اعتدال سلامه من برلين: تعمد البرلمان الاتحادي تمديد عمل الوحدات الالمانية في افغانستان، ضمن مهمات قوات السلام إيساف، بعد إضافة الف جندي ليصل العدد الى 4500 جندي، تعمد التمديد 14 شهرا، اي حتى شهر كانون الاول( دسمبر) عام 2009 كي لا يتقاطع التاريخ مع تاريخ الانتخابات العامة وهي في شهر اكتوبر العام المقبل.

وعلى الرغم من التمديد الا ان هذه المهمات تلاقي انتقادات داخلية وخارجية. فعلى الصعيد الداخلي وجهت انتقادات كثيرة للحكومة مع قرار التمديد لاعتبار ان الجنود الالمان لا يمكنهم ان يبقوا الى الابد في افغانستان.

وهذا ما اشار اليه بيتر رامزاور رئيس الكتلة الاقليمية للحزب المسيحي الاجتماعي في البرلمان الاتحادي، خلال جلسة البرلمان ، الذي طالب بوضع استراتيجية لتحديد مدة عمل الجنود الالمان هناك ، وكما قال لا يمكننا ان نبقيها الى ما لا نهاية في شمال افغانستان.

ولقد حذر وزير الخارجية فرانك فلتر شتاينماير الحزب المسيحي الاجتماعي من تقاعسه في تحمل المسؤولية عبر التطرق الى موعد انسحاب الجنود الالمان، وقال ان توفير القناعة الضرورية لالتزام المانيا في استتباب السلام في افغانستان ليس سهلا، وذلك لوجود قوى تذر الرماد في العيون بلجوئها الى المطالبة بتحديد موعد لسحب الجنود بسرعة من هناك.

أما قائد القوات الالمانية في العاصمة كابول الكولونيل هانس لوتر دومروزه فيؤكد بان القوات الالمانية سوف تبقى في افغانستان خمسة أعوام على الاقل، فالمخططات الموضوعة لاعادة اعماره لا تنهي قبل عام 2013.

والمشكلة الاخرى هي تكاليف المهمات العسكرية في افغانستان التي ستثقل كاهل الخزينة الالمانية، فهي تشكو من الديون ومن الازمة المالية الدولية التي لا يمكن معرفة افقها حتى الان. فالحسابات السابقة للمهمات في افغانستان لم تعد تتطابق مع المتطلبات الحالية خاصة مع رفع التواجد العسكري. وبدلا من 487 مليون يورو على المجلس توفير 688 مليون يورو سنويا.

والضغط الخارجي يأتي من الادارة الاميركية حيث حذر وزير الدفاع الاميركي روبرت غيت من التحدث بالسوء عن المهمات العسكرية في افغانستان، ميرا الى ان القوات الدولية تواجه تحديات كبيرة هناك. لكنه في نفس الوقت طالب برلين بزيادة مساهمتها عدة وعتادا وتوسيع رقعة تواجد جنودها لمساندة القوات الاميركية والكندية والبريطانية في المناطق الساخنة، وهذا ما ترفضه كل الكتل البرلمانية المشاركة في الائتلاف الحاكم ، رغم ارسال برلين عددا اضافيا من طائرات استطلاع للعمل تحت امرة القوات الاميركية.

ويطالب غيت حكومات الاطلسي بارسال 15 الف جندي اضافي على الاقل الى افغانستان، وهذا يعني ان المانيا قد لا تكتفي بالالف الذي زادته بل قد ترفع العدد ، لكن ليس الان بل بعد الانتخابات العامة خريف عام 2009.