عودة 12 ألف عائلة مهجرة وحظر للتجول في الحلة
بغداد: نرفض أي أساليب قسرية أميركية للموافقة على الإتفاقية

أسامة مهدي من لندن: أكدت الحكومة العراقية رفضها لأي أساليب قسرية أميركية من أجل الموافقة على الإتفاقية الأمنية الطويلة الأمد التي يجري التفاوض حولها بين البلدين حاليًا... فيما أكد الناطق باسم خطة فرض القانون اللواء قاسم عطا أن القوات العراقية قادرة على تغطية أي إنسحاب للقوات الأميركية أو توقف مشاركتها في العمليات المسلحة معها، وقال إن حوالى 12 ألف عائلة مهجرة قد عادت إلى مناطق سكنها الأصلية بينهما 431 مسيحية. وأشار إلى الكشف عن خمسة مخابئ للاسلحة بمدبنة الصدر ومصادرة طن ونصف من مادة الفيسفور السامة الشديدة الانفجار .. في وقت أعلن عن حظر للتجول في مدينة الحلة عاصمة محافظة بابل استعدادًا لتسلم ملفها الامني من القوات الاميركية غدًا الخميس.

وقال الناطق باسم الحكومة العراقية الدكتورعلي الدباغ إن الحكومة العراقية قد تلقت بقلقٍ بالغ التصريحات التي أطلقها الأدميرال مايكل مولن رئيس أركان القوات الأميركية والذي حذر فيها العراقيين من عواقب عدم التوقيع على الإتفاقية مع واشنطن. وأكد الدباغ في بيان صحافي الى quot;ايلافquot; اليوم أن هكذا تصريحات هي ليست موضع ترحيب في العراق وأن العراقيين بكل قواهم السياسية يدركون حجم مسؤولياتهم وهم يقدرون أهمية التوقيع على الإتفاقية من عدمها بالشكل الذي يرونه مناسبًا وأنه لا يجب أن تفرض طريقة قسرية على حرية إختيارهم ومن غير المناسب التخاطب مع العراقيين بهذه الطريقة.

وكان الادميرال مولن قد حذر أمس من أن quot;الوقت ينفذ امامنا بشكل واضحquot; في اشارة الى ضرورة الموافقة على الاتفاقية. واضاف أنه عندما ينتهي تفويض الامم المتحدة في 31 كانون الأول (ديسمبر) المقبل فإن القوات الامنية العراقية لن تكون جاهزة لتتولى الامن وفي هذا الصدد هناك احتمال كبير لحدوث خسائر ذات عواقب جسيمة. واضاف ان من الواضح ان الايرانيين يبذلون اقصى جهودهم للتأكد من عدم تمرير الاتفاقية.

وقال إن الدبلوماسيين الاميركيين وكبار القادة العسكريين في العراق، بذلوا جهودًا استثنائية للتوصل الى هذه النتيجة النهائية من جانب الولايات المتحدة، وذلك في اشارة منه الى ان الولايات المتحدة لن تعيد فتح باب المفاوضات مجددًا حول بعض البنود، كما تطالب بعض الاطراف العراقية وخصوصا الائتلاف الشيعي. وختم ارفع مسؤول عسكري اميركي مؤكدا ان الوقت حان لكي يتخذ العراقيون قرارًا. وجاءت تصريحات الناطق الرسمي العراقي هذه ايضًا في وقت تواجه فيه الاتفاقية الامنية صعوبات في التوصل الى اتفاق حولها تمهيدًا لتوقيعها.

وقالت الحكومة العراقية امس بعد دراستها لمسودة الاتفاقية انها بحاجة الى تعديلات عدة لتكون مستوفية لشروط الحفاظ على سيادة العراق. لكن وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس رد بالقول إن واشنطن لا تريد تغيير مشروع الاتفاية التي ستحكم وجود القوات الاميركية. واضاف quot;هناك تردد اميركي كبير في خوض تفاصيل عملية الصياغة أكثر من ذلك.quot; وحذر من أن الاخفاق في الوصول إلى اتفاق بشأن وضع القوات الاميركية أو تجديد التفويض الذي تمنحه الامم المتحدة للولايات المتحدة معناه quot;بالاساس التوقف عن عمل أي شيءquot;. واوضح قائلا quot;يوجد احتمالان فقط.. اتفاق بشأن وضع القوات أو تجديد تفويض الامم المتحدة. وبالنسبة إلى العودة الى الامم المتحدة في هذا التوقيت فلا يوجد ضمان على أن تتم العملية بسلاسة. ولهذا فإن هذا ليس حلاً من دون معاناةquot;.

