القدس : أظهرت استطلاعات للرأي يوم الجمعة أن وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني تتقدم بفارق واضح في السباق لخلافة رئيس الوزراء ايهود أولمرت في زعامة حزب كاديما لكن مسؤولين شككوا في قدرتها على تشكيل ائتلاف وأن تصبح رئيسة للوزراء.

وأظهر استطلاعان من ثلاثة استطلاعات في الصحف الاسرائيلية الرئيسية أن ليفني ستسير كتفا بكتف مع بنيامين نتنياهو زعيم حزب ليكود اليميني في حالة الدعوة لإجراء انتخابات عامة مُبكرة وهو احتمال لا يُحبذه حزب كديما الوسطي وأكبر شركائه في الحكومة الائتلافية وهو حزب العمل الذي يمثل يسار الوسط.

وأدخل أولمرت اسرائيل في اضطرابات سياسية يمكن أن تعرقل صنع السلام في الشرق الأوسط عندما أعلن يوم الاربعاء أنه سيتنحى عن رئاسة الوزراء بعد الانتخابات على زعامة كديما في 17 سبتمبر ايلول.

واستجوبت الشرطة الاسرائيلية أولمرت يوم الجمعة للمرة الرابعة في إطار التحقيقات الجارية في مزاعم حصوله على رشى من رجل أعمال أمريكي وأنه تقاضى مصاريف سفر أكثر من مرة عن رحلات حينما كان وزيرا للتجارة ورئيسا لبلدية القدس.

وقالت الشرطة ان أولمرت الذي نفى ارتكابه أي مخالفات استجوب لمدة ثلاث ساعات في مقره الرسمي بالقدس. وقال المستشار الاعلامي لاولمرت quot;ستحدد مواعيد استجوابات أخرى في المستقبل القريبquot;.

وحتى بعد استقالته رسميا سيبقى اولمرت في منصب رئيس الوزراء لتصريف الأعمال الى حين يشكل خليفته في زعامة كديما حكومة ائتلافية جديدة في عملية قد تستغرق شهورا.

وسيتيح له هذا بعض الوقت لمواصلة محادثات السلام مع الفلسطينيين ومفاوضات غير مباشرة مع سوريا لكن ساسة ومُحللين يقولون انه سيفتقر للتفويض اللازم لتقديم التزامات يحترمها خلفه.

وأظهرت الاستطلاعات في الصحف الثلاث أن ليفني وهي ضابط سابق في المخابرات تتقدم بفارق يتراوح بين ثماني و18 نقطة عن أقرب منافسيها على زعامة كديما وهو شاؤول موفاز وزير النقل.

وأعلن عنوان رئيسي في صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية واسعة الانتشار بدء quot;معركة الخلافةquot;.

وشكك مسؤولون في كديما في قدرة ليفني كبيرة المفاوضين الاسرائيليين مع الفلسطينيين على تشكيل ائتلاف بين الاحزاب فيما يزيد فرص اجراء انتخابات برلمانية مبكرة.

ويقول هؤلاء المسؤولون ان الامر قد يكون أكثر سهولة بالنسبة لموفاز وهو وزير دفاع سابق عرف بأساليبه المتشددة في سحق الانتفاضة الفلسطينية في استمالة حزب شاس المتشدد لتأمين 61 مقعدا مطلوبة في البرلمان لتشكيل حكومة مستقرة.

وقال مسؤول بارز في كديما انه يخشى من ان تؤدي المعركة على خلافة أولمرت الى quot; تمزيق حزب كديماquot;.

وقد يحاول بنيامين نتنياهو وهو رئيس وزراء اسرائيلي سابق ومنتقد صريح لخطوات أولمرت بشأن السلام إحباط خطط كديما لتشكيل حكومة قادمة بحشد أغلبية في البرلمان اما لتشكيل ائتلافه الخاص أو لتقديم موعد الانتخابات المقررة في 2010.

لكن استطلاعين نُشرا يوم الجمعة أشارا الى أن نتنياهو سيواجه سباقا متقاربا أكثر من المتوقع في حالة فوز ليفني بزعامة كديما.

وأظهر استطلاع أجرته صحيفة يديعوت احرونوت أن حزب ليكود الذي يتزعمه نتنياهو سيحصل على 30 مقعدا بينما سيحصل كديما بزعامة ليفني على 29 مقعدا. أما صحيفة هاارتس فقد أعطت ليفني 26 مقعدا مقابل 25 مقعدا لنتنياهو.

ورجحت صحيفة معاريف تقدم نتنياهو بفارق واضح وقالت انه في حالة إجراء الانتخابات اليوم سيحصل الليكود على 33 مقعدا في البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) المكون من 120 مقعدا وان كديما بزعامة ليفني سيحصل على 20 مقعدا فقط.

وينظر الى وزير الدفاع ايهود باراك زعيم حزب العمل على نطاق واسع على أنه مؤيد لليفني أقوى امرأة في السياسة الاسرائيلية منذ رئيسة الوزراء السابقة جولدا مائير في السبعينات.

وقال في بيان يوم الجمعة ان حزب العمل سيفكر في الانضمام الى ائتلاف جديد لكنه أضاف quot;اذا احتجنا لانتخابات فسنكون عندئذ مستعدين (لهاquot;).

موفاز: المفاوضات مع سوريا يجب ان تستمر

من جهة ثانية قال شاؤول موفاز نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت وأحد المرشحين لخلافته في زعامة حزب كديما يوم الجمعة ان مساعي اسرائيل للسلام مع سوريا يجب ان تستمر دون شروط مُسبقة بعد ان يترك رئيس الوزراء ايهود أولمرت منصبه.

وقال موفاز في كلمة quot;وجهة نظري وهدفي هما مواصلة الحديث مع السوريين دون شروط مسبقة. السبيل هو .. السلام مقابل السلام.quot;