بنت جبيل: اثنى حسين السيد الذي يحمل الجنسيتين اللبنانية والاميركية ويملك مطعما في بنت جبيل معقل حزب الله في جنوب لبنان، على النظام الاميركي واكد quot;ساشارك بالتأكيد في التصويت لاوباماquot;. وقرية بنت جبيل التي يتحدر منها اغلب اللبنانيين الحاملين جوازات سفر اميركية، تشكل مفارقة حيث تنتشر فيها صورتا الامين العام لحزب الله حسن نصر الله وعماد مغنية القيادي في الحزب الذي اغتيل في شباط/فبراير في دمشق في الوقت الذي تصنف فيه واشنطن حزب الله بانه منظمة quot;ارهابيةquot;.

غير ان سكان بنت جبيل التي لقبت بquot;عاصمة المقاومة والتحريرquot; وكانت مسرحا لاشد المعارك بين حزب الله والجيش الاسرائيلي في حرب صيف 2006، لا ينظرون الى الامر على هذا النحو. لانه حتى وان شاعت فيها مشاعر الازدراء حيال الادارة الاميركية وحتى ان كانت quot;قنابل اميركية دمرت القريةquot; في 2006، فان هناك اعجابا بالامة الاميركية.

وقال حسين الذي كان عمل في التجارة لمدة 30 عاما في نيويورك quot;انا لست ضد اميركا، انا ضد سياسة (الرئيس الاميركي جورج) بوشquot;. وهو فخور بمطعمه quot;مطعم التحريرquot; الذي انشأه في العام 2000 تخليدا للانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان في العام ذاته بعد 22 عاما من الاحتلال. وعلق حسين في المطعم صورة آية الله الخميني مؤسس الجمهورية الاسلامية في ايران والداعم القوي لحزب الله والذي كان وصف الولايات المتحدة بquot;الشيطان الاكبرquot;.

ويؤكد الرجل البالغ من العمر 48 عاما والذي يحمل ابناؤه الستة الجنسية الاميركية quot;بدون الولايات المتحدة ما كنت اساوي شيئا وما كنت بنيت شيئا هناquot;.
واضاف quot;هناك (في الولايات المتحدة) حقوقك محمية وحريتك في التعبير محترمةquot;. غير ان اعجاب حسين بالولايات المتحدة له حدود، فهو لن يرسل ابنته الى الولايات المتحدة قبل الزواج وذلك بسبب quot;العادات الاجتماعيةquot;.

اما علي بري الذي يملك متجرا في ديترويت (ميشيغن-شمال شرق الولايات المتحدة)، فانه يزور تبنين لممارسة هواية الصيد. وهذه القرية الواقعة شمال بنت جبيل التي يتحدر منها الكثير من الاميركيين من اصل لبناني، تصبح شبه مقفرة بعد الصيف، بحسب البلدية. ويعود الكثيرون الى ميشيغن حيث يعيش 150 الف اميركي من اصل لبناني، بحسب مكتب الاحصاء الاميركي الذي يشير الى ان اللبنانيين هم الاكثر عددا بين الاميركيين من اصل عربي (39 بالمئة).

وقال علي quot;لا احد غير اوباما يستحق الاهتمامquot;، مضيفا في خليط من العربية والانكليزية quot;ان والده مسلم واسود وسيفهم بشكل افضل المنطقة وسيكون اقل تعجرفا من ماكينquot;. ورغم الاعجاب بالولايات المتحدة، ففي بنت جبيل، كما في تبنين، يرفض الجميع ابراز جوازاتهم الاميركية quot;لتفادي المشاكلquot; ما عدا نعمة حنا الذي اقام تجارته لمواد البناء بعد ان عاش 20 عاما في نيويورك.

وقال quot;انا لا احب الناس الذين يتاجرون مع الاميركيين ويبصقون عليهم في الان ذاته. ويقولون ان الولايات المتحدة هي الشيطان الاكبر غير انه بالنسبة لي من دون الاميركيين ما كنت لاتمكن من اقامة تجارتيquot;. وهذا المسيحي البالغ من العمر 35 عاما هو من انصار الجمهوريين غير انه سيصوت هذه المرة لاوباما لان quot;ماكين سيقودنا حتما الى حرب جديدة في حال انتخابهquot;. واضاف quot;اثناء حرب 2006 احسست بضيق شديد خاصة حين شاهدت صاروخا صنع في الولايات المتحدة يستخدمه الاسرائيليونquot;.

وفي صور المدينة الجنوبية الساحلية، يبيع صبحي الاشقر (70 عاما) سيارات مستوردة من الولايات المتحدة التي يتلقى منها 360 دولارا شهريا كراتب تقاعدي بعد ان عمل عشر سنوات في ميشيغن في محطة بنزين. وقال وهو يعرض سيارة quot;جيب غراند شيروكيquot; من آخر طراز quot;لقد صوت مرة واحدة في الانتخابات اللبنانية ولا زعيم يستحق التصويت له. لكني ساصوت لاوباما فهو افضل للشرق الاوسط وللعالم باسرهquot;.