اللواء عطا: عودة 12 ألف عائلة مهجرة ومستعدون لنحل بدل القوات الاميركية

هذا وقال الناطق بإسم خطة فرض القانون في بغداد اللواء قاسم عطا خلال مؤتمر صحافي اليوم ان القوات العراقية متحسبة لاية ظروف طارئة في ما يتعلق بانسحاب القوات الاميركية من العراق او وقف مشاركتها في عمليات عسكرية مع القوات العراقية . واضاف ان قوات وزارة الدفاع العراقية تضم حاليًا 17 فرقة عسكرية . وشدد بالقول quot;ان قواتنا متحسبة لكل التطورات وقادرة ومستعدة لتولي المسؤوليات الامنية في انحاء البلادquot;.

واضاف الللواء عطا ان 11 الف و738 عائلة مهجرة قد عادت الى مناطق سكنها الاصلية بينها 431 عائلة مسييحية . واشار الى ان القوات الامنية متحسبة لمواجهة التهديدات التي حملتها تحذيرات لمجموعات مسلحة للعائلات من مواصلة عودتها وذلك من خلال منشورات او اتصالات هاتفية . واوضح ان الحكومة عازمة على انجاز برنامجها في عودة العائلات المهاجرة من الاردن وسوريا ومصر والتي وصل المئات منها الى العراق فعلاً خلال الاسابع القليلة الماضية.

وقال إن القوات العراقية اكتشفت طنًا ونصف الطن من مادة الفيسفور شديدة الانفجار التي تصيب البنايات بالدمار وتستخدم في تفخيخ السيارات وذلك بقرية quot;البطةquot; بمنطقة النهروان شرق بغداد. واشار الى العثور على اكبر 5 مخابئ للاسلحة في مدينة الصدر تضم كميات من الاسلحة والاعتدة وملابس شرطة. واوضح ان هذه المخابي ضمت 375 قذيفة هاون و48 قاذفة و15 رشاشًا و33 صاروخ كاتيوشا و و5 قواعد اطلاق صواريخ اضافة الى 10165 من الاعتدة المتوسطة واسلاك التفجير و1352 قطعة سلاح و35 عجلة لاتحمل اوراقا رسمية ثبوتية . واشار الى ان هناك خططا لافتتاح عدد من جسور وشوارع بغداد المغلقة لتخفيف الاختناقات المرورية، موضحًا ان هناك اليوم في العاصمة مليون و330 الف عجلة ودراجة بخارية.

واشار اللواء قاسم عطا الى ان اكتشاف مخابيء الاسلحة هذه جاء بتعاون المواطنين مع رجال الجيش في الادلاء بالمعلومات التي قادت اليها داعيا المواطنين الى الابلاغ عن اي اعمال مشبوهة لتأمين مناطقهم من الاعتداءات الارهابية التي قد تطالهم. وفي وقت سابق اكدت القوات الاميركية في العراق في بيان الى quot;ايلافquot; ان معلومة مقدمة من مواطن قادت الجيش العراقي الى اكبر مخبأ للاسلحة واكثره صلاحية للاستخدام بمدينة الصدر معقل رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في بغداد.

وقال المتحدث باسم الفرقة المتعددة الجنسيات في الشمال الرائد في الجيش الاميركي بيغي كاغيلري quot; انه لنصر كبير لشعب العراق عندما تقوم قواتهم للامن العراقية بأظهار القابلية على الكشف والعثور على هذه الموجوداتquot;. وفي بغداد ايضًا اصيب مدنيان بجروح اليوم جراء ثالث انفجار لعبوات ناسفة غربي العاصمة. وقال ان عبوة ناسفة كانت مزروعة على جانب الطريق انفجرت في منطقة المنصور غربي بغداد ما اسفر عن اصابة مدنيين اثنين بجروح. وأشار الى ان الانفجار تسبب ايضا باحداث اضرار في احدى السيارات المدنية .

ويعد هذا الانفجار الثالث من نوعه في بغداد اليوم بعد ان انفجرت في وقت سابق عبوتين ناسفتين وسط العاصمة اسفرتا عن مقتل مدني واحد وجرح ستة آخرين. وفي مدينة الموصل الشمالية اعتقل الجيش العراقي اربعة اشخاص بعد العثور على مخبأ للأسلحة داخل مبنى خلال دورية عسكرية . وضم المخبأ 144 رأسًا حربيًا لقاذفة ار بي جي وبندقية كلاشينكوف ومسدس.

