أشرف أبوجلالة من القاهرة: تساؤل مثير لم يفارق أذهان كثيرين في أعقاب الإعلان عن فوز المرشح الديمقراطي باراك أوباما بإنتخابات الرئاسة الأميركية وهو عن التوقعات الخاصة بمستقبل العلاقات ما بين الولايات المتحدة وإيران ؟ ففي الوقت الذي كانت تسود فيه نبرة من التشاؤم الحاد على هذا الصعيد الشائك بين القوتين الغربية والشرق أوسطية في جوانب عدة إبان فترة حكم الرئيس جورج بوش، يبدو أن بوادر إنفراجة طفيفة قد بدأت تلوح في الأفق بعد وصول أوباما للبيت الأبيض، والدليل على ذلك هو ما كشفت عنه اليوم صحيفة quot;وول ستريت جورنالquot; الأميركية بأن إنتصار أوباما على منافسه ماكين أمر من شأنه أن يبعث على الأمل في الفكر الإيراني بشكل عام.

وركزت الصحيفة في تقريرها على أهمية حدوث تغيير في طبيعة السياسات الموجودة حالياً ما بين واشنطن وطهران تحت مظلة الرئيس الجديد للبلاد، وأن طفرة كبرى قد تطرأ على الفكر الإقتصادي للجمهورية الإسلامية بعد إنتخاب أوباما. ونقلت الصحيفة في الوقت ذاته عن بعض مراقبي الإنتخابات في طهران أنهم يعقدون الآمال ويعولون الكثير على أن يساعد الرئيس أوباما في حل القضايا الأمنية والسياسية المعقدة منذ فترة طويلة بين كلتا الدولتين، في الوقت الذي تفرض فيه واشنطن والأمم المتحدة حزمة من العقوبات الإقتصادية والمصرفية الصارمة على إيران.

ونقلت الصحيفة عن سعيد ليلاز، خبير اقتصادي وأحد المنتقدين الدائمين للحكومة ومدير تحرير إحدى الصحف المحلية، قوله أن فوز أوباما بالإنتخابات أمر قد يكون له تأثير كذلك على سياسات البلاد الداخلية، وأضاف :quot; إذا ما أعلنها الرئيس الجديد صراحة ً بأن الولايات المتحدة لن تقدم على تغيير نظام الجمهورية الإسلامية، فإن ذلك سيخفف من تأثير المزيد من العناصر المتشددة في إيران الذين يأخذون موقفاً صارماً من عداء إدارة بوش.

وأضاف ليلاز :quot; السائد هنا في طهران أن الولايات المتحدة تسعي وبكل قوة لتدمير النظام الإيراني. والأمور هنا تبدو أيضاً أنه في حال بدأ الرئيس أوباما أو حتي عرض الدخول في مفاوضات مباشرة مع الجانب الإيراني، وبخاصة فيما يتعلق بالقضايا الأمنية، فإن الأمور ستكون أكثر وأكثر سهولة بالنسبة للحكومة والسلطات الإيرانية للإقدام في بدء تكوين علاقات وروابط أقوى مع الولايات المتحدة الأميركية quot;.