نيويورك: أعربت المفوضية الدولية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عن خشيتها على سلامة وأمن مئات الآلاف من اللاجئين المدنيين الذين أُرغموا على الفرار من منازلهم من جرَّاء القتال الدائر شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وقالت المفوضية إنها تظل قلقة بشأن وضع حوالي ألف من اللاجئين الذين تعتقد أن المخيمات التي كانت تأويهم قد تم حرقها أو نهبها.
وأضافت المفوضية قائلة إنها تسعى جاهدة للوصول إلى حوالي ربع مليون شخص يحاولون النجاة من جحيم المعارك الناشبة بين القوات الحكومية ومجموعة مسلحة معارضة.
وكانت الهيئة الدولية للصليب الأحمر قد ذكرت أن الصراع الدائر حاليا في الكونغو قد تسبب بوقوع quot;كارثة إنسانيةquot;، إذ فر عشرات الآلاف من منازلهم من جراء القتال بين قوات متمردي التوتسي بزعامة لوران نكوندا من جهة والقوات الحكومية ومتمردي الهوتو من جانب آخر.
وقد اعتبر نكوندا أنه من غير المجدي إرسال قوة أوروبية إلى شرق جمهورية الكونغو، وهي الفكرة التي تتبناها فرنسا، لأن الحل ليس عسكريا على حد وصفه.
وقال: quot;إذا كان الهدف من هذه القوة هو تثبيت أقدام متمردي الهوتو الروانديين، فلن نوافق عليها. أما إذا كانت تلك الخطوة من أجل دعم السلام، فإننا سنرحب بهاquot;.
وفي الوقت الذي تتواتر فيه التقارير عن زيادة انتهاكات حقوق الإنسان من قبل الحكومة وقوات المتمردين، تتسارع الجهود الرامية لعقد قمة إقليمية عاجلة خلال الأسابيع القليلة المقبلة في محاولة لحل الأزمة في البلاد.
فمن المنتظر أن يلتقي كل من رئيس الكونغو جوزيف كابيلا ونظيره الرواندي بول كيجامي في هذه القمة التي ينتظر عقدها تحت رعاية كل من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في العاصمة الكينية نيروبي في تاريخ لم يحدد بعد.
وجاء الاتفاق على عقد هذه القمة بعد يومين من الجهود الدبلوماسية المكثفة لمبعوث الاتحاد الأوروبي لويس ميشيل الذي قال إنه تم التوصل إلى اتفاق على اللقاء الإقليمي بعد يومين من المباحثات التي أجراها في كل من كنشاسا، عاصمة الكونغو، وكيجالي، عاصمة رواندا.
ويقول مراسل بي بي سي إن أصعب التحديات التي تواجه تلك القمة تكمن في إقناع نكوندا ليس فقط بالقبول بتسوية ما، وإنما بالتنازل عن المناطق التي تمكنت قواته من السيطرة عليها خلال القتال العنيف مع القوات الحكومية على مدار الأيام الماضية.
من جهة أخرى، أجرى رئيس الوزراء البلجيكي أيف لوترم محادثات هاتفية الجمعة مع رئيس كابيلا للمرة الاولى منذ تصدع العلاقات بين بروكسل وكينشاسا قبل نحو خمسة أشهر.
كما وصل كل من وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ونظيره البريطاني ديفيد ميليباند إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية حيث من المُنتظر أن يلتقيا بكابيلا قبل أن يتوجها إلى رواندا المجاورة للقاء الرئيس كيجامي .
وقال كوشنير، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، إن القوة الاوروبية المقترح إرسالها إلى الكونغو يمكن أن ترسل بناء على طلب من بعثة الأمم المتحدة هناك لمساعدة المدنيين.
وتفيد أنباء بأن اللجنة السياسية والأمنية التابعة للاتحاد الأوروبي، والمؤلفة من سفراء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، تدرس اقتراح إرسال قوة إلى المنطقة المذكورة بناء على طلب فرنسا.
وقد صرح الناطق باسم بعثة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية ان قوات الأمم المتحدة هي القوات الوحيدة المنظمة التي ما تزال باقية في مدينة غوما التي يبلغ عدد سكانها مليون شخص، وذلك بعد فرار القوات الحكومية منها إثر زحف المتمردين نحو المدينة.
وأضاف المسؤول الأممي إن 850 جنديا من قوات الأمم المتحدة لا يزالون في المدينة. واشار إلى أن الأمم المتحدة بصدد تعزير قواتها في المدينة بمزيد من الجنود والأسلحة.
ويطالب المتمردون، الذي خاضوا اشتباكات عنيفة مؤخرا مع القوات الحكومية في الكونغو، بنزع أسلحة المتمردين الهوتو الذين يتهمونهم بأنهم تابعون للقوات النظامية في البلاد.