مظاهرات تعم شوارع دمشق على خلفية الغارة الاميركية
دعوات لطرد القائم بالإعمال الأميركي في سوريا
بهية مارديني من دمشق:
شهدت العاصمة السورية الخميس مظاهرات عبرت عن الغضب الشديد والسخط حيال الغارة التي شنتها القوات الاميركية يوم الاحد الماضي على بلدة البوكمال واسفرت عن مقتل ثمانية مدنيين. فبعد تظاهرة الصباح الشبه رسمية والتي شارك فيها طلاب وموظفون احتجاجاً على الغارة الأميركية على احد بساتين قرية السكرية قرب البوكمال على الحدود السورية العراقية، نفذت أحزاب وجمعيات أهلية سورية اعتصاماً احتجاجيا على الهجوم الأميركي مساء وبلغ عدد المتظاهرين نحو 800 شخص ولوحظ تواجد عدد لا بأس به من اللاجئين العراقيين مع المعتصمين السوريين الذين رفعوا لافتات تعبر عن غضبهم الشديد تجاه ما حصل في البوكمال كما ربطت اغلب اللافتات بين هذا الهجوم وما يحصل في غزة والعراق.
ومن ضمن اللافتات quot; من دير ياسين الى دير الزور دم الشهداء لن يذهب هدراquot; quot; مقاومون حتى تحرير فلسطين والجولان والعراقquot; quot; ما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة quot;...وشوهدت لافتتين كتب عليهما quot; الجبهة الوطنية القومية والإسلامية في العراق تدين العدوان على سورية quot; و quot; رابطة الرياضيين العراقيين في سورية تدين العدوان على سورية quot;.
كما وضع المتظاهرون علمين أميركيين على الأرض واخذوا يدوسون عليهما مع ارتفاع الأصوات المطالبة بطرد القائم بالأعمال الأميركي في دمشق. كما قام أعضاء من الجمعية الأهلية لمناهضة الصهيونية بتوزيع بيان استنكاري ضد الهجوم وقال المحامي رجاء الناصر رئيس هيئة المؤسسين في الجمعية بتصريح خاص لـquot;إيلافquot; إن هذا الحشد هو تعبير عن الموقف الشعبي وعن تلاحم الشعبين السوري والعراقي في مواجهة الهجوم ويحمل مؤشرا بان الشعب العربي في سورية بكل أطيافه يقف وقفة واحدة ضد الهجوم الأميركي وضد الهيمنة الأميركية على المنطقة فهذا الحشد الآن يكمل التظاهرات الصباحية (الرسمية) .
ولوحظ وجود كثيف لعناصر الشرطة والأمن يحيط بالتظاهرة لكنه اكتفى بالمراقبة ولم يتدخل مطلقاُ حتى انفض الاعتصام الذي استمر لساعة ونصف تقريبا.
وفيما اعلنت سوريا الاربعاء انها تنتظر quot;توضيحاتquot; من الولايات المتحدة والعراق حول الغارة الاميركية، اعلنت السفارة الأميركية في دمشق أنها ستغلق أبوابها بسبب quot;إزدياد المخاوف الأمنيةquot;. وأكدت السفارة أنها تلقت رسميًا قرار الحكومة السورية بإغلاق المؤسسات الثقافية الأميركية على الأراضي السورية، ويشمل القرار المركز الثقافي الأميركي والمدرسة الأميركية القائمين في العاصمة السورية. ولوحظ أن معظم السفارات الغربية أغلقت أبوابها كما أن أغلب موظفي ودبلوماسي السفارات الغربية لم يحضروا إلى مقار عملهم.
من جانبه ربط مصطفى قلعجي الامين العام للحزب الديمقراطي السوري في تصريح خاص لايلاف بين الخطة الامنية في العراق وتمريرها وهذا الهجوم، واعتبر ان التبريرات الاميركية التي تم تسريبها عبر وسائل الاعلام كشف العالم زيفها، ودان المعارض السوري الشيخ نواف البشير في تصريح مماثل الهجوم، مؤكدا على وجوب التحقيق وكشف نتائجه من قبل جميع الاطراف .
هذا وتستعد محافظة دير الزور لاحتجاج مماثل السبت القادم. وكانت مستشارة الشؤون السياسية والإعلامية بالرئاسة السورية بثينة شعبان قالت إن الولايات المتحدة انتهكت سيادة دولة وقتلت مواطنين أبرياء وتساءلت عن الفارق بين قتل هؤلاء المدنيين وتفجيرات نيويورك في11أيلول أو تفجيرات مدريد في 11 آذار. وأشارت إلى أن هجوم الأحد لم يتم عن طريق الخطأ بل هو دليل على التصدع الأميركي.