لندن: كل الصحف البريطانية تحمل هذا الصباح صورة رجل واحد، هو السير إيان بلير، قائد شرطة العاصمة البريطانية والتي تعرف باسم الميتروبوليتان بوليس أو اختصارا بـ: quot; مت quot;.
وتشير صحف الصباح الى أن أرفع ضابط شرطة بريطاني طرد من منصبه في quot;انقلاب دبره المحافظونquot; وذلك في إشارة إلى طلب عمدة لندن الذي ينتمي لحزب المحافظين، بوريس جونسون، من السير إيان عدم الاستمرار في قيادة شرطة العاصمة.
لكن وسط الاهتمام الواسع التي صبته الصحافة البريطانية على نجاح quot;خطة المحافظين في الإطاحة بالسير إيانquot; أطلت السعودية برأسها في الموضوع الأفغاني.
quot;حل أفغانستان يوجد في السعوديةquot;
quot;السعودية تستطيع القضاء على طالبان والقاعدةquot;. هذا هو العنوان الذي اختاره كن كوغلين في الديلي تلغراف.بعد أن يسهب كوغلين في شرح الحالة العراقية وتكاليف الحرب هناك على دافع الضرائب الأميركي وبعد أن يقارن بينها وبين الحالة الأفغانية حيث الوضع الأمني مازال سيئا على الرغم من وجود القوات الأميركية والقوات البريطانية إلى جانب قوات التحالف الدولية وقوات الناتو، يدخل كوغلين إلى صلب الموضوع ويقول إن بداية حل المعضلة الأفغانية قد تكون المملكة العربية السعودية.
quot;فخلال التاريخ المضطرب للحرب على الإرهاب، كان دور السعودية محوريا. فغالبية منفذي هجمات الحادي عشر من سبتمبر كانوا مواطنين سعوديين، كما أن منظمة أسامة بن لادن الإرهابية تلقت تمويلها الرئيسي من السعوديين كجزء من مساهمتهم في طرد الاتحاد السوفيتي من أفغانستان في الثمانينيات.quot;
ويضيف كوغلين أن quot;الأمير تركي الفيصل، رئيس استخبارات المملكة السابق والذي عمل لفترة وجيزة كسفير لبلاده في لندن، يعرف بن لادن جيدا وقد قابله عدة مرات عندما كان زعيم القاعدة ينشئ منظمته في أفغانستانquot;.
quot;كما أن السعوديين لديهم صلات جيدة مع طالبان، حيث مولوا معظم المدارس الدينية المتطرفة في باكستان والتي فرخت ما بدا أنه إمداد لا ينتهي من المقاتلين الشباب المستعدين للتضحية بحياتهم من أجل القيام بهجمات انتحارية.quot;
ويصل كوغلين إلى الذروة في مقاله عندما يكتب قائلا: quot;إذا كان لأي دولة القدرة على القضاء على الأنشطة الإجرامية لطالبان والقاعدة، فهي المملكة العربية السعودية، وهي النقطة التي ينبغي نقلها للأمير تركي عندما يقوم بزيارته الرسمية إلى لندن هذا الشهر لمناقشة العلاقات الأمنية الثنائيةquot;.
