردا على إطلاق صواريخ الكاتيوشا على بلدة إسرائيلية من القطاع، في وقت تعهد فيه أولمرت في اجتماع لحزبه الحاكم quot;كديماquot; الاثنين، بان إسرائيل في حالة حرب مع حركتي المقاومة الإسلامية quot;حماسquot; والجهاد الإسلامي، وأنها ستتواصل دون quot;تحفظ في كل مكان، في قطاع غزّة والضفة الغربية.quot;

بناء ستين مسكنا إسرائيليا في القدس الشرقية قريبا

وفي هذا السياق افادت صحيفتان اسرائيليتان الثلاثاء انه سيتم بناء ستين مسكنا جديدا في القدس الشرقية، وذلك عشية وصول بوش الى القدس لدفع عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية. وستبنى هذه المساكن في حي راس العمود الفلسطيني حيث تقيم ستون عائلة اسرائيلية على اراض اشتراها المليونير الاميركي ايرفينغ موسكوفيتز قبل 15 عاما. واوضحت صحيفتا هآرتس ومعاريف ان المشروع حصل على كل التراخيص الضرورية من بلدية القدس.

ويمول موسكوفيتز منذ سنوات مشاريع عقارية لجمعيات مستوطنين في القدس الشرقية التي ضمتها اسرائيل. وبحسب هآرتس، فان المشروع الجديد قد يحول دون اقامة ممر للفلسطينيين يربط الضفة الغربية بباحة المسجد الاقصى في القدس القديمة في اطار اقامة دول فلسطينية في المستقبل. وكتبت معاريف ايضا ان مجموعة من اليمين المتطرف اشترت ارضا مساحتها هكتاران تقع بين بيت لحم وجنوب القدس قرب حي جيلو الاستيطاني بهدف اقامة حي اسرائيلي جديد فيها. وذكرت الصحيفة ان حكومة ايهود اولمرت تأمل بعدم التعرض لانتقادات اميركية بصدد هذين المشروعين لاعتبارهما مشروعين عقاريين quot;خاصينquot;.

ويقيم نحو مئتي الف اسرائيلي في 12 حيا جديدا بنيت بعد احتلال القسم الشرقي من المدينة المقدسة في حزيران/يونيو 1967، كما تسكن اكثر من مئتي عائلة اسرائيلية في قلب الاحياء الفلسطينية بينها مئة تقيم في الاحياء المسلمة والمسيحية من القدس القديمة وخمسون في سلوان وخمسون في راس العمود والاخرى في مبان في ابو ديس وشيخ جراح تم تحويلها الى مدارس تلمودية. وحضت السلطة الفلسطينية الاثنين بوش على التدخل لدى اسرائيل لوقف الاستيطان خلال اول زيارة يقوم بها لاسرائيل والاراضي الفلسطينية بين 9 و11 كانون الثاني/يناير. وانتقدت الولايات المتحدة اخيرا بناء مساكن في احياء استيطانية في القدس وذكرت بان المرحلة الاولى من خارطة الطريق، خطة السلام الدولية التي اطلقت عام 2003 وستشكل اساسا للمفاوضات، تنص على تجميد الاستيطان الاسرائيلي.