غزة: توشك مساعي زعيمة حزب كاديما الاسرائيلي تسيبي ليفني لتشكيل حكومة جديدة على الانتهاء تماما وقد وصلت الى اعتاب الفشل الذي سيعلن عنه رسميا يوم غد الاحد. وتجمع وسائل الاعلام في اسرائيل على أن رفض الزعيم الروحي لحركة شاس الحاخام عوباديا يوسف 87 عاما الانضمام الى هذه الحكومة هو الذي حال حتى الان دون نجاح ليفني في مهمتها.

وكان يوسف اتخذ قراره هذا بعدم المشاركة في حكومة تقودها ليفني بعد مشاورات اجراها مع الهيئة القيادية لشاس التي تطالب بالتزام حزب كاديما بعدم التفاوض مع الفلسطينيين في قضية القدس خلال المرحلة القادمة. وكانت حركة شاس طالبت كذلك بزيادة المخصصات الاجتماعية للاسر الفقيرة وكثيرة الاولاد في اسرائيل كشرط اخر للانضمام لهذه الحكومة وهو الامر الذي بدا ان خلافا كبيرا يدور حوله.

واعتبر الحزب في بيان تبريره رفض المشاركة في الحكومة انه quot;اذا لم نعمل على تعزيز وضع مدينة القدس فقد تصبح موضع مساومة وسيكون لذلك انعكاسات على المفاوضات المقبلة وفي ظروف كهذه لا يمكننا المشاركة في حكومة ليفنيquot;. وتجري اسرائيل مفاوضات مع الفلسطينيين منذ نحو عشرة اشهر تتناول ما بات يعرف بقضايا الوضع النهائي بين الجانبين اللذين يسعيان للتوصل لاتفاق سلام.

وتتضمن تلك القضايا القدس واللاجئين والمستوطنات الاسرائيلية والحدود والمياه والامن واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وغيرها من القضايا ذات العلاقة بوضع نهاية للصراع العربي - الاسرائيلي. وخلال الليلة الماضية اجرت ليفني مشاورات مع عدد من اركان حزبها لاستطلاع آرائهم حول فرص تشكيلها حكومة ائتلاف جديدة وفق ما ذكرت الاذاعة الاسرائيلية.

وحتى الان اعلن 48 عضوا في الكنيست الاسرائيلي البالغ عددهم 120 نائبا تأييدهم لتشكيل حكومة تقودها ليفني هم من حزب كاديما الذي يضم 29 نائبا وحزب العمل الذي يقوده ايهود باراك ويضم 19 نائبا. وحسب الاذاعة الاسرائيلية فقد quot;تمحورت مشاورات ليفني مع اقطاب حزب كاديما حول الخيارين المتاحين امامها في الوقت الحاضر وهما اما تشكيل حكومة ضيقة واما الذهاب الى انتخابات عامة

ورجحت كثير من وسائل الاعلام في اسرائيل ان تتوجه ليفني مساء غد للرئيس الاسرائيلي شمعون بيرس لابلاغه بفشلها في تشكيل حكومة جديدة ولتطلب منه الاعلان عن انتخابات جديدة. وتبدو ليفني كما يتردد في اسرائيل بأنها غير مستعدة لدفع اي ثمن كان من اجل تشكيل حكومة برئاستها خاصة في ظل تشدد حركة شاس ازاء مطالبته برصد مبلغ 400 مليون دولار لصالح العائلات الفقيرة في اسرائيل.

كما انها ترفض الاعتماد على دعم الاعضاء العرب في الكنيست الاسرائيلي لحكومتها خلال التصويت على منح الثقة لحكومة قد تشكلها في الوقت الذي اعلنت احزاب دينية متطرفة رفضها المشاركة في حكومة تقودها امرأة. وكانت ليفني كلفت بتشكيل الحكومة الجديدة في اسرائيل في سبتمبر الماضي ويمنحها القانون مهلة ستة اسابيع تنتهي يوم الثالث من نوفمبر المقبل لطرح التشكيل الجديد على الكنيست من اجل التصويت على منحها الثقة.

وفي حال الاعلان عن فشلها ستشهد اسرائيل توجيه دعوة لتنظيم انتخابات برلمانية مبكرة الامر الذي يمنح رئيس الحكومة الحالي ايهود اولمرت المشتبه بتورطه في قضايا فساد والحصول على اموال عدة شهور اخرى ليبقى في منصبه. غير ان مراقبين في اسرائيل رأوا ان حكومة تقودها ليفني لو بدعم احزاب اخرى لن تعيش طويلا وسوف تظل اسيرة الصراعات السياسية بين الاحزاب المشاركة فيها بعد ان تحصل على دعم بأغلبية بسيطة في الكنيست.

واعلنت مصادر في ديوان اولمرت يوم امس quot;انه اذا تبين ان الوزيرة ليفني لا تنوي عرض حكومتها الجديدة على الكنيست لدى بدء دورتها الشتوية يوم الاثنين المقبل فان رئيس الوزراء اولمرت سيدلي امام المجلس التشريعي ببيان سياسيquot;. وأضافت ان quot;اولمرت سيستعرض في هذا البيان ملامح سياسته في مختلف المجالات للاشهر القادمة حتى موعد اجراء الانتخابات العامة في اسرائيل.