حظر للتجول في الحلة استعدادًا لتسلم الملف الأمني

الى ذلك، اعلنت السلطات المحلية بمحافظة بابل (100 كم جنوب بغداد) عن فرض حظر للتجول بدءًا من مساء اليوم في مدينة الحلة عاصمة المحافظة استعدادا لاستلامها الملف الامني من القوات الاميركية غدًا الخميس. وسيبدأ حظر التجول من الساعة السادسة وحتى اشعار اخر ويشمل مدينة الحلة وحدها والتي نشرت عند مداخلها نقاط تفتيش عسكرية في حين تم اعلان حال الاستنفار القصوى بين اجهزة الجيش والشرطة في المحافظة.

وستكون محافظة بابل الثانية عشر التي تتولى شؤونها الامنية من بين المحافظات العراقية الثمانية عشر حيث اشار محافظها سالم السلماوي في مؤتمر صحافي إن القوات الامنية العراقية في المحافظة اصبحت جاهزة لتسلم الملف الامني من القوات الاميركية خاصة بعد ان اثبتت قدرتها على تنفيذ واجبات كبيرة لمكافحة الارهاب بمعزل عن مساندة القوات الاميركية. وستكون محافظة بابل بذلك المحافظة الثانية عشر التي تتسلم ملفها الامني من القوات المتعددة الجنسيات وكان اخر هذه المحافظات هي الانبار الغربية التي تسلمت ملفها الامني مطلع الشهر الماضي.

ومن جهته قال اللواء الركن عبد الامير كامل، آمر اللواء 31 في الجيش العراقي الذي يرابط في محافظة بابل إن قواته ldquo;تسلمت اجهزة ومعدات كبيرة ساعدت في الارتقاء بجاهزيتها واستعدادتها لتسلم الملف الامنيrdquo;. واشار الى ان ldquo;الحوادث والخروقات التي نفذها الخارجون على القانون مؤخرًا، وانتصار القوات الامنية عليها خير دليل على التقدم الحاصل للقوات في المحافظةrdquo;.

ومن جهته اعلن مجلس محافظة واسط (160 كم جنوب بغداد) انه سيتم تسلم الملف الامني في المحافظة مع نهاية الشهر الحالي برغم تحفظه على ثلاثة نقاط ضمن مذكرة التفاهم المزمع توقيعها مع القوات المتعددة الجنسيات. وقال محمد حسن جابر رئيس مجلس المحافظة ان مذكرة التفاهم الخاصة بتسليم الملف الامني للقوات العراقية في محافظة واسط تضمنت عددا من الاتفاقيات والبنود عند المجلس بعضها اعتيادية فيما اعترض على ثلاثة منها.

واضاف ان النقاط الثلاث المعترض عليها تتضمن مكان وجود قوات المتعددة لانه قريب جدا من المناطق السكنية وبالتالي يمكن ان يؤدي ذلك الى مشاكل اضافة الى مطالبة المجلس أن تكون كافة تحركات القوات المتعددة خارج قاعدتها اما بطلب رسمي الى المجلس او بموافقة المحافظ وعرض جميع المشاريع التي تنوي القوات تنفيذها في المحافظة على المجلس لغرض المصادقة عليها وبيان مدى استفادة المواطنين منهاquot;. واوضح جابر ان المحافظة اكملت استعداداتها لاستلام الملف الامني الذي سيشهد احتفالاً كبيرًا في نهاية الشهر الحالي.

اعتقال قائد خليتي تفخيخ وعبوات ناسفة للقاعدة

وقالت قوات التحالف في العراق اليوم انها ومن خلال استمرارها بإستهداف شبكات تنظيم القاعدة التفخيخية فقد اعتقلت رجلاً مطلوبًا في مدينة تكريت ( 160 كم شمال غرب بغداد). واشارت الى ان القوات الارضية قامت بالامساك بالارهابي بعد ورود تقارير استخباراتية تشير الى انه كان قائدًا لخليتي تفخيخ سيارات وعبوات ناسفة. وقد قام الرجل وهو على صلة بقادة القاعدة الاقليميين في القاعدة في العراق بتسليم نفسه الى قوات التحالف خلال العملية.