بروكسل: أعلن إتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا اليوم رسمياً عن إصدار quot; ميثاق المسلمين في أوروباquot;، ضمنها نتائج عمل استمر عدة سنوات لبلورة مواقف موحدة لمسلمي أوروبا تجاه قضايا المواطنة، ومساهمة المسلم في بناء أوروبا الحديثة حيث يدعى كل المواطنين، على اختلاف معتقداتهم الدينية، إلى المشاركة في بناء المجتمع
وقد أكد شكيب بن مخلوف، رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا في كلمة ألقاها في افتتاح حفل إطلاق الوثيقة اليوم في بروكسل، بأن الغاية من هذا العمل هو إظهار أن موقف المسلمين في أوروبا موحد تجاه القضايا التي تمسهم quot; إن الوثيقة تتضمن تشجيعاً للمسلم للمساهمة بشكل فاعل في المجتمع الأوروبي، كما تحثهم على وعي مواطنتهم المبنية على العدالة والمساواة في الحقوق واحترام الاختلافquot;
وتركز الوثيقة الواقعة في عدة صفحات في موادها ال 36 على ضرورة دعم التفاهم المتبادل و العمل من أجل السلام والحياة المشتركة في المجتمعات الأوروبية، quot; إننا ندعو إلى الحداثة والحوار بين مختلف الثقافاتquot;، حسب كلام بن مخلوف، الذي أضاف quot; نأمل أن تساهم مبادرتنا اليوم في تعزيز دور المواطنين المسلمين في بناء مجتمع أوروبي موحد، تحترم فيه الحقوق ويؤدي كل فرد فيه واجباته
وحول هذه الوثيقة، التي وقع عليها حتى الآن أكثر من 400 هيئة ومنظمة إسلامية في مختلف أنحاء أوروبا، يتحدث حسام شاكر، خبير الشؤون الإسلامية وأحد من شاركوا في إعداد هذه الوثيقة، فيقول quot; إن إطلاق هذه الوثيقة أمر هام بحد ذاته، لأنه يعكس وجهة نظر موحدة لمسلمي أوروبا حول طبيعة التحديات التي تواجههم والطموحات التي يسعون لها.
ويقول في رده على أسئلة (آكي) إن هذا الميثاق يؤسس لصورة المسلم الأوروبي كشريك فاعل في بناء مجتمعه وفي عملية التكامل الأوروبي، وهو يتحدث عن القضايا العامة التي تشغل بال المسلمين حالياً وتتعلق بتساؤلاتهم عن مواطنتهم ودينهم quot;فهو في هذه الحال يقدم صورة عن الإسلام لغير المسلمين ويقوم بدور إرشادي للمسلم، إذ يركز على الشباب و المرأة والعائلةquot;
وأضاف شاكر إن الوثيقة لم تقترح إجراءات محددة لحل مشاكل المسلمين، quot; لأن التغيرات مستمرة والاحتياجات تتطور بمرور الزمن، تحدثنا عن قضايا إجمالية ووضعنا مفاتيح وخطوط عريضة للحلولquot;
وحول دور المرأة يضيف quot; احتلت المرأة كما العناصر الشابة مكانة هامة في الوثيقة، إذ هناك مواد تتحدث عن الحقوق الدينية وضرورة حماية حرية اختيار الزي وإقامة الشعائر الدينية دون أي تمييزquot;، quot; ركزنا على ضرورة أن تقوم المرأة بمبادراتها الخاصة للإندماج في المجتمع وعلى ضرورة تأهيلها ودعمها من ناحية ثانية لإثبات نفسها كشريك كامل في النسيج الاجتماعي الإسلامي والأوروبيquot;
وأضاف quot; نحن نعي المشاكل التي يعاني منها الشباب المسلم في أوروبا ومن أهمها التهميش على صعيد العمل، لذلك تحدثنا مطولاً في الوثيقة عن ضرورة التأهيل وتعميق الوعي بالإمكانيات المتوفرة لدى هؤلاء والتي يمكن أن تساهم في تطوير المجتمعات الأوروبيةquot;
إلى ذلك، تضيف مصادر مقربة من اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا بأن هذه الوثيقة قد حظيت برضى سياسي وبرلماني أوروبي، quot;بشكل مبدئي هناك تشجيع من قبل العديد من البرلمانات والسياسيين في مختلف البلدان الأوروبية، بعد أن أطلعت بعض الشخصيات على محتواها، إذ أنها صدرت حتى الآن بالفرنسية والإنكليزية بالإضافة إلى العربية، وهناك مسودات يجري إعدادها حالياً باللغات الألمانية والإيطالية وغيرها وذلك من أجل تعميق التواصل مع مختلف المجتمعات الأوروبيةquot;
ولكن quot; الرضى السياسي الأوروبيquot; لم يترجم في واقع الأمر إلا تشجيعاً على الحوار مع أصحاب كافة المعتقدات الدينية، إذ أكد يوهانز ليتنبرغر، الناطق باسم المفوضية الأوروبية، لدى سؤاله عن رد فعل الجهاز التنفيذي للإتحاد الأوروبي على إطلاق هذا الميثاق بالقول، quot; إن المفوضية الأوروبية تسعى منذ عدة سنوات إلى إطلاق حوار جدي ومعمق مع أصحاب مختلف المعتقدات الدينية، بما في ذلك المسلمين وحتى غير المؤمنين، وذلك من أجل تعميق فهم القيم الإنسانية المشتركة، وتعزيز الوعي بالقيم الأوروبية لدى كل المواطنين الأوروبيينquot;
وأضاف المتحدث quot; من هنا، فنحن نرحب بأي طرف محاور مهما كانت ديانته ومعتقدهquot;، متجنباً بذلك التعليق على ميثاق اليوم على وجه الخصوص
وكانت سلوفانيا، التي ترأس الدورة الحالية للإتحاد الأوروبي، قد أعلنت السنة الحالية 2008، سنة الحوار بين الثقافات، وقد استضافت في الفترة الواقعة بين 7 و8 الشهر الحالي ممثلين عن مختلف الطوائف والمعتقدات الدينية في أوروبا