واشنطن: وصل سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية إلى مرحتله الأخيرة حيث تختار أمريكا غدا الثلاثاء رئيسها، وشهدت عطلة نهاية الأسبوع نشاطا محموما للمرشحين الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري جون ماكين خاصة في ولايات الحسم. آخر نتائج استطلاعات الرأي أشارت إلى تفوق أوباما على ماكين بنحو سبع نقاط مئوية بحسب استطلاع شبكة سي إن ان، أما استطلاع رويترز ومؤسسة زغبي فيمنح أوباما 50 % مقابل 44 % لماكين.
كما تشير آخر التوقعات إلى أن التنافس الشديد سيكون على ولايات يبلغ مجموع أصواتها نحو 90 في مقدمتها فلوريدا(27) واوهايو(20) وميسوري(11) وكارولينا الشمالية(15) وإنديانا ومونتانا. وبحسب آخر تقديرات الاستطلاعات ضمن أوباما الفوز بولايات يبلغ مجموع أصواتها في المجمع الانتخابي 219، وتميل لصالحه ولايات يبلغ مجموع أصواتها 81 صوتاً.
أما ماكين فيضمن بحسب الاستطلاعات ولايات يبلغ مجموع أصواتها 121 وتميل لصالحه ولايات مجموع أصواتها 36 . ويرى مراقبون أنه في ضوء هذه النتائج نجح الديمقراطيون في الحفاظ على تقدمهم بمواصلة حملاتهم المكثفة في الولايات الحاسمة حتى اللحظات الأخيرة دون الركون إلى نتائج الاستطلاعات لتجنب أخطاء حملة 2004.
ويبدو ان ماكين نجح نوعا ما في تضييق الفارق بينه وبين منافسه بفضل الانتفاضة الأخيرة لحملته ولكن المراقبين يرون أنها جاءت متأخرة نوعا ما وأن الفارق ما زال كبيرا على إمكانية التعويض في اليوم الأخير. وتسابق المرشحان على عرض ما وصفته بعض وسائل الاعلام بالمرافعات الأخيرة لهما بعقد أكثر من تجمع في الولاية الواحدة أمس الأحد وكان التركيز على اوهايو وبنسلفانيا.
أوباما في أوهايو
فقد ألقى أوباما خطبا حماسية في مدن كليفلاند وكولمبوس وسينسيناتي بولاية أوهايو أمس الأحد في مؤشر واضح على رغبته في انتزاع هذه الولاية التي يحتاجها بشدة ماكين للفوز. وفي خطبه بمدن الولاية كرر أوباما دعوته لأنصاره للإقبال على التصويت من اجل التغيير وألا يعتقدون بأن السباق قد انتهى. وحافظ أوباما على استراتيجية ربط جون ماكين بما وصفه بالسياسات الفاشلة على مدى السنوات الثمان الماضية خاصة في مجال الاقتصاد.
وكرر أوباما تأكيده على أن خطط الإصلاح الضريبي التي يطرحها تهدف لتخفيف الأعباء عن العائلات الفقيرة والمتوسطة مؤكدا أن الإعفاءات الضريبية سيتسفيد منها الغالبية العظمى من الشعب الأمريكي. واعتبر أن الخطط التي يطرحها ماكين لاتمثل تغييرا عن الوضع الحالي المتأزم. كما كرر اوباما وعود إنهاء حرب العراق ومحاربة الإرهاب وإصلاح انظمة الرعاية الصحية والاستثمار في مجال الطاقة النظيفة وتوفير المزيد من الوظائف.
ويأتي الرهان على أوهايو باعتبارها الولاية التي منحت الرئيس بوش ولايته الثانية في انتخابات 2004، ويقول المعسكران إن السباق متقارب للغاية في هذه الولاية ولكن الأزمة الاقتصادية قد تصب في مصلحة أوباما خاصة وأنها من أشد الولايات تضررا منها، حيث فقدت 300 ألف وظيفة في مجال الصناعة خلال عشر سنوات. وفرض الاقتصاد نفسه على quot; المرافعات الأخيرةquot; في أوهايو لحاجة الحزب الديمقراطي لاجتذاب أصوات الشباب وخريجي الجامعات.
بينما يراهن الجمهوريون على أن الوضع الاقتصادي لايصب بالضرورة في مصلحة الديمقراطيين خاصة وأن الناخب المتردد قد لايميل لتحميل حزب بعينه مسؤولية الأزمة. لكن مازال التفوق في التمويل في مصلحة الحزب الديمقراطي الذي تنتشر مكاتبه وينشط الآلاف من متطوعيه في ولايات الحسم.
الأمل في بنسلفانيا
في المقابل مازال المعسكر الجمهوري متمسكا بالأمل في حشد أكبر عدد من قواعده الانتخابية للتصويت واجتذاب أصوات المترددين معتمدا على نهج مشابه لاستراتيجية كارل روف التي منحت بوش الولاية الثانية. ويقول ماكين إنه سيقاتل حتى النهاية وأعرب في التجمعات التي خاطبها الأحد عن ثقته في إمكانية تحقيق الفوز. وخاطب ماكين أمس تجمعات في بيتبرج وبنسلفانيا ونيوهامبشاير داعيا أنصاره إلى التصويت وقائلاً إنه سيفوز بمساعدتهم من أجل تحقيق التغيير.
وركزت حملة ماكين في المرحلة الأخيرة على مهاجمة الخطط الضريبية لأوباما وإطلاق وعود التغيير الاقتصادي وخلق المزيد من الوظائف إضافة إلى التشكيك في خبرة المرشح الديمقراطي في التعامل مع قضايا السياسة الخارجية والأمن القومي. وكان من أبرز تصريحاته خلال لقاء مع الجماهير في نيوهامبشاير إنه سيبني 45 مفاعلا جديدا في إطار سياسة لتقليل الاعتماد على نفط الشرق الأسط.
ويراهن ماكين أيضا على أوهايو وبنسلفانيا لجذب أصوات المحافظين من الحزب الديمقراطي، لكن الترجيحات تشير إلى أن بنسلفانيا تميل لصالح باراك أوباما وهو ما جعل المعسكر الجمهوري يركز عليها يومي السبت والأحد لأن خسارتها تعني خسارة الانتخابات. ونظرا لأن الفئات المصنفة ضمن الناخبين المستقلين سيبكون لها دور حاسم في النتيجة يركز المرشحان تقريبا على نفس القضايا مثل الضرائب والرعاية الصحية والتعليم وتوفير مصادر الطاقة البديلة والأمن القومي .
هذه القضايا فرضت نفسها على انتخابات 2008 على حساب قضايا داخلية أخرى مثل الدين والهجرة وحمل السلاح وزواج المثليين. وحتى الآن أدلى الملايين بأصواتهم في التصويت المبكر في نحو 30 ولاية واضطرت السلطات في بعض الولايات لتمديد عمل مراكز الاقتراع التي وقف أمامها الناخبون لساعات طويلة.
التعليقات