باريس: حذرت الخبيرة الفرنسية في الشؤون الباكستانية مريام أبو ذهب، من أن هجمات الجيش الأميركي ضد مواقع في باكستان والتي تسفر عن سقوط مدنيين هي quot;لعبة خطرة للغايةquot;، وتضع الجيش الباكستاني في وضع quot;حرجquot; للغاية.

وقالت أبو ذهب، الباحثة في (مركز الدراسات والأبحاث الدولية في باريس)، في تصريحات لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء quot;لا أحد يصدق في باكستان أن هذه الهجمات تتم دون موافقة الحكومة الباكستانية، وما يحسب حسابه هو نظرة الناس إلى هذه الهجمات فالكل يعتقد أن الحكومة أعطت موافقتها كما كانت تتم الأمور في عهد الرئيس الأسبق برويز مشرفquot;، وأضافت quot;أعتقد أن غاية الأميركيين عبر هذه الهجمات تتمثل بتوجيه رسالة إلى باكستان في مرحلة الانتخابات الأميركيةquot;, وأوضحت أن quot;الأميركيين متورطون للغاية في أفغانستان ويحاولون فتح جبهة جديدة في باكستانquot;. وذكرت أن المرشح الديمقراطي باراك أوباما ينتقد الجمهوريين ويتهمهم بأنهم لا يقومون بما يكفي في أفغانستان، وبالتالي ـ حسب أبو ذهب ـ quot;ربما يريد الجمهوريون عبر الهجمات في باكستان التأكيد على قدرتهم على القصف في هذا البلدquot;، وفق تعبيرها.

ونبهت الباحثة المختصة بالشأن الباكستاني أن تصاعد الهجمات الأميركية ضد مواقع في باكستان quot;قد تقود إلى اتحاد مقدس بين الجيش والقبائل لأن الأمر يتعلق بالدفاع عن الأرض وعن الأمن القوميquot;، ورأت أن الهجمات الأميركية تضع الجيش الباكستاني في quot;وضع حرج للغايةquot; لأنه مضطر للحفاظ على الحد الأدنى من المصداقية وأن يدين هذه الهجمات بشدة وفي الوقت نفسه يقوم بالمعركة نفسها وقد عزز عملياته منذ آب/ أغسطس الماضي. وأضافت quot;تزعزع هذه الهجمات استقرار الحكومة الغير مستقرة أصلا، وقد يقود يوما إلى عودة العسكر إلى الحكمquot;، واستطردت quot;ربما هذا ما يتمناه الأميركيون ولكن ليس الباكستانيينquot;، ورأت أن استمرار الأوضاع بهذه الطريقة quot;يوفر ذريعة للأحزاب الدينية التي خسرت الانتخابات لتعبئة الناس وحضهم على النزول إلى الشارع، وخاصة في ظل تنامي مشاعر العداء لأميركاquot;، وقالت quot;إنها لعبة خطرة وقد تزعزع استقرار المنطقة بكاملهاquot;، على حد وصفها.

وأوضحت أبو ذهب أن الأميركيين يحاولون استخدام الطريقة التي اتبعوها في العراق ضد القاعدة في أفغانستان وباكستان، أي دعم القبائل ضد المتمردين من الطالبان. وقالت quot;هناك بوادر تشير إلى بدء لجوء الأميركيين إلى هذه الإستراتيجية لأنهم يعتبرون النموذج العراقي ناجحاquot;، وأضافت quot;نرى الآن أن هناك قبائل كثيرة تتسلح، وهي مسلحة وممولة من الأميركيين الذين يبحثون عن تقوية الأخيار لمحاربة الأشرار، وفق مفهومهمquot;. وحذرت من هذه الإستراتيجية، بالقولquot;لا يجب أن نعتقد هذه الوسيلة تحل الأمور الأساسية وليس عبرها سنحل الأمر بالقضاء على الطالبان فغالبا ما تنجم عن تصفية حسابات محلية وتورط الناس في حرب أكبر منهمquot;. ورفضت الباحثة المعروفة اعتبار المرحلة الأخيرة أنها quot;آخر مرحلة من الحرب ضد الإرهابquot;، وقالت quot;على العكس فقد بدأت للتو ولا ندري إلى أين ستقودquot;، وفق تعبيرها.