quot;على القوى الغربية أن تعيد التفكير بشكل جذري في كيفية تحقيق أهدافها في أفغانستان. وإقناع السعوديين كي يكونوا أكثر إسهاما في حل الصراع هناك ليست نقطة سيئة للبدء.quot;
quot;انقلاب المحافظين المباغتquot;
تحت عنوان: quot;مؤامرة المحافظين التي أدت إلى خروج قائد شرطة متquot;، قالت صحيفة الغارديان إنها علمت أن quot;السير إيان بلير أجبر على الاستقالة بعد انقلاب دبره المحافظون من خلال بوريس جونسون، والذي أصر على أنه لا توجد حاجة لوجود قائد دائم لشرطة العاصمة حتى يدخل المحافظون داونينج ستريت (حيث مقر رئيس الوزراء).quot;
وتضيف الغارديان أنه في quot;عرض دراماتيكي بين الرجلين، أوضح عمدة لندن أن على السير إيان مغادرة منصبه كمفوض لشرطة العاصمة. ويقول أصدقاء إيان أنه عندما اقترح الليلة الماضية أن يبقى في منصبه إلى حين العثور على بديل له، قيل له: لا نريد تعيين خليفة لك. سنرتب الأمر بحيث يتولى شخص المهمة بالإنابة إلى حين وصول وزير داخلية من المحافظين.quot;
وبعد أن تستعرض الصحيفة الرسائل التي تبادلتها وزيرة الداخلية جاكي سميث مع كل من جونسون وإيان، والتي اتهمت فيها الأول بعدم المسؤولية وعدم إتباع القواعد الصحيحة، وأثنت فيها على الثاني، تقول الغارديان إن quot;جونسون اتخذ خطوته (بالاستغناء عن خدمات إيان) خلال ساعات من سيطرته على سلطة شرطة العاصمة، حيث دعا إيان إلى اجتماع مغلق في سيتي هول، مقر العمدة وأبلغه فيه بقراره.
ووفقا لأصدقاء إيان فإن قائد شرطة العاصمة السابق كان في إمكانه رفض القرار ولكنه آثر الاستقالة لحماية المؤسسة التي يديرها وعلاقتها مع عمدة لندن.
وتقول الغارديان إن جونسون اتخذ خطوته دون انتظار نتائج ثلاث تحديات كبيرة للسير إيان وهي التحقيق في إطلاق النار وقتل المواطن البرازيلي جين شارلز دي منزيس للاشتباه في كونه مفجرا انتحاريا بعد تفجيرات لندن عام 2005، والانتهاء من قضية تمييز عنصري مرفوعة على السير إيان من مساعده طارق غفور، وتحقيق آخر من قبل مفتش جلالة الملكة في رسو عطاء خاص بشرطة العاصمة وقيمته ثلاثة ملايين جنيه إسترليني على أقرب صديق للسير إيان.
أما الاندبندنت فربما تكون قد عبرت عن رأيها من خلال الكاريكاتير المنشور فيها والذي يظهر فيه السير إيان مرتديا بدلته العسكرية الكاملة ورأسه مسجى على مكتبه بعد أن أطلق النار على رأسه من مسدسه وانتحر. وفي الخلفية يقف بوريس جونسون مبتسما فيما يقول له رجل يقف إلى جانبه: على الأقل أطلق النار هذه المرة على الرجل الصحيح!، وذلك في إشارة إلى حادثة قتل دي منزيس.
ساركوزي ودعم المصارف
بالطبع لم تخل الصحف البريطانية من تغطية الأزمة التي يمر بها الاقتصاد العالمي وانعكاساتها على الاقتصاد البريطاني.
في صحيفة التايمز نطالع خبرا حول خطة طموحة للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يريد من خلالها أن تقوم الدول الأوروبية من خلال الاتحاد الأوروبي بدعم البنوك الأوروبية المتعثرة بمبلغ 300 مليار يورو.
وتقول التايمز أن الرئيس الفرنسي يضغط على رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون لدعمه في خطته الطموحة وذلك في الوقت الذي يتعرض فيه براون لضغوط متزايدة من البنوك البريطانية القلقة من الخطوة أحادية الجانب من قبل جمهورية أيرلندا بدعم جميع الودائع البنكية في البنوك الايرلندية دون سقف لهذا الدعم وهو ما أدى إلى هروب الودائع البريطانية إلى ايرلندا.
وقد قال اتحاد المصارف البريطانية أن هذه الخطوة تتناقض مع مبادئ المنافسة وأن الاتحاد سيثير المسألة مع دبلن.
وتضيف التايمز أن بعض البنوك تريد الرد البريطاني واضحا وهو دعم الودائع في البنوك البريطانية دون سقف.
التعليقات