لندن: تنوعت اهتمامات الصحف البريطانية ورغم تناولها للعديد من القضايا السياسية والاقتصادية الداخلية البريطانية الا ان شؤون العالم كان لها نصيب وافر وحظيت بالتحليل والتغطية المفصلة.

ازمة الغذاء العالمي
ففي باب تناولها لازمة الغذاء العالمي نقلت صحيفة الجارديان عن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون تحذيره من تأثير هذه الازمة على التطور العالمي في كلمته امام مؤتمر التجارة والتنمية الذي عقد في العاصمة الغانية اكرا.

واضاف كي مون ان ارتفاع اسعار الغذاء في العالم سيؤدي الى تبديد التقدم الذي تم احرازه في سبيل الوصول الى الهدف الذي التزم به المجتمع الدولي بتخفيض عدد الجياع في العالم الى النصف بحلول عام 2015.

وتنقل الصحيفة عن جي مون تحذيره من الابعاد المتعددة لهذه الازمة وتحولها الى ازمة عالمية تلقي بظلالها على التقدم الاقتصادي والاجتماعي والاستقرار السياسي ما لم يتم يتصدى لها المجتمع الدولي.

وتشير بيانات البنك الدولي الى ان اسعار المواد الغذائية ارتفعت باكثر من 83 بالمائة خلال السنوات الثلاث الماضية.

وقد وصف مقرر الامم المتحدة الخاص بالغذاء جان زيجلر ازمة الغذاء التي يعاني منها العديد من سكان العالم بانها quot;قتل جماعي بصمتquot;، محملا زيادة انتاج الوقود العضوي وسياسة دعم الصادرات في الاتحاد الاوروبي وغيرها من العوامل المسؤولية عن هذه الازمة.

زيارة دعم
وفي باب تناولها للشأن العراقي قالت صحيفة الفايناشيال تايمز ان الزيارة المفاجئة لوزيرة الخارجية الاميركية كوندليزا رايس الى العراق هدفت الى اظهار الدعم الاميركي لرئيس الوزراء العراقي المالكي في تصديه لرجل الدين الشيعي quot;المتطرفquot; مقتدى الصدر.

وتشير الى ان هذه الزيارة جاءت بعد يوم من الاعلان عن مقتل 20 مسلحا من اعضاء جيش المهدي التابع للصدر وتهديد الاخير باعلان حرب مفتوحة على الحكومة على العراقية ما لم يوقف المالكي الحملة العسكرية التي تستهدف مسلحي جيش المهدي.

وتقول الصحيفة ان قوات التحالف والساسة العراقيين كانوا مترددين في البداية في دعم خطة المالكي للتصدي لمسلحي جيش المهدي، خاصة بعد رفض المئات من عناصر الجيش والشرطة العراقية خوض القتال ضد جيش المهدي في مدينة البصرة قبل اربعة اسابيع

لكن مؤخرا ظهرت مؤشرات تدل على ان السنة في العراق والقيادات السياسية العراقية راضية عن المواقف الحازمة التي اتخذها المالكي في المعركة التي يخوضها ضد quot;العناصر المارقة quot; في جيش المهدي.

وتشير الصحيفة الى ان الصدر لا يزال حتى الان ملتزما بوقف الهجمات على القوات العراقية والاميركية رغم الضغط الذي يتعرض له من قبل اتباعه للسماح لهم بأستئناف شن الهجمات على القوات الاميركية والعراقية.

دعاية
صحيفة الاندبندنت تتحدث عن كيفية استخدام وزارة الدفاع الاميركية لوسائل الاعلام للترويج لغزو العراق عام 2003 وتبرير التعذيب الذي تعرض له المعتقلون في معسكر جوانتنامو عن طريق بناء قنوات اتصال مع المحللين العسكريين الذين كانت تستضيفهم محطات التلفزيون مثل سي ان ان وسي بي اس من اجل كسب عقول وقلوب الاميركيين قبل غزو العراق.

وتنقل الصحيفة عن المحلل العسكري في محطة quot;ان بي سيquot; والمدرس في مدرسة الدفاع الوطني في الولايات المتحدة كنيث الارد ان الدعاية التي قامت بها وزراة الدفاع في هذا الشأن كانت عبارة عن quot;حملة منظمة وفعالة وعملية اعلامية معقدةquot;.

ونقلت الصحيفة عن صحيفة نيويورك تايمز الاميركية التي اماطت اللثام عن هذه الحملة انه كانت هناك علاقات وثيقة بين ادارة بوش والضباط العسكريين السابقين الذين قاموا بدور المحللين العسكريين في محطات التلفزة الواسعة الانتشار في الولايات مثل سي ان ان وغيرها.

وكان البنتاجون يقوم بتقديم معلومات استخبارية سرية لهم وتنظم لهم رحلات بهدف التأثير على مواقفهم اثناء تقديمهم المقابلات التلفزيونية.

كما تنقل الصحيفة عن المحلل العسكري السابق في محطة فوكس نيوز التلفزيونية الاميركية روبرت بيفيلاكوا ان ادارة بوش كانت تقول لهم قبل غزو العراق quot;نريد ان نقف خلفكم ونحرك شفاهكمquot; لتقولوا ما نريده.

واضافت الصحيفة نقلا عن الصحيفة الاميركية quot;ان التسجيلات والمقابلات تظهر ان ادارة بوش استغلت سيطرتها على مصادر المعلومات بهدف تحويل المحللين الى احصنة طروادة داخل وسائل الاعلام للتأثير على تغطية وسائل الاعلام للمواضيع المتعلقة بالارهابquot;.

من جانبها قالت وزارة الدفاع الاميركية ان المعلومات التي قدمتها للمحللين كانت دقيقة.

يذكر ان العديد من المعلقين والمحللين العسكريين لهم علاقات بالشركات المتعاقدة مع وزارة الدفاع لتزويدها بالمعدات التي تحتاجها الوزارة اثناء استعدادها للحرب وهو الامر الذي لم يتم اطلاع المشاهدين عليه.