كامل الشيرازي من الجزائر: دخل مسلسل الانقسامات داخل تنظيم quot;الإخوان المسلمينquot; في الجزائر، فصلا جديدا، بإقدام قيادة حركة مجتمع السلم (واجهة الإخوان هناك)، اليوم، على تجميد عضوية نائبين في مجلس الشعب، وهو ما يمثل منعرجا جديدا يؤشر على تأجج المواجهة واستعار فتيل الأزمة الناشبة بين فرقاء quot;إخوانquot; الجزائر منذ شهر فبراير/شباط الماضي، حيث أفضى التمزق الحاصل إلى انقسام (الإخوان) هناك إلى جناحين الأول بزعامة وزير الدولة من دون حقيبة quot;أبو جرة سلطانيquot;، والثاني بقيادة غريمه النائب والوزير السابق quot;عبد المجيد مناصرةquot;.
وبرّر أتباع سلطاني استبعاد النائبين quot;زين الدين بن مدخنquot; وquot;عبد العزيز منصورquot; بـquot;ارتكابهما تجاوزاتquot; وquot;إصدارهما بيانات مسيئة لسمعة الحركة وخدشهما هيبتهاquot;، في سيناريو يفسح المجال واسعا أمام دخول عملية (كسر العظام) أوجّها بين طرفي الصراع، خصوصا مع إعلان 31 برلمانيا محسوبين على الإخوان تمردهم على سلطاني، وعدم التزامهم بأي من قراراته، سيما في تصويتهم على مختلف المشاريع الحكومية التي ستطرح على غرفتي البرلمان اعتبارا من الدورة الخريفية الحالية، وهو ما قرأه مراقبون على دخول إخوان الجزائر وواجهتهم الرئيسية quot;السلمquot; وهي أحد أضلاع الائتلاف الحاكم لـquot;نفق مظلمquot; يهدّد توازنات الحزب وتحالفاته على مبعدة أشهر على تنظيم انتخابات الرئاسة.
ويتهّم غرماء quot;أبو جرة سلطانيquot;، الأخير بـquot;التفرد في اتخاذ القراراتquot; وquot;تكريس التهميش والإقصاءquot; وتعاطيه مع الناشطين على أساس quot;التبعية والولاءquot;، وهي محاذير قال المنشقون أنّها quot;زادت من تهديد وحدة الصف'' و''التسبب في جملة من الاختلالاتquot;، كما أعاب الغاضبون على سلطاني ''جنوح الأخير إلى المماطلة ومحاولته فرض سياسة الأمر الواقع''، وهو ما جعلهم quot;يتحمّلون مسؤولياتهم التاريخيةquot; على حد ما ورد على لسان متحدث باسمهم.
ويتوعد المنشقون باستمالة جميع نواب quot;السلمquot; في البرلمان، في خطوة ستحرج وزير الدولة من دون حقيبة سيما في مدى تجسيد التزاماته مع شريكيه quot;جبهة التحريرquot; وquot;التجمع الديمقراطيquot;، علما أنّ الخارجون عن سلطاني يعتزمون الذهاب بعيدا في خططهم إلى غاية استبعادهم خليفة الراحل محفوظ نحناح من كرسي الزعامة، بالمقابل، يتجاهل سلطاني تحركات مناوئيه، رغم تفاقم حدة الانشقاقات منذ افتكاك وزير الدولة من دون حقيبة لولاية ثانية على رأس التشكيلة إلى غاية العام 2013.
وشهدت الفترة السابقة تنحي ثلاثة قيادات بارزة فضلا عن المئات من كوادره، ما يكشف عمق الهوة التي باتت يشهدها quot;الإخوانquot; في الجزائر رغم سلسلة وساطات قام بها علماء دين وشخصيات معروفة وكذا قيادات في تنظيم الإخوان بمصر آخرها بلندن قبل أشهر.