أمام عجز القانون عن معالجة المشكلة العنصرية
إنتخاب أوباما قد يكسر هذه الحلقة الجهنمية
بلال خبيز من لوس انجلس: أقدم جو فيشر وهانتر بوش على شنق دمية تمثل باراك اوباما في حرم جامعة لكسنغتنون في ولاية كنتاكي. على الفور أدان حاكم كنتاكي ورئيس الجامعة وعمدة لكيسنغتون العمل، وبعث عمدة لكسينغتون برسالة اعتذار إلى اوباما نيابة عن اهل المدينة كلهم. الشرطة اعتقلت الشابين ووجهت لهما اتهامات باقتراف سلوك غير لائق. لكن الشابين أفادا أنهما قاما بهذا العمل رداً على ما قام به شاد مايكل موريزيت وشريكه في السكن ميتو افيلز اللذان علقا دمية تشبه سارة بايلين حاكمة الاسكا مشنوقة في حديقة المنزل، كما انهما جسما دمية تمثل ماكين تلتهمها نار اصطناعية على فوهة مدخنة البيت، الواقع في غرب لوس انجلس في ولاية كاليفورنيا. وتم عرض صور الدميتين في برنامج كايت اولبرمان الذي تبثه شبكة ام اس ان بي سي، ليلة الاثنين الماضي، حيث وصف اولبرمان موريزيت بأنه اسوأ شخص في العالم.
ورغم ان مثل هذه المسالك بالغة الحساسية في الولايات المتحدة. ويعتبرها السياسيون ورجال القانون خطاً احمر لا يحق لأحد ان يتجاوزه، إلا ان كل هذا الحرص القانوني لم يمنع من استغلال الصراع العرقي بين البيض والسود في الولايات المتحدة على ابشع ما يكون الاستغلال. فعلى نحو ما، يشعر السود ان البيض سيحولون دون وصول اسود إلى البيت الابيض، وهم لذلك يتكتلون في غيتوات
وواقع الامر أنه رغم النصوص القانونية الحازمة في ما يخص التمييز العرقي، إلا ان مدناً قليلة في الولايات المتحدة تشهد اختلاطاً عرقياً حقيقياً. فحتى اعرق المدن واوسعها ثقافة، كنيويورك ولوس انجلس، ما زالت تعاني ندرة الاختلاط بين البيض والسود في احياء مشتركة. وغالباً ما يقطن السود في مناطق ذات كثافة سكانية اعلى، ويتعرضون لقدر من العنف اعلى من ذاك الذي يتعرض له البيض من قبل البوليس. ويتم ذلك كله تحت حجج ومسميات كثيرة، بعضها يملك حظاً من الوجاهة، وبعضها يتم بسبب هذا الفصل الواضح بين العرقين. فالمناطق التي تعتبر خطرة وعصية على البوليس في المدن الاميركية هي مناطق يغلب السود على سكانها. وفي نشوء مثل هذه الغيتوات المغلقة ما يجعل الاختلاط بين العرقين صعباً ان لم يكن مستحيلاً.
ما قاله اولبرايت في حق موريزيت الذي شنق امام منزله دمية تمثل سارة بايلين يبدو صائباً تماماً. ذلك ان حملة اوباما تجاهد بحرص شديد على تجاوز هذه المحنة الشائكة التي يعاني منها المجتمع الاميركي. والنجاحات التي يحققها المرشح الاسود، بصرف النظر عن السياسات الخارجية التي قد يتبعها وقدرته على انقاذ اميركا من الكساد الذي ينتظرها، تمت بوثيق صلة إلى جهد حثيث يقوم به المتنورون من الشعب الاميركي من اجل محاربة التمييز العرقي. ويشكل انتخاب اوباما ووصوله إلى البيت الابيض كرئيس اسود لاكبر واقوى دولة في العالم خطوة بالغة الاهمية على هذا الصعيد. ومن دون تجاوز هذه العقبة وكسر هذه الحلقة الثخينة، لن يكون ممكناً التقدم نحو كسر الحلقات الاخرى المستعصية، وبعضها يمت إلى الإسلام والامة العربية بأوثق الصلات.
التعليقات