أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: عملت quot;إيلافquot; أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (أكبر حزب يساري في المغرب) حسم في موقف تجاه الحكومة، التي يشارك فيها، بالتأكيد على استمراره ضمن فريق الوزير الأول عباس الفاسي بشرط إقرار إصلاحات سياسية ودستورية.

وأكدت مصادر سياسية مطلعة أن الاتحاد الاشتراكي دعا إلى التوجه نحو إقرار ملكية برلمانية، بهدف تحقيق مبدأ فصل السلط، الذي يحفظ للمؤسسات كلها أدوارها، ومكانتها، ويدقق صلاحياتها، ويؤهلها للاضطلاع بمهامها في هيكلة الحقل السياسي وتأهيله، كما أنه أكد أن تحالفاته لن تخرج عن العائلة الاشتراكية، في إشارة إلى عدم وضع يده في يد الإسلاميين، أي العدالة والتنمية.

وجاءت هذه الدعوة في ختام الجولة الثانية من اشغال المؤتمر الوطني الثامن للحزب، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين بالصخيرات، بانتخاب أعضاء المكتب السياسي البالغ عددهم 22 عضوا.

وجدد المؤتمر الثقة لعضوية المكتب في ثلاث نساء، وهن أمينة أوشلح، ورشيدة بنمسعود، وفاطمة بلمودن، كما جدد الثقة أيضا في ثمانية أعضاء سابقين، وهم الحبيب المالكي، وإدريس لشكر، والعربي عجول، وعبد الهادي خيرات، وفتح الله ولعلو، ومحمد الأشعري، ومحمد بوبكري، ومحمد محب.

أما باقي الأعضاء الجدد الذين جرى انتخابهم لأول مرة في المكتب السياسي فهم ثريا مجدولين، وزبيدة بوعياد، وعائشة لخماس، وأحمد الزايدي، وإدريس أبو الفضل، وجمال أغماني، وحسن الدرهم، وحسن طارق، وسعيد شباعتو، وعبد الحميد جماهري، وعلي بوعبيد.

وبلغت نسبة تمثيلية النساء في المكتب السياسي الجديد التي أقرها المؤتمر، الجمعة الماضي، 25 في المائة.

من جهة أخرى، أرجأ المؤتمر الإعلان عن نتائج انتخابات أعضاء المجلس الوطني البالغ عددهم 225 عضوا، إلى وقت لاحق من اليوم.

واعتبر الكاتب الأول للحزب، عبد الواحد الراضي، في كلمة ختامية، أن الجولة الثانية من المؤتمر الوطني الثامن للحزب كانت quot;ناجحة بكل المقاييس وأبانت عن نضج ووعي المناضلين والمناضلات الاتحاديات الذين التزموا بأخلاق سياسية عاليةquot;.

وأشاد الراضي بـ quot;الروح الوحدوية والجو الأخوي الذين سادا أشغال المؤتمرquot;، مبرزا أن quot;انتخاب قيادة الحزب جرى بكيفية ديمقراطية وشفافة ونزيهةquot;. وأشار إلى أن المؤتمرين ساهموا بشكل كبير في إنجاح هذه المحطة التاريخية الحاسمة، من خلال إجماعهم على توجه واختيارات سياسية واقتصادية واجتماعية موحدة.

ودعا الراضي مناضلي الحزب إلى الاستعداد الأمثل للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وإلى التعبئة المتواصلة من أجل توسيع قاعدة المشاركة السياسية والحفاظ على مكانة الحزب باعتباره quot;طرفا وازنا في المعادلة السياسية المغربيةquot;.

يشار إلى أن المؤتمر كان صادق، مساء أمس الأحد، على البيان السياسي العام وعلى تقارير اللجان المنبثقة عنه، وهي quot;لجنة تفعيل الأداة الحزبية وتحديثهاquot;، وquot;اللجنة السياسية والمؤسسية والهويةquot;، وquot;اللجنة الاقتصادية والاجتماعيةquot;.

وكان المؤتمر، الذي نظم على مدى ثلاثة أيام تحت شعار quot;حزب متجدد لمغرب جديدquot;، انتخب، في ساعة مبكرة من صباح أول أمس السبت، عبد الواحد الراضي، كاتبا أول للحزب، بعد حصوله على 340 صوتا من أصل 1232 صوتا (1346 مسجلا)، متقدما على خمسة مرشحين وهم السادة فتح الله ولعلو، إدريس لشكر والحبيب المالكي، وناصر حجي، ومحمد الحبابي.

وتلقى الاتحاد الاشتراكي صفعة قوية في استحقاقات 7 أيلول (سبتمبر) الماضي، إذ كان من أكبر الخاسرين في هذه الاستحقاقات بعد احتلاله المرتبة الخامسة بـ 38 مقعدًا، فيما كان قد فاز بالمرتبة الأولى في انتخابات 2002، وهو تراجع فتح الأبواب على مصراعيها لدخول الحزب في أزمة صعبة.

وكان الاتحاديون عاشوا، في الجولة الأولى، لحظات عصيبة، إثر تصاعد احتجاجات المؤتمرين، ما أدى إلى توقف الأشغال مؤقتا، إذ رفع المؤتمرون شعارات تطالب بالإنسحاب من الحكومة والتصعيد، قبل أن يحتلوا المنصة ما دفع الرئاسة إلى الإنسحاب، قبل استئناف الأشغال والإعلان عن خوض جولة ثانية.

وتأسس الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سنة 1975 بعد أن انفصلت الجماعة المؤسسة له عن الاتحاد الوطني للقوات الشعبية (الذي انشق قبل ذلك عن حزب الاستقلال). وظل الحزب قطب رحى المعارضة في المغرب لمدة طويلة، بل أصبح القوة السياسية المغربية الأولى مع بداية التسعينات.

وكان فوزه في الانتخابات التشريعية يوم 14 تشرين الثاني (نوفمبر) 1997 بنسبة 13.9في المائة من الأصوات (أي 57 من مجموع مقاعد مجلس النواب المغربي) سببا في تعيين الكاتب العام للحزب آنداك، عبد الرحمن اليوسفي، رئيسا للوزراء منذ 5 شباط (فبراير) 